الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي للحزب و ينار محمد رئيسة منظمة حرية المراة في العراق حول الاستعدادات ليوم المرأة العالمي

ينار محمد

2004 / 2 / 25
مقابلات و حوارات


الشيوعية العمالية: كيف ستستقبلون الثامن من اذار يوم المرأة العالمي في هذا العام؟
سمير عادل: لاول مرة يمرعلينا ذكرى الثامن من آذارعيد المرأة العالمي بعد انهيار النظام القومي البعثي الفاشي في العراق. فتاريخ هذا النظام  معروف للعالم بمعاداته للمرأة ودأبه طوال عمره على قمع النساء وحقوقهن في المجتمع. فبدون القمع لم يكن بامكان ذلك النظام تعريف هويته القومية وادامة هذه الهوية في المجتمع. فالقوانين التي اصدرها مثل "تحويل العمال الى موظفين" و "ترشيق الدولة" في العام 1987 اثر الازمة الاقتصادية العميقة، والمديونية العالية والخسائر البشرية الكبيرة دون تحقيق اية نتيجة من الحرب العراقية- الايرانية، تلك التي دفعت النساء الى البيوت الى جانب احالة الاف من الموظفين والعمال الى سوق البطالة.  لقد كانت المرأة  اول ضحايا هذه السياسة. وخلال التسعينات وبعد سنين الحصار الاقتصادي والهزيمة العسكرية التي مني بها النظام  في حرب الخليج الثانية، واحداث اذار 1991 التي دمرت خلالها اجهزته القمعية، كان النظام البعثي يحتاج الى اعادة تأهيل اجهزته الاستبدادية لاعادة هيمنته على جماهير العراق وثروات المجتمع،  فكان قرار رقم "111" لمجلس قيادة الثورة الذي يجيز قتل المرأة لمجرد الشك بها من قبل ذويها وقانون العشائرعام 1994 الذي كانت احدى نتائجه تكبيل النساء وتحويلهن الى عبيد واعادة المجتمع العراقي الى ما قبل عام 1958. ثم تاتي الحملة التي نظمها فدائي صدام في ذبح النساء في شهر كانون الاول من عام 2000. والجدير بالذكر انه لم يجيز النظام المقبور الاحتفال بالثامن من آذار في العراق. حيث احل الخامس من اذار كعيدا للمرأة العراقية محل الثامن اذار لطمس الحركة الاحتجاجية للمرأة في العراق وفصلها عن الحركة النسوية العالمية.
 بيد ان انهيار النظام البعثي لم يغير من القوانين بشئ. اذ حلت احزاب الاسلام السياسي محل النظام البعثي واطلق العنان لها بفضل الحراب الامريكية، وتحت تلك الحراب اجيز قتل النساء وفرض الحجاب عليهن وتطبيق قوانين الشريعة الاسلامية بالارهاب والقتل.   فكان آخر ما حاول ان يفرض على النساء والمجتمع العراقي هو قرار"137" الرجعي من قبل مجلس الحكم الذي حل القوانين الاسلامية محل القوانين البعثية في الاحوال الشخصية. وقد استقبل ذلك بالسخط والشجب من لدن الحركة النسوية والتحررية في العراق. ان ما يميز يوم المرأة العالمي هذا العام هو ان الحركة النسوية والتحررية في العراق استطاعت ان تهزم القرار الرجعي المذكور بالرغم من تعرضها الى شتى اشكال القمع والاعدام والنفي لناشطاتها وفعالاتها وقادتها خلال اكثر من ثلاثة عقود.
الشيوعية العمالية: ما هي سياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي وخططه بهذه المناسبة؟ وما هي المطالب والشعارات التي سيرفعها؟
سميرعادل : ان  الحزب الشيوعي العمالي العراقي سيعمل في هذه المناسبة على تقوية ودعم وقيادة الحركة التحررية والمساواتية في المجتمع العراقي. ان له اهمية خاصة هذا العام. حيث الاوضاع السياسية في العراق من تقسيم المجتمع ومحاولة ترسيخ العشائرية والقومية والطائفية تلقي بثقلها على كاهل عموم جماهير العراق وبشكل خاص على كاهل النساء. وفي ظل النظام الديمقراطي المزعوم ومكارم مجلس الحكم الرجعية دفعت بالنساء الى البيوت واصبح فرض عبودية المرأة رمزاً وهويةً للاحزاب والقوى اليمينية في مجلس الحكم وخارجه. سينظم الحزب في داخل العراق وخارجه التظاهرات والندوات وورشات العمل والمراسيم وتوزيع الاف النسخ من بيانات الحزب ووثائق تثبت الانتهاكات التي يرتكبها الاسلام السياسي وسياسات امريكا الداعمة لها وبديل الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي هو قانون المساواة. والى جانب مشاركته في مناسبات الحركة النسوية في العالم لتسليط الضوء على اوضاع المرأة العراقية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وجلب التضامن العالمي مع الحركة النسوية في العراق.  سيكون يوم المرأة في العراق بمناسبة الثامن اذار هو محل انظار العالم برمته ومصدرللاشعاع وقيادة الحركة النسوية والداعية للتحرر.
اريد ان انوه بهذه المناسبة الى انه لأول مرة في تاريخ المجتمع العراقي والحركة التحررية في العراق وفي المنطقة، ترفع شعارات المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وفصل الدين عن الدولة واقامة دستورعلماني كرد واضح على قرار مجلس الحكم آنف الذكر.      
ان المطالب والشعارات التي سنرفعها هي " فصل الدين عن الدولة والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل". ان مطلب وشعار فصل الدين عن الدولة يجب ان يسن كقانون ضمن الدستور المراد صياغته. ان هذا المطلب لا ينأى بالمجتمع عن الصراعات الطائفية والدينية فحسب بل سيقصي الدين من موقعه كأساس لتشريع القوانيين في تنظيم حياة البشر في العراق وخاصة النساء. الا ان تحقيق هذا المطلب لا يكفي لوحده دون شعار المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. فتحقيق هذا الشعار الذي يقضي بأنهاء التمييز الجنسي ضد المرأة والاعتراف بحقوقها كاملة غير منقوصة عن الرجل على اساس انسانيتها وليس على اساس الجنس.

الشيوعية العمالية: ما الذي يميز الثامن من آذار هذا عما سبقه من احتفالات بيوم المرأة ؟ وما هو دور الذي تتبناه منظمة حرية المرأة بالنسبة لهذه المرحلة؟
ينـار محمد: مرت المرأة العراقية بعقود مظلمة في فترات حكم البعث الجائرحيث سلبت منها معظم المنجزات السابقة للحركة النسوية. بعد ان كانت أوضاع المرأة العراقية اقتصاديا وسياسياً تأتي بالصف الأول ضمن دول المنطقة المحيطة، تعرضت الى حالة من التراجع الاقتصادي خلال الثمانينات ومن ثم الى حالة أشد من التراجع الاجتماعي خلال عقد التسعينات المشؤوم بسبب الحصار الاقتصادي الذي تركها في عزلة عن العالم الخارجي وتحت ضغط التجويع وعرضةً لحملات الأسلمة المستمرة مما دفعها الى المقاعد الخلفية لمجتمع مثقل بالتأثيرات الاسلامية الشديدة العداء للنساء.
أن سقوط النظام البعثي الدموي أعلن انتهاء ذلك العهد إلا إنه فتح الباب على مصراعيه أمام أشد الحركات السياسية تخلفاً وكذلك أكثرها إيذاءً للنساء. تكاثرت الأحزاب الاسلامية بشكل منقطع النظير ضمن ظروف الفراغ السياسي والرعاية الامريكية التي رحبت بكل ما يدفع بالمجتمع العراقي تجاه المزيد من التراجع والابتعاد عن أية أجواء ثورية. وكان الخاسر الاكبر في هذه الصفقة المريبة النساء بسبب التعارض الشديد ما بين المطالب التحررية المساواتية للمرأة والرؤية الأسلامية القائمة على أساس حجر النساء في البيوت وتحويلهن الى ذلك الجزء الخادم في المجتمع بالإضافة الى تجريم المرأة وتحميلها مسؤولية جميع "الشرور" الاجتماعية التي يرهب بها الملالي الجماهير المستلبة الارادة باستمرار.
يشكل الثامن من آذار القادم أهمية جوهرية وكذلك فرصة تأريخية في عكس عجلة التأريخ المتصدعة هذه. أنه بمثابة فرصة الإعلان عن استفاقة الحركة النسوية العراقية بوجه أعدائها من أبطال السيناريو الأسود الذي يحاصر النساء من كل اتجاه. وهو كذلك مناسبة لإطلاق صرخة في العراق من وسطه الى جنوبه وشماله: إن المرأة قد أستفاقت وأدركت اعداءها وها هي تعلن عن مطالبها بوضوح.
لن ترضى بدولة إسلامية تفرض على النساء موقعاً متراجعاً عن الرجال. لن ترضى بإقل من المساواة الكاملة التي يضمنها دستور وقانون علماني مساواتي. كما وانها واعية لمحاولة كافة الأطراف بفصل حركتنا النسوية عن المسيرة النسوية العالمية بدءاً بابتداع تاريخ آخر ليوم المرأة وربطه برموز دينية لا تمت الى التحرر النسوي باي صلة.
يكمن دور منظمة حرية المرأة في هذه المرحلة التأريخية الحرجة بقيادتها لحركة نسوية اعتراضية ثورية لاتتنازل عن مواقعها وأهدافها النضالية لأي سبب كان أو تحت أي ضغط أو تهديد. ومن هنا نعمل على تنظيم مظاهرة شاملة ليوم الثامن من آذارفي ساحة الفردوس أجابة ومواجهة لكل من حاول فرض يوم آخر للإحتفال بيوم المرأة. وكما سنقر وبأعلى صوت مطالبنا من خلال الندوات وورشات العمل وتوزيع الاف النسخ من بيانات المنظمة وقانون المساواة . وتدرك منظمتنا موقعها ضمن الجماهير العمالية الساعية للتحرر وانهاء الاستغلال الذي لن يتحقق سوى بالتحول الاشتراكي. وتعمل منظمنتا على تفعيل نصف المجتمع للنضال باتجاه هذا التغيير ضمن أفق شيوعي عمالي يعطي اهمية كبرى وأولوية كبرى لتحرر المرأة.
الشيوعية العمالية: ما هي خطط منظمة حرية المرأة في العراق للعمل باتجاه تحقيق هذا التفعيل الاجتماعي؟
ينـار محمد: تبرز امامنا تحديات يجب العمل عليها لتجاوز العوائق للنضال النسوي. إذ ان الحملات الايمانية استهدفت  الى حد كبير في "تحميق" الجماهير النسوية وادخلتها عنوةً ضمن حالة من الاستسلام الكلي لجميع الممارسات المناهضة للمرأة. وهي حالة استسلام السجين لسجانه بعد عقود من الحرب النفسية القائمة على تكريس فكرة دونية المرأة.
تلتقي منظمة حرية المرأة بالنساء في المجمعات المحرومة ضمن حملاتنا لتوزيع المساعدات الانسانية وتعقد الحلقات لتوعية هذه النساء بحقوقهن. كما وتعمل لإقامة الندوات في الجامعات والمعاهد بالاضافة الى زياراتنا الى أماكن العمل للتعرف على النساء وتبني اعتراضاتهم والدفاع عنهن كما يحصل الآن مع نساء مصرف الرشيد ضمن حملتنا للدفاع عنهن من الإدارات المهترئة. هدفنا من كل ذلك خلق قاعدة من الناشطات النسوية الجديرات بقيادة حركة نسوية تحررية لا ترضى بأقل من المساواة الكاملة هدفاً لها.
أما مشاريعنا الأخرى فهي متنوعة منها مأوى النساء المهددات بالعنف المنزلي والقتل غسلاً للعار وكذلك إقامة مراكز تقوية للنساء في المجمعات والمناطق السكنية والتي تهتم بتقويتهن اقتصاديا وتوفير دورات تعليم اللغات والكومبيوتر والتوعية. ومن ثم تحويل تلك المناطق الى مناطق آمنة للنساء بالتعاون مع كوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي وذلك بتثقيف الرجال وتوعيتهم الى ضرورة وانسانية حالة المساواة بين المرأة والرجل.
نرى في ذلك مدخلاً الى أوضاع جديدة تحدث تغييراً جديا في حياة وتوقعات النساء. كما وننتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة الى كل امرأة تجد ضرورةً لتغيير الواقع الذي تعيشه بان تنضم الى صفوفنا وتدفع حركتنا الى الامام من أجل تحقيق عالم أفضل لها ولجميع النساء في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة