الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظريات السكانية ونظرية التحول الديمغرافي مثالاَ (3)

هاشم نعمة

2008 / 10 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من تطبيق هذه النظرية على الدول العربية وحسب ون وينكلير تبرز ثلاث ملاحظات رئيسية:
الأولى: من الواضح جداً أن أنماط التحولات الاجتماعية-الاقتصادية والسياسية خلال النصف الثاني من القرن العشرين في الدول النامية تشمل كلا من الدول العربية النفطية وغير النفطية كانت في الغالب وبشكل جماعي تختلف عن تلك التي تحدث في الدول الغربية المتقدمة. مثلا كانت حالة الاختلاف كبيرة في نواح عدة تشمل دور المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية ومستوى التصنيع ومصادر الدخل الحكومي ومتوسط الدخل الفردي والبنية السياسية. كل هذه النواحي لها تأثير كبير على السلوك الديمغرافي بشكل عام وأنماط الخصوبة بشكل خاص.

الثانية: في الدول الغربية المتقدمة كان التطور الاجتماعي والاقتصادي في كل جوانبه وبالأخص ارتفاع المستوى المعاشي العامل الرئيسي الذي قدم من قبل نظرية التحول الديمغرافي لشرح الانخفاض الحاد في معدلات الوفيات الخام وفيما بعد في معدلات المواليد الخام. على العكس من ذلك في الكثير من الدول النامية جاء الانخفاض في معدلات الوفيات بتأثير عوامل خارجية وفي مقدمتها استيراد التسهيلات الصحية الحديثة. ( ) وهنا لا أتفق مع الباحث ون وينكلير الذي لم يعط دوراً للتحولات التي شهدتها البنية الاجتماعية والاقتصادية والتي انعكست في تطور القوى المنتجة وانتشار التعليم وارتفاع مستوى الثقافة و الوعي. إذ يلاحظ أن هناك مثلا علاقة عكسية قوية بين تعليم الإناث و مستوى الخصوبة. وكذلك ارتفاع نسبة مشاركة النساء في فئة السكان النشيطين اقتصادياً. وتسارع عملية التمدن أي توسع المدن وزيادة نسبة السكان القاطنين فيها من مجموع السكان. هذه تعد من العوامل الرئيسية التي ساهمت في التحول الديمغرافي في دول مثل دول المغرب العربي كما يذكركيث سوتون. ( ) وفي تقديرنا بدون هذه التحولات لا يمكن أن يكون أثر استيراد التسهيلات الصحية بهذه الفعالية، رغم إن التحولات المذكورة لم تكن بالمستوى الذي يحدث في الدول المتقدمة. وهذه الوضعية يمكن أن تنسحب على الكثير من الدول النامية.

الثالثة: لم تأخذ النظرية في الاعتبار ثلاثة عوامل لها تأثيراً أساسياً في سلوك الخصوبة: الأول الهجرة والثاني تأثير السياسة السكانية الحكومية على مستويات الخصوبة والثالث العامل الثقافي- الديني الذي كان موضع تغير ليس فقط من مجتمع إلى آخر بل أيضاً في داخل المجتمع الواحد بين الآباء والأبناء. ( ) ومن رأينا رغم أن العامل الديني يمكن أن يمتلك تأثيراً باتجاه بقاء الخصوبة مرتفعة لكن تأثيره يضعف عندما تتعمق التحولات الاجتماعية-الاقتصادية في المجتمع ولهذا نرى أسراً متدينة تتبنى التخطيط العائلي.

هناك اعتبارات عملية تبرر محاولة تفسير وتطبيق هذه النظرية. فمنذ الحرب العالمية الثانية شهد العالم وبالأخص العالم النامي نمواً سكانياً غير مسبوق أطلق عليه "الانفجار السكاني". هذه الظاهرة يمكن اعتبارها نتيجة متوقعة لنظرية التحول. كذلك فقد توقعت النظرية أيضاً بأن هذه المرحلة مؤقتة وأن النمو السكاني سيتباطأ بواسطة حدوث انخفاض كبير أساسا في الولادات.( ) وهذا ما حدث بالفعل حيث شهدت الخمسون سنة الماضية انخفاضاً واضحاً في معدلات الخصوبة في البلدان الأقل تقدماً وذلك بانخفاض معدل الخصوبة الكلي من 6 إلى 3 أطفال لكل امرأة.( )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة السكانية
احلام عمار زاوية ( 2011 / 4 / 3 - 18:23 )
في الواقع والاصح ان نقول ان المشكة السكانية او بالاحرى النمو السكاني السريع سببه عدم لتوازن والتوافق مع مستويات التنمية ومد الانتاجية لسد حاجات الفرد والنهوض بالمستوى المعيشي للفرد الى حد الفاه

اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا