الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ..

يونس العموري

2008 / 11 / 1
القضية الفلسطينية


مرة اخرى لابد من ان نضع النقاط على الحروف ... وان نعي حقيقة الموقف في ظل تقلبات الظرف السياسي ومتغيرات خارطة الهرم القيادي في المنطقة وعلى المستوى الدولي (اسرائيل وامريكا)، جراء اخفاق وفشل امريكا والسياسات الإسرائيلية في تاجيج صراعات المنطقة واستثمارها الى ابعد الحدود. الآمر الذي يعني بالضرورة تغير في التوجهات السياسية عموما في المنطقة وهذا على الأقل ما توحي به مختلف الساحات على المستوى الإقليمي، حيث المصالحات ما بين خصوم الساسة والتيارات المتناقضة والمتصارعة في مختلف بلدان المنطقة قد انطلق قطارها، وهو الأمر الذي يعني ان ثمة توجهات جديدة في كواليس العمل السياسي على هذه الساحات واعتقد ان مسألة هذه المصالحات لها علاقة مباشرة بالملفات الساخنة ومدي سيطرة الراعي الدولي عليها وعلى تطورات مجرياتها بعد ان فشل في حسم الكثير من الملفات لصالحه وبالتالي اعطى الضوء الأخضر لنوع من التهدئات على مختلف هذه الساحات وهو ما يفسر التحول المفاجىء للكثير من القوى المرتبطة بارادة هذا الراعي وجنوحها نحو السلم والتهدئة. و كنموذج لما حدث و يحدث نتناول هنا اخر مجريات هذه التهدئة على الساحة اللبنانية.
فقد حدث اللقاء اخيرا ما بين السيد نصر الله والحريري وهو اللقاء الفريد من نوعه والمُنتظر منذ فترة ليست بالقصيرة وهو لقاء ذات دلالات ومعاني، وله قراءات لا تقتصر فقط على وقائع القراءة اللبنانية للحدث بل ان هذا اللقاء يتخطى هذه الحدود الى ابعد من ذلك ...
وبما ان اللقاء قد بات حقيقة واضحة فلا شك انه سيساهم في (تنفيس) الاجواء المحقونة بين الطرفين والشارعين السني والشيعي. ولا مجال للشك بأن حصول هذا اللقاء، تجسيد لواقع اقليمي مفاده ان الطريق بين السعودية وايران باتت سالكة انما لا تزال في مراحلها الاولى، الأمر الذي يعني ان الجليد تحول الى ثلج، والثلج في طريقه الى التحول الى ماء. مما يؤكد ان السيطرة على الملف الإيراني ذاته من قبل امريكا وتوابعها غير وارد بالظرف الراهن بمعنى ان ايران كقوة اقليمية بطريقها لأن تصبح لاعبة اساسية في ملفات المنطقة وهذه أضحت حقيقة ولا مجال لتجاوزها. والا فلا يمكن ان تكون طريق الرياض طهران سالكة بشكل مبدئي. والكل يعلم في هذا السياق ان راعي الحريرية ( السعودية) لا يمكن ان يوافق على لقاء نصر الله الحريري الا في سياق النظرة الشمولية للرياض نحو ايران وهي رسالة غزلية اولا اتجاه ايران برغبة السعودية بفتح حوار للإتفاق على تقاسم النفوذ في المنطقة اذا ما جاز التعبير حيث ان الرياض قد ادركت الحقيقة المتمثلة بأن ايران قد تجاوزت مرحلة تهديدها ووقف نمو دولتها العظمي في المنطقة، مما يعني انها قد اصبحت احد كبار المنطقة وبالتالي لابد لباقي هؤلاء الكبار بالجلوس معها على قاعدة تحقيق التفاهمات المطلوبة لصياغة معادلة تقاطع وتضارب المصالح وعلى مختلف المستويات.
اما فيما يخص تأثيرات اللقاء مباشرة على الساحة اللبنانية يمكن القول ان مسألة السلاح والاحتكام اليه لحسم القضايا الخلافية قد بات بعيداً او شبه مستحيل كخطوة اولى (وهو كان بعيداً بعد احداث 7 ايار)، لطبيعة الأثمان الذي يحملها هذا الحسم حيث ان الطرفين يعلمان تماماً انه لا يمكن لاي منهما تحقيق انتصار سياسي (وليس ميدانياً)، فالانقسام الشيعي- السني وتواصل تأجيجه وانتقاله الى لغة السلاح والإقتتال والتقاتل وبصرف النظر عن نتائجه يقوّض المقاومة والدعم الجماهيري والشعبي اللبناني والعربي المعطى لها بدليل الحملات التي شنت عليها في اعقاب احداث 7 ايار الماضي في بيروت وبعض المناطق، كما انه يسيء الى السنة لانه يثير مخاوف تعزيز الاصولية السنية التي يكافحها العالم اجمع والتي باتت مثار حديث عن مدى اختراقها الداخل اللبناني وتواجدها فيه. وبالتالي السماح لهذه الأصوليات بالعبور الى معترك التقاتل السني الشيعي بذريعة (حماية الهوية السنية في لبنان امام سلاح الشيعة المهددة للوجود السني كهوية وانتماء). وهو ما أثار ويثير مخاوف القوى السنية ذاتها من استفحال الأصولية السنية في الوسط السني اللبناني وعدم السيطرة عليها وعلى توجهاتها وهو ما يعيد الى الأذهان الحرب على نهر البارد وما رافق ذلك من تنامي لهذه القوى والتي كان ان تم محاولة استثمارها في مواجهة المد الشيعي واستخدامها كعصا ضد المقاومة بمرحلة معينة او تحضيرها لأن تلعب هكذا دور .... ولا شك ان هذا اللقاء يمثل اعتراف الأخر بالأخر وبما يمثل على المستوى السياسي التمثيلي وتأكيد ضمني ان هذه القوى لها حضوريتها على طوائفها بل انها العنوان الأبرز لهما ويعني اقفال ملف محاولة الغاء الأخر او العمل على خلق بدائل له والتعاطي مع هذه البدائل على اساس تمثلي واضح المعالم وله الكلمة الفصل في القضايا المصيرية للبلد والوطن .... حيث ان حزب الله قوة اساسية في الطائفة الشيعية، وله التأثير الأبرز على هذه الطائفة وانه لن تجدي نفعا كل المحاولات التي كانت قد عملت على استمالة القوة الشيعية الثانية والمتمثلة بحركة امل والتي يرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب لم تؤتي ثمارها للعديد من الأسباب لعل ابرزها ادراك بري لحقيقة وواقع حزب الله ومدى تأثيره على الطائفة الشيعية وبالتالي لن يراهن بري بمصيره ومصير حركته على هذا المستوى وبقي متحالفا مع حزب الله ولم يفكر بتقويض اركان تحالفه الثنائي والحزب، وحتى محاولة خلق فتنة داخلية ما بين الشخصيات الشيعية ذاتها وتأجيج التناقضات بينها لم تجدي نفعا وبقي حزب الله هو العنوان الأبرز بالوسط الشيعي.
وبالمقابل حظي الحريري وتياره بتكريس واقعه كمرجعية سياسية للسنة بعد ان حاول سابقا الحزب تقويض هذه الزعامة والقفز عنها عبر تحالفاته واركان المعارضة السنية وتثبيتها على الأرض او من خلال انجاز الإتفاق التفاهمي مع التيار السلفي في لبنان، حيث ان هذا التفاهم قد جاء كرسالة لتيار المستقبل بأن حزب الله لربما يتجه نحو بدائل أخرى اذا ما بقي تيار الحريري بذات السلوك اتجاه حزب الله ... وهي ايضا رسالة ايرانية للراعي السعودي بشكل او بأخر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن