الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعد جاسم..... يقدم الكلمات قرابين للشعر

محمد العبيدي

2008 / 11 / 3
الادب والفن



أُغنيكِ فرساً وأشتعلُ
بلادٌ تحتَ الصفر
معنيٌّ بكِ أَيتها الأنثى - البلاد المستحيلة
• أنوثة الندى *
* عملَ في المسرح ممثلاً ومخرجاً

شاعر وكاتب ومسرحي
* حاصل على دبلوم الإخراج والتمثيل المسرحي -
معهد الفنون الجميلة - بغداد - 1982
* وحاصل على بكالوريوس الإخراج والتمثيل
في أكاديمية الفنون الجميلة - جامعة بغداد - 1987
* بدأَ النشر في مرحلة مبكرة من حياته وكانَ ذلكَ
في منتصف السبعينيات
صدرت له الأعمال الشعرية التالية :
* فضاءات طفل الكلام
- منشورات الخريف - طبع على النفقة الخاصة - بغداد- 1990
* موسيقى الكائن
منشورات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
- بغداد -1995
* أجراس الصباح
دار ثقافة الأطفال - بغداد - 1995 شعر للأطفال- -
* طواويس الخراب - دار الخليج - عمان - الأردن 2001.

* قيامة البلاد - إصدارات اتحاد أدباء بابل-
إشتقتُ إليك ياقبلتي
حينَ يبتهلُ الجسد
((لم تكن أعظم آيات هذا الإبداع نتاج فرد واحد، بل كانت نتاجا للخيال الديني الشعري)) ((الإحساس بالجمال))
جورج سانتيانا
في بلاد الرافدين كانت المعتقدات الدينية ، تأخذ احد تجسيدات الطبيعة والفنان الرافديني القديم يهذب ويختزل ويزيل الزوائد في العمل الفني لكي يصبح، السؤال دائما عن جوهر الفن ، واليوم أريد أن أرى كيف تصبح الكلمات شعرا أو كيف تكون القصيدة على وجه العموم هل ستظل معلقة، لحين العثور على جوهر المعنى، أم هناك عامل مهم يسود الشعر على وجه كلماته الصحيحة بعد أن وجدت ضالتي من خلال الدراسة والبحث في أدب الرافدين الشكل المثالي الذي جعل من الشعر تعبيرا عن أماني البشر ، وشيئا يقابل حاجياتهم، من خلال الأناشيد المقدسة التي كانت تطلق في الطقوس والشعائر ذات الفعاليات الاجتماعية والطقوس العاملة في دائرة المعتقد الديني ، إضافة إلى ذلك هناك إضافات لصفة الإلوهية وتعدد الالهه في بلاد النهرين جاء احد المحفزات المهمة ، وتأثيرات البيئة الطبيعية كانت هي الأخرى متنفسا وحيدا أن يجمع الشعب بخياله تلك النواة المقدسة وإطلاق الفنون من خلالها مما جعل من أهميتها وظيفة مقدسة .
ولهذا عندما عمل الفن بهذا الشكل وبهذه الروحية لم يستطع أي شاعر أن يصل أو يبلغ مستوى معين، من هذه المكونات بكاملها أو على اقل تقدير حتى في مدلولاتها الاعتيادية
وهنا ومن خلال المتابعة وليست المقارنة ، وجدت من الصعوبة البالغة أن أتعرف من خلال القصائد ، على هذيان وتوهم الكلمات ، وبالمقابل وجت من السهولة أن أفسر أي حادثة من الحوادث في بلاد الرافدين من خلال العمل الفني أي كان نوعه (( فخار، رسم جداري، منحوتات، فنون العمارة)) ولكن الشعر يبدو لي مظهرا من مظاهر يتألف الدليل على وجوده الفعلي ليكون قوة غامضة مجهولة يكون الخيال، في كثير من الأحايين أن يعد صور واضحة وباعتقادي ان هذه الصورة تحتاج إلى نتاج تلقائي للخيال.
(( سعد جاسم)) يتوسط القوى المهيمنة بما فيها من رعب وظلام ، ويجعل من الإيمان الحقيقي هو المركز في الانتباه إلى تلك الطبيعة المثقلة في معطياتها ومفرداتها البيئية لينسج منها كلمات يجعل من الإيمان يتعامل مع المثل بمفردات، وبعدها يدفع الصفات المثالية دون إحداث أي عملية إرباك يعزو بها الحدث إلى نوع من التخيل ، وهذا هو ليس الوصول إلى أمر واقع وإنما(( سعد جاسم)) يقدم الكلمات قرابين إلى القصيدة بكلمات مدفوعة وبحماسة بالغة له وهذه نوع من من الجمال والفضائل ولكنها غير مبتعدة عن رومانسية ونرجسية أشعاره التي تزداد عمقا وتكتسب معنى وملامح يتغنى به النقاد أثناء الكتابة، وهذا التميز الذي حصل عليه هو لم يكن مختلف عن أقرانه وإنما كان موضوعا حتى في دائرتهم ، ومركزا للجهد ومكونا لعقل المثقفين ، حقا ان هذه الأشياء كانت غائبة في بداياتها ولكن الغربة نسجت منه مخلوق اعتقد المتلقي لأشعاره سيدرك ان الكلام ينطبق عليه بقوة تطابق الحقيقة،من الواضح انه نشاة في بيئة جعلت منه ان يصهر مواد التقاليد ليصوغها من جديد في شكل احس به في بعض الاحيان بالورع والتقوى والمرة الاخرى ، يعطي تصوير للحقيقة وفق تصورات المطلق بتجسيد تلقائي يجعلك تغرق في دموع التامل العاطفي والتجربة الطويلة: ولتكن قصيدة
( قبلة )
إشتقتُ إليك ياقبلتي
حينَ يبتهلُ الجسد

وبالمقابل :

أَشتهيكِ نهراً من الخمرِ
وروحي شجرةٌ عطشى
أجد هنا عملية الوضوح تطورت بشكل مثالي ولاسيما هي نفس القصيدة، وله من السلطان الكبير على الخيال جعل الامتداد العاطفي لحدثين معينين وخصوصا عند المتلقي هو الحل لكلمات الشعر ان يكون فنا هذا الوضوح يعطيني حلوله الشاعر بالتدريج ، ويدخله في أذهان الناس وينمو ويتطور لا ليبعد خطيئة الحدث عنهم وإنما يصل إلى تصور نبيل مايمكن تصوره للعاطفة ليقول:
ضحكتك تحملها الغيوم
ترقصُ بأنفاسك العصافير
وتصلّي قربك
ملائكة الصباح

وهكذا نصل معه إلى ماهو أنبل من الكلمات لايمكن تصورها دون الشعر هذه اللغة الفنية لم تكن نزعة حمقاء لتحطيم أصنام القصيدة البائسةوانما علامات من خيال يسرع المتلقي إلى استقبالها ، ويحفز نشاطه الإدراكي والخيالي من البداية إلى النهاية. دون الحاجة إلى قواعد (( سوسير)) في الإرسال والشفرة والاستقبال ، ولاحتى إلى المرسل والمرسل إليه، الدليل هو الوجود الخارجي المستقل عنده وهذا الكلام ليس اثبات وجود والخروج عن المالوف ولكن لذة التامل تقاس بالجو المثير والحالة العاطفية وهذه اذا تريد ان تراها موزعة كوحدات اقيمت عليها علاقات نتج لنا (( سعد جاسم)) موضوعات نتعامل معها وفق الكيفية التي نراها نحن وهو ينيجم حتى مع المتلقي اثناء عملية الاستقبال وهذا مانراه هنا:
رُبَّما أَسرفتُ في السردِّ
رُبَّما أسرفتُ في السرِّ
عرفَ الآخرَ ؟
لايَهُم ....
قلتُ : قبلكِ ...
كنتُ أكرهُ الصباحَ
وقبلكِ ...
كنتُ صديقاً لليلِ
والنجومُ تقاسمُني يواقيتَ عزلتي
وتتعطرُ بقرنفلاتِ أَسايَ
ربما انا اسرفت في السرد ولكن هذا من حقي، اريد ان اضيف الى الشعر معه قيمة اخرى من الصدق، حقا انه ابتكار لذهن انساني يعمل التركيب والتجريب معا من المحتمل انه لايطابق التجربة اثناء النجاح لانه لايريد للدقة، اكثر من وزنها الكافي كونه يحب التغير بل يحب في بعض الاحيان يغير الحقائق بكلمات ليجعل من قدرة العقل، ان يعيد بناؤه الجديد ويقول:


لا وقتَ عندي إلا لأبتكركِ
حيثُ أُهئُ لكِ طينَ الكينونةِ من ينابيعِ الليلِ
وأستجيرُ بروحِ الصبحِ وعصافيرهِ وملائكتهِ
ليشاركوني كرنفالَ تكوينكِ وتدونيكِ
ثمَّ أُطلقكِ فرساً عاشقةً في براريي
التي كلما خببتِ فيها
تشتعلُ بالنورِ
الإنوثةِ
الخضرةِ المستحيلةِ
وكرنفالاتِ الماءِ
والماءُ إلهُ .

لاوقتَ عندي ألا لأتنفسكِ
حيثُ تتفتحُ خلايا روحي
لإنبثاقاتِ نرجسكِ وبنفسجكِ وحبقكِ
الذي يتقطرُ نبيذاً رافدينياً
ويتكوكبُ غيماً يركضُ بخفةِ العاشقِ
الى سماواتي الرهيفةِ
ليمطرني بما تيّسرَ من آياتِ جسدكِ
ونصوصِ توقكِ واشتعالاتكِ بي
أَنا فراتُ روحكِ ...


نعم انك رافد يني ، ولكن تغيرت معك الطبيعة بغربة لعينة ، وكونت الوعي عندك أفكارا تطفو
على السطح ، والذي يجنيها هو أنا وأصدقائك أينما كانوا ولكن يجب ان يكون دجلة والفرات هويتهم.
محمد العبيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا