الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجالس الإسناد أم فصائل المرتزقة ؟
جلال دباغ
2008 / 11 / 12مواضيع وابحاث سياسية
تتوارد الأنباء عن أن أوساطا حکومية معينة في بغداد وفي عدد من المحافظات تعمل جاهدة لتشکيل فصائل مرتزقة علی شاکلة فصائل الجحوش سيئة الصيت التي شکلت أيام النظام الدکتاتوری المنهار بأسماء براقة مختلفة"أفواج الدفاع الوطني"،" الأفواج الخفيفة"الخ. والتي سمتها الشعب الکردستاني بفصائل الجحوش.
إن تشکيل مجالس الإسناد هذه إن أقدمت السلطة علی تشکيلها بأي شکل من الأشکال وفي أية محافظة من محافظات العراق أو کرکوک وغيرها يشکل خرقا واضحا للقانون الأساسي للدولة أي للدستور الدائم. کما يؤکد عدم جدية تلک الأوساط في العمل للتخلص من آثار ومخلفات سياسات النظام الدکتاتوري المقبور وبناء النظام الديموقراطي المنشود، وکذلک يؤکد الخروج عن ممارسات التوافق المقرة في المراحل الراهنة.
لاشک في أن مجالس الإسناد لا تعني غير السير فی طريق إحياء العاداة والتقاليد العشائرية البالية التي عانت الشعوب منها الأمرين، والتي تتناقض مع مصالح الشعب العراقي والکوردستاني، ولا يستفيد منها إلا القوی الإرهابية المتربصة لإيجاد السبل الکفيلة بالحصول علی الأسلحة وخلق الفرقة والوقيعة بين قوی الشعب المناضلة من أجل الديموقراطية.
إن ما يسمی بـ "مجالس الإسناد" يشکل محاولة جديدة لخلق ميليشيات مسلحة تحت واجهة جديدة وإيجاد طريقة مفضوحة لهدر أموال الدولة وصرف مبالغ طائلة فی مجالات غير إنتاجية.
وعن إسناد من يجري الحديث؟ أليست للدولة قوات نظامية مسلحة؟
إن من واجب السلطات والأوساط الحکومية، کما هو معروف، التوجة ومواصلة الجهود وتخصيص المبالغ لإقامة المزيد من المشاريع الإنتاجية والخدمية وإيجاد مجالات العمل للتخفيف من حدة البطالة وخدمة أبناء العشائر من خلال فتح المزيد من المدارس والمستشفيات والطرق المبلطة وتوفير الماء والکهرباء وغيرها من الخدمات. وتثقيف الناس بإتجاه الإبتعاد عن ممارسات القتل والتدمير والطائفية ونزع أسلحة من لا ضرورة لإمتلاکه السلاح.
أما فيما يتعلق بمناطق إقليم کوردستان وما يسمی بـ " المناطق المتنازع عليها" وهي کردستانية، فمن الجريمة التوجه لإحياء فصائل الجحوش. وهذه الجريمة يتضمن جانبين:
الأول ـ جريمة الأوساط التي تخلق فصائل الجحوش تحت واجهة "مجالس الإسناد" أو أية واجهة أخری.
والثانی ـ جريمة هؤلاءالکردستانيين الذين ينخرطون في صفوف هذه المجالس کمقاتلين أو قيادات. وإن الشعب الکردستاني سيتعامل مع هؤلاء بإعتبارهم خونة ومرتزقة.
أما بالنسبة للذين إنخرطوا فی صفوف الجحوش أيام النظام السابق فقد کان الشعب الکردستاني وقيادته عاملتهم بلطف واضح بعد إنتفاضة آذار 91 المجيدة آخذة بنظر الإعتبار مشارکة العديد منهم فی الإنتفاضة وأصدر لهم قرار العفو العام. وهذا لايمکن أن يتکرر من الآن فصاعدا، کما أکدت الأوساط الحاکمة في إقليم کوردستان. لذلک ينبغی علی هؤلاء الإتعاض بتجربة الماضي وعدم تکرار المواقف الخيانية ضد شعبهم ووطنهم مقابل مبالغ مالية ثمنا لسفک دماء المواطنين.
ولاشک في أن القوی الوطنية والديموقراطية الکردستانية، بإحزابها ومنظماتها وعلی إختلاف إتجاهاتها ترفض تشکيل "مجالس الإسناد" وتدعو حکومة إقليم کوردستان لمنع أي مواطن أو رئيس عشيرة الإنتساب الی هذه المجالس. کما تدعو أبناء الوطن وکذلک بعض رؤساء العشائر الإبتعاد عن سلوک طريق الخيانة ومواصلة نهج الإخلاص للشعب والوطن.
ومن الواضح أن الإخلاص للشعب والوطن بالنسبة للأوساط الحاکمة يتحقق من خلال الإستقامة في العمل والإبتعاد عن اللف والدوران ومواصلة السير علی طريق التوافق الوطني وتطهير صفوف القوات المسلحة من العناصر الإرهابية والمشبوهة وتقوية وتثقيف القوات المسلحة بأفکار الإخلاص للشعب والوطن.
إن التوجه لتشکيل " مجالس الإسناد" خطأ والتراجع عن الخطأ فضيلة. وفي حالة الإصرار علی الخطأ فإن الفشل هو نصيب من يواصل السير علی طريق الخطأ. أما النصر فهو من نصيب الشعوب لا محالة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية