الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كرنفالية لعكا ...
يونس العموري
2008 / 10 / 17القضية الفلسطينية
تتصدر العناوين من جديد وتحاول ان تنهض بشموخ .... تقف امام البحر لتعلن عن هويتها بكل أهاتها ... وتقول ما يمكن ان يٌقال في حضرة القتل والتقتيل للغة الضاد بأزقتها ... جاءت هذه المرة واستحضرت كل تاريخ من عبر دروبها ومن انكسر على بواباتها ... لم تخف موج البحر الهادر المائج الهائج وصاحبت غضبه واربكت كل غُزاتها ... كان تنتظر عشاقها المتسللين اليها ليلا ليحكوا واياها حكايا الليل المنسدلة ستائره بعد النهار العابث بأسوارها ... ونابليون اقتحم البحر ووقف حائرا امام اسئلتها ...
غجرية تسللت الى ازقتها... تطلق العنان لأهاتها ...تبحث عن هويتها ... ومخزون مكنوناتها ..تفتش بين السطور ووسط الكلمات عن معانيها ... تدور في فلكها المتمرغ بوحل الأرض السمراء ... تسكن القلاع وتتأبط شيء من التاريخ لتزهو بذات يحاولون سحقها تحت نعال مغتصبي الليل الجميل الزائر لحواري المدينة العتيقة الرابضة على متوسط البحر .... تجيء بكامل رونقها ماسحة على جباة لوحتها شمس تموز الحارقة ... وللسمراء المنتظرة عند زبد بحر النسيان تجلس عكا .. وبلحظة تصرخ من شدة الألم وحرقة الشوق لمعاودة ممارسة الحياة ... فقد سئمت العكا من هذا الصلف ومن هذا العجز ومن هذا الليل الحالك السواد ومن كل افعال الاغتصاب ... والعاهرات القادمات عند اول الصبح يفضحن عجز الرجال ...
الموسيقى حزينة هذا الصباح ... ونباح الكلمات لم يعد يجدي ... وحجارة القلاع اهتزت ... والسفن غادرت الموانيء ... والعجائز لم يعدن يجلسن على بوابات الانتظار ... والوحش افلت من عقاله .. وجن جنون عشاقها ... وانتشر الخبر ... وتصدرت العناوين ... فقد نطقت من جديد عكا بلغة ضادها ... واسمعت بشرها وحجرها وكل مجانينها ...
جلست وقلقها يغزو المكان ... عجوز ... نقوش الأزمان الجميلة على جبهتها تتراءى ...شاهدتها من بعيد وعرفت من تكون فقد كانت ممن انتظرن طويلا لصرخة الإرتداد عن جدران القلاع لإنتقام فعل اغتصابها حينما كانت بكامل مشمشها .... وكانت ان شهدت ارجوحة المشانق المعلقة لرجال العشق الجميل للبحر وحورايته .... وقررت ان تسكن ذاك المكان ليستيكن النائم بحضرة الثلاثاء الحمراء ... كانت تختبىء خلف ارجوحة المشانق ... وانشدت مع ام عطا وجمجوم وحجازي زغاريد تهاليل الموت .... تعرف متى تبكي وكيف تكون دموعها بلوريات متلئلئة على وجنتيها ...تجيد لغة ابتساماتها ..وتمنحك حضنها الدافىء متى استطاعت الى ذلك سبيلا ... تتراكض وسط حبات المطر دون ان يمسها ذاك البلل ... تشدو اغاني الحب المتشكل في مدركاتها .... تأتيتك فاتحة ذراعيها لتأخذك واياها نحو فعل الحياة ... كنعانية يسوعية عروبية الهوا .... يابوسية مقدسية بأقاصيصها ... حائرة امام البحر .... مستسلمة لأمواجه المتالطمة ... تركن بذاتها في حواريها .... ولها صخرتها التي تحكي واياها شجنها واشجانها ... لها ركنها في المقهى العتيق ايضا ... وعاشقها أُجزم انه يبحث دائما عن سؤالها ...
فعكا تنهض اليوم من نومها لتوقد النار وتستقبل ضيوفها بكل المواقيت مزهوة بسيمفونية صراخها وغضبها ....
فيا كل العاشقين تجمعوا ويا معذبي الأرض انهضوا...ويا أيها المصلوبين على الجدران العتيقة انتظاركم طال... وحلمكم ما زال يتشكل... اكسروا الصمت.... وتعالوا الليلة فنحن بالانتظار... تعالوا عند قنطرة بالبيت العتيق..... تعالوا لنحكي قصص المدينة.... وعاشقة كانت بالمكان... تعالوا لنسمع معا صهيل الخيول وأنين العذارى... تعالوا فعكا الليلة بالانتظار... والقمر على موعد معها.... فبمثل هذه الليلة كان القمر غائبا.... وعدها بالسطوع وغاب خائنا.... تعالوا... سنبكي الليلة... وننوح في حواريها.... ونعلن حزننا الأبدي.... تعالوا فلن نبرح المكان.... ولن نمارس اغتصاب نساؤنا.... وسنمارس صراخنا وضجيجنا... تعالوا لندشن وإياكم كرنفالية الموت... واحتفالية الرحيل... فقد كان العاشق هنا... منتظرا قدومها.... والموت أيضا كان يتربص... تعالوا متسللين فمن الممنوع عبور العشاق... تعالوا متخفين فيهوذا يكمن بالمكان.... تعالوا بغضبكم وأحزانكم.... تعالوا سكارى.... لنمارس نواحنا على الأسوار العتيقة.... تعالوا عرايا.... لنشهد اغتصابات المدينة.... تعالوا بلا رجولة... فنساء الحواري غادرن منذ البعيد.... تعالوا لقسم المدينة.... تعالوا لقسم الموت... تعالوا لقسم الحزن....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم