الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....

يونس العموري

2008 / 10 / 12
القضية الفلسطينية


هذه المرة تجيء المناشدة من القدس ايضا، وباسم القدس لكل مجانين فلسطين، ولكل العابثين بها وبتاريخها، ولمن يدعي انه يملك حقيقتها لوحده، ولهؤلاء المتربعين على عروشهم باسم الرب تارة وباسم الشرعيات المنقوصة والمبعثرة تارة اخرى.
هذه المرة يأتي الصوت مجلجلا من رجل من رجال الله، ومن قال يوما سلاما عليك ايها الوطن المحمي بدموع الثكالى، وبآهات عذابات من يعبرون الدروب باحثين عن لمسة عشق فوق الأرض لا تحتها. تأتي مناشدته وكأنه الصوت الذي ننتظر، ويأتي حضوره وكأنه لم يغادرنا يوما، عرفناه منذ كنا نعبث بحواري العتيقة وأزقتها، وربما صادفناه وهو يعبر مهموما طريق الآلام، فلم يكن ليعبر هذه الطريق دون ان ينحني بدربه، أوليس ابن مريم قد ترجل بالطريق وصاغ عبارته وصلى ورتل كلام ربه هنا...؟
بكامل هيئته كان يقف شامخا بجوار اسوارها ويقول همس الكلام ويصوغ شيئا من مقدسات البتول ويناجي العابرين المهرولين نحو أقصى القبلة الأولى، ويقف لبرهة حينما تعلو التكبيرات ليتأكد من انسجام قرع الأجراس والله اكبر، الحي الفلاح، الواحد الصمد. عايش تفاصيل القدس ومضامينها، وعلم اسرار عشقها وحبها، وخلع عنه ثوبا أرادوا الباسه له عنوة، فأعاد لدرب الآلام ولسيرة العيسى المقاوم معاني اخرى كان ان تتلمذ عليها من سيرته، فامتشق بندقية مقاتل وجاب البراري والجبال باحثا عن عشاق الليل بحضرة القدس، وسافر بكل الاتجاهات وببطن التاريخ ليكشف اللثام عن حقيقة حاولوا تزويرها وطيها، واستدل على ابن العوام المقاتل المقاوم بصفوف صلاح الدين ضد من جاء غاصبا من الغرب وانكسر بيده الصليب المزيف ليرفع هو صليبه على تلال الجلجلة ...
جاء صوته بالمواقيت الصحيحة هذه المرة، وكأنه اختار الحديث في ظل صمت الرجال وضياع الكلمات الصانعة للمواقف الحقة لينسجم القول البليغ مع صراخ الأمهات ومناشدة العجائز وضياع الحكماء، وتقاتل الأخوة الأعداء، ويهوذا يكمن بالمكان وابو جهل ما زال يحارب محمد ابن عبد الله وقريش تحاصر الفقراء في الثغور والجبال ....
زمجر الفارس بكل وقاره ... واعلن باسم نبي الفقراء ورسول المحبة عن زمن لابد ان يأتي ليُصار للقدس رجال يؤمنون بها وبقدسيتها ولن يبرحوا المكان ... وان ابعدوا او هجروا لابد ان يحملوا عبقها واياهم ولن يبدلوا عنها تبديلا ... والتتار لن يصلوا الى اسوارها وان عاثوا في ازقتها فسادا فعين الله ترعاها وللقدس رب يحميها ولها ايضا رجال ممن اختارهم سبحانه ليتلو مزامير تعويذاتهم لها ... بل لها عشاق ينامون على تهاليل حفيف اشجارها ... ومؤمنين صلوا وصاموا وسجدوا وركعوا في الخندق الأمامي وغضبوا لغضبها وأمنوا بأمنها ...
هو الزاهد المتصوف بحبها ... وهو الوجه التي ارتسمت معالمها على تعابيره ... وهو ممن حين تشاهده تتراءى امامك شموخ مآذنها وعزة اسوارها واصرار كنائسها على الحياة .... وهو المعلم بعباءة المؤمن بالتسامح، والعنيد على الحق والمقاوم بحق، والناسك بمعابدها والصابر على ظلم ذوي القربى ....
هو المُسّلم بقرآنها والمؤمن بإنجيلها والمتعبد باسمها يرفع لكل رجالات العصر الجديد بيانه وكلامه وقوله وقبل كل ذلك فعله وما كان له من جولات مع الظلم وانتصار ارادة الحق .... فهل من مستجيب ..؟؟
هو المترجل الآن للقدس من خلال مؤمنيها واطفالها وجميلاتها .... يوجه النداء من منفاه ليظفر بالعودة بعد ان تجتمع القبائل المتناحرة من جديد وليكون لهم الأمير الرشيد ليعقد العزم ويجدد العهد ويتلو واياه ميثاق ابن الخطاب وصفريونوس ... ويكون الدخول للمسجد كما دخلوه اول مرة وسبت النور يضيء بوفاق المحبة وتراتيل المؤمنين ....
هو الجامع والقاسم بين من يصلي بأول الليل ومن يتمتع بسحر الأوطان بالنهار ... وله ان يدرك معادلة معايشة الوطن ومتطلبات عشقه وتحريره، دون ان يقتله ويدنس مقدساته وانسانه ....
هو مطران القدس ايلاريون كبوتشي يعلن عن ظمأه للقاء ابناء القدس وفلسطين في ظل ايقاف مهزلتها على يد ابنائها فهل لكم ايها السادة ومحترفي فنون الخلافات ان تتفكروا في قول مطرانكم الذي جاء بعيديته لكم ... ؟؟
يا سادة الأزمان ان للفقراء عليكم حق ... وللأطفال عليكم الواجب ... وللقدس نداء على لسان سادتها وشيوخها وسدنة معابدها ... وهاهو من منفاه البعيد يوجه نداء البعيد لكل من ابتعد عن طريق القدس وضل المسير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE