الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتوقعون إنقلابا عسكريا في العراق

هرمز كوهاري

2008 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


د. عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية والشخص الثاني في المجلس الإسلامي الأعلى ، قال قبل أسابيع من على شاشة إحدى الفضائيات :" لا أستبعد إنقلابا عسكريا !! وكررها هذا عدة مرات !! قال ذلك بكل صراحة .
ولكن لماذا ينفرد عبد المهدي دون غيره بالإشارة الى الإنقلاب العسكري ؟ هل هو إجتهاد شخصي أولأنه مطلع على بعض الخفايا التي خفيت على غيره ، أو أطلع الغير ويتحاشى ذكر ذلك خوفا من سؤال وجواب وإستجواب ! وإن عبد المهدي ليس كمسؤول عادي أو بسيط أو كمراسل صحفي بل هو في موقع المسؤولية كما ذكرنا أعلاه . وهو الجهة الأكثر تأثيرا واطلاعا على المشهد العراقي ، لذا فلتصريحاته وأقواله يحسب لها حساب. ولا يخفى أن رئيسه المعمم عبد العزيز الحكيم هو أكثر الرجال تأثيرا على الوضع العراقي .

ومن يمعن النظر والمراقبة على مجريات الأوضاع في العراق ، قد يعطي الحق لعبد المهدي أوغيره أن يتوقع تغييرا في الواقع الذي يعيشه العراق اليوم ومنذ أكثر من خمس سنوات والأمور تزداد تعقيدا يوما بعد يوم وإنْ تراجع الإرهاب القاعدي العبثي لايعني حل الهدوء الدايم والأمان والإطمئنان ، بل الكل تقريبا متفق على أن هذا الهدوء هش وخادع ، لأن الوضع السياسي يحتوي في طياته على صراعات خفية ومنها واضحة طفحت على السطح حتى بين أطراف جبهة الإئتلاف نفسها ، والجبهة ككل والقوى السياسية المسلحة الإخرى التي بدأت تتقوى وتكسب مؤيدين جدد نظرا لفشل الأحزاب الشيعية بإدارة الدولة ومرفقاتها ، وذلك بالإهمال والإستخفاف بمصالح الشعب وكل حججهم هي التركة الثقيلة التي ورثوها من العهد السابق أولا والإرهاب القاعدي ومن كان يدعمهم ثانيا .

وإذا كانت حججهم الإرهاب في إهمال وإستخفاف بل والإستهتار بإحتياجات الشعب الأساسية و السياسية والإقتصادية إذن لماذا لا يطال هذا الإرهاب إستيرادات المشتقات النفطية من إيران الإسلامية حامية الأمة الشيعية التي بلغت يوما ستة مليارات دولار للبنزين فقط وفق ما صرح به وزير النفط عدا المليارت الأخرى للمستوردات الصالحة والطالحة ..وماذا عن الفساد المالي والإداري للمسؤولين وووو...الخ

هذا وقد أصبح العراق بكل المقايييس كالرجل المريض لم تعد تفيده لا حبوب المصالحة الطائفية التي تسمى بالمصالحة الوطنية ! ولا جرعات وحُقن التوافق ولا أفيون مواعظ الملالي في الجوامع والحسينيات ، كما يبدو أن الشيعة يئسوا من تأخر ظهور المهدي المنتظر لنشر السلم والعدل في كل أنحاء العالم بعد إيران والعراق !

ونرجع الى عبد المهدي و" عدم ‘ستبعاده إنقلابا عسكريا "! ربما يعتقد أنه لم يبق حل آخر غير عملية جراحية لإستئصال الأورام الخبيثة ورم المحاصصة الطائفية ، ورم الفساد الإداري والمالي وورم تخبط تلك الأحزاب الدينية الطائفية الشيعية والسنية ومن وراءها الحكومة " الديمقراطية " والمجلس النيابي حتى إنتشرت هذه الأورام في جسد العراق ، فلابد من المشرط الحاد لإستئصالها قبل أن تقضي على البقية الباقية ،

وكأن عبد المهدي ليس أحد اللاعبين الأساسيين والفعالين ،وذلك إستنادا الى منصبه و موقعه في المجلس الإسلامي الأعلى الحاكم والمتحكم الرئيس في السياسة العراقية ، وإن كان بسبب جهله فهو تقصير في واجبه الوظيفي والحزبي ، وإن كان يعرف ويحرف فهذا موضوع آخر !.

والعمليات الجراحية السياسية التي تعرفها المجتمعات العربية والإسلامية من باكستان الى موريتانيا مرورا بالصومال والسودان هي إلإنقلابات العسكرية وبيان رقم واحد .وظهور البطل ،أي الرجل رقم واحد وقائد الضرورة ، الضرورة التاريخية التي حتمت ظهوره حسب النظرية الصدامية .

أما عدم إستبعاد عبد المهدي إنقلابا عسكريا ، فبرأي هناك إحتمالان ، الأول ربما هي دعوة بل تحذير من سوء الأوضاع السائدة في العراق وفي كل الإتجاهات والدعوى بصورة غير مباشرة للعمل لتحسينها وإجراء تبديلات جذرية في سياسة الدولة قبل أن يقع المحذور ، لأن الإستياء الشعبي وصل الى القمة بفقدان أبسط الخدمات الأساسية نتيجة الفساد الإداري والمالي الذي لم يمر على العراق دون أن يبلغ ذلك في زمن صدام حسين ولا نوري السعيد ، وإن هذه الحكومة تبدو عاجزة أو مهملة في واجبها بتوفير أبسط إحتياجات الشعب بما فيها الخدمات الضرورية ، بدلالة أنها لم تضع حتى الآن خطة عملية مدروسة مثل الخطة الإقتصادية الخمسية لكافة النشاطات الإقتصادية أو المنهاج الإستثماري السنوي ، وإذا ظهر مشروع ما قد يكون وفق مزاج المسؤول في الوزارة أو المحافظة ،ومشاريع هذه الحكومة لا تتعدى توزيع ملايين الدولارات الى المحافظات حسب عدد السكان!! أما أين تذهب هذه الملايين وما هي المشاريع التي نفذت بها ومدى سلامة التنفيذ ، فهذه الأمور خارج إختصاصها !! حيث أكثر أيام السنة مشغولة بتنظيم وصيانة الزيارات الملونية .

وثانيا ربما عبد المهدي يحذر بكلامه هذا وبطريقة غير مباشرة خطر عودة لضباط الجيش القديم مباشرة أو عن طريق الصحوات ، وتحذير أتاه من الجارة إيران راعية الأمة الشيعية
والسماح لها ، اي لإيران للتدخلات الإضافية حماية للشيعة من خطر إنقلاب سني !.

وثانيا ربما قد وصله تحذير جدي بهذا الصدد ، لأن هذا التلميح بالإنقلاب العسكري رافقه تنويه بعض الصحف الأمريكية ذات الإطلاع والإنتشارالواسع والتي يكتب فيها أشهر الكتاب والساسة الأمريكان ، بأن علامات الغرور بدأت تظهر على المالكي من خلال تعامله مع ألأمريكا في الآونة الأخيرة وخاصة ما يتعلق بالمفاوضات بشأن المعاهدة الإستراتيجة بين العراق وأمريكا بل يبدو عليه أنه ، أي العراق ، بغنى عنها وعن التواجد الأمريكي في العراق حتى ذهبت تلك الصحف الى إحتمال تبديله وقالت :" أن لأمريكا أشخاصا مهيئين للإحلال محله .." ووصل بها الأمر الى ذكر الإسماء المطروحة ومنهم عادل عبد المهدي نفسه !! أو وزير الدفاع عبد القادر العبيدي وغيرهم
ولكن ماذا يعني أن عبد المهدي ينوه عن الإنقلاب وأسمه من ضمن المرشحين هل أرادوا مساومته ورفض أم ماذا ؟؟؟
السؤال متروك له شخصيا .

وقد يقول البعض : كيف يحدث هذا ! وهذه القوة العسكرية الأمريكية في العراق؟!! وأقول إذا ما حدث مثل هذا الإنقلاب أو التغيير ، فربما يكون بتدبير أمريكي طبعا ولكن أمريكا كأن لا من شاف ولا من درى أو هدية لقاء رفض العراق توقيع المعاهدة الأمريكية – العراقية !! وقد تقول هذا شأن داخلي لا نتدخل فيه !! كما صرح وزير الدفاع الأمريكي في الآونة الأخيرة ، أو يقصد به إبعاد العراق أي بعض اتلأحزاب الشيعية ولو خطوة عن تبعيتها لإيران الإسلامية من جهة وترضية للدول المجاورة وخاصة السعودية من الجهة الثانية ، وأمريكا اليوم هي نفس أمريكا أمس التي ساعدت صدام حسين بضرب الفوضى التي أحدثها الشيعة بالقسوة ردا على التدخل الإيراني ، كما قالها صدام : " إننا نتعرض لغزو إيراني ..." بعد حرب الخليج والتي تسمى ب " الإنتفاضة الشعبانية " ونفس أمريكا التي وضعت حبل المشنقة برقبة صديقها صدام حسين أيام زمان !!

وأعتقد أن أمريكا لم يبلغ بها الغباء لتبقى كالمتفرج الى أن يسلّم أو يُحتل العراق من قبل إيران عدوتها الأكثر شراسة ، بعد أن ضحّت برجالها ومالها وقامرت بسمعتها و أزالت دكتاتورية البعث وصديقها صدام لكي تسلم العراق والمنطقة ومصالحها الى عدوتها إيران مهما كلفها الأمر ، وهي ترى أن الحكومة ورئيسها المالكي لا يفعلون شيئا لإيقاف هذا التدخل الفض من قبل إيران بل يغض المالكي الطرف عن هذا التدخل الأمر الذي يشجعها ،أي إيران أكثر وأكثر ،ولابد أن تشعر أمريكا بكثير من الغبن بل كأنه طعنت من الخلف من فبل الذين ساعدتهم في الوصول الى الحكم ، وهذه الأحزاب والجماعات التي تنجر وراء إيران لتكون بديلا عن أمريكا فهي ليست إلا مقامرة بمستقبلها السياسي وميبتقبل العرق ، لأن إيران لا تريد مساعدة العراق بل السيطرة عليه وعلى قيادة الشيعة في العالم هذا إذا تصور المالكي أو غيره أن تكون إيران بديلة عن أمريكا أوإعتبارها خط رجعة له ولأعوانه في حالة سقوطهم
.
وأعتقد إذا شعرت أمريكا أنها طعنت من قبل الذين ساعدتهم للخروج من نفق دكتاتورية صدام ، بإمكانها أن تعيدهم الى نفق أظلم من نفق صدام .
، أما إذا قدر للعراق أن يدخل نفق إيران فهو بالتأكيد لا يقل خطورة عن نفق صدام إن لم نقل أخطر منه .
.وأخير ثبت لدى الشعب العراقي أن الأحزاب الدينية وخاصة الشيعية ليست موضعا للثقة فهي تؤشر على الديمقراطية وتفرض وتسير على الثوابت الإسلامية حيث راي المرجعيات والفتاوى أوإنتظار مهدي المنتظر ، عجّل الله فرجه .!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة