الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة- الكونكور- الفرنسية و الميثولوجيا الفارسية

نجاة تميم

2008 / 11 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حاز الكاتب الفرنسي الأفغاني الأصل عتيق حريمي على جائزة الكونكور Goncourt الفرنسية يوم الاثنين 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 على روايته ""سينْكي صبر، حَجَر الصبر". وهي أول رواية يكتبها باللغة الفرنسية.
ولد الكاتب في مدينة كابول بأفغانستان سنة 1962، درس في ثانوية "الاستقلال" الفرنسية الأفغانية وأكمل دراسته الجامعية بكلية الآداب بكابول. في سنة 1984، غادر كابول إلى باكستان بسبب الحرب ومن ثم حصل على اللجوء السياسي بفرنسا حيث أكمل الدكتوراه في اختصاص الاتصالات المرئية والمسموعة بجامعة السوربون. أخرج أفلاما وثائقية واقتبس فيلما عن روايته "الأرض والرماد" سنة 2004. قدم هذا الأخير في مهرجان "كان" وحصل على جائزة "التطلع إلى المستقبل". صدرت له الروايات التالية: "الأرض والرماد" سنة 2000، و" ألْف بيت حلم ورعب" سنة 2002 و"العودة الخيالية" سنة 2005.
" سينْكي صبر " هو عنوان الرواية. أما " حَجَر الصبر" فهو عنوانها الثاني. وهي حكاية مؤثرة وذات مشاعر عنيفة تقع في 155 صفحة. يبدأ رحيمي روايته: "في أفغانستان أو في مكان أخر" امرأة تسهر على زوجها الجريح المشدود إلى حقنة المغذي والغائب عن الوعي. لها طفلتان ستضطر لتركهما عند عمتها كي ترعاهما. امرأة قلقة لحد المرض. وهي بجانب زوجها الفاقد الحركة تفكر وتتساءل: كيف سأعيش بدون رجل في بلد الحرب، كل شيء ممنوع على النساء؟ فتبدأ تسترجع حياتها ومخاوفها.
تتذكر الأشخاص الذين تركوا أثرا في حياتها، أب قاس، عمة ساحرة، حماة تولد شعورا بالكوابيس، وهي جالسة أمام " سينْكي صبر " الخارقة: وهو" حَجَر الصبر" في الميثولوجيا الفارسية الذي نضعه أمامنا لكي نتخلص من الآلام والأسرار.
حجر الصبر يستمع إلينا، يمتص ألامنا لكنه في يوم من الأيام ينفجر مخلصا المتحدث أو المتحدثة إليه من كل المعانات.

الراوية تحكي وتحكي وتكشف الأشياء الغير معقولة عن هذا البلد، أفغانستان. تحكي عن" المُلأ الحقير"، عن الرجال المستعدين للموت دفاعا عن كرامتهم ورجولتهم. تتحدث الراوية عن فقدان الحب وانعدام كل إمكانية لتبادل العطف والحنان بين المرأة والرجل. فتسخر من الحماقة العسكرية بهذه النكتة الأفغانية: يحاول أحد الضباط شرح أهمية السلاح لجنوده. يطرح سؤالا على جندي اسمه منعام: ماذا على كتفك؟ يجيبه منعام: نعم سيدي، هذا سلاح! يغضب الضابط: هذا الذي على كتفك هو أمك وأختك وشرفك! ثم يطرح نفس السؤال على جندي آخر. فيجيبه: نعم سيدي، هذا أم وأخت وشرف منعام!!
زوج الشخصية الرئيسة، الراوية، الطريح الفراش، الذي لم يعطيها إلا القليل، محارب كبير، بطل طالما حلمت به فترة ثلاث سنوات وهي مدة زواجهما التي خلالها لم يريا بعضهما البعض.
من أي معسكر هم يا ترى؟ لا نعرف ذلك ولا يهم. بهذه المدينة، المجهولة الاسم، فصائل تتقاتل، تتبادل القذائف، تقتحم البيوت بهمجية وعنف ولا يسلم المرء من البطش إلا إذا كان من نفس المعسكر أو يضطر للادعاء بذلك.
من هذا كله، فالفظاعة المتناثرة في ثنايا النص السردي تعلق بأذهاننا بنفس القدر الذي تعلق به كل الطرق التي تسلكها النساء كي تستمر في الحياة وتناضل وتصمد في عالم يبدو بدون مخرج: كله كذب وعنف وتهرب.
"سينْكي صبر، حَجَر الصبر"هي حكاية قاسية، فن مسرحي محبوك بشكل جيد وقائم على العناصر الثلاث: الزمان والمكان ووحدة العمل.
"سينْكي صبر" لها قوة مدمرة ومسهلة، تمنحها لهذا الحَجَر أي "حَجَر الصبر" الذي يعطيها هو بدوره هذا العنوان. أما الشخصية الرئيسة/ الراوية ، الغير مذكور اسمها، فهي شخصية لا تنسى.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية