الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من زمان البستان

مصطفى العوزي

2008 / 11 / 18
الادب والفن


مرة أخرى ينفجر الاصدقاء ضحكا ، بعضهم تمدد على الارض من فرط الضحك ، و البعض الاخر لازالت له بعض جزيئات التحكم في الذات تمنعه من ذلك ، و مع كل كلمة ينطق بها أحدنا رغم شدة تفاهتها الا أن أصوات الضحك تعلوا مع ذلك ، لقد تعودنا على مثل هذه الجلسات منذ قدومنا الى هذا المركب السياحي ، ندخل اليه بصفر درهم و نخرج منه بغنائم كثيرة ، زيادة على الارباح المشروعة التي تذرها علينا تجارة الحلوة و المثلجاث على بساطتها ، هناك غنائم أخرى نظفر بها و بوسائل مختلفة ، هناك أشياء نضعها تحت الكونطوار غالبا ما تكون أشياء من قبيل أغراض السباحة كالنظرات و غيرها ، نتمنى ان ينسها صاحبها لنظفر بها نحن في نهاية المطاف ، و أشياء اخرى نقوم بختلاسها في واضحة النهار ، حمزة خبير في سرقة أغراض السباحة ، في كل يوم اعود فيه الى البيت في مدينتي الصغيرة الا و أجد منشفة جديدة لا اعرف من أين أتت ، عندما أسأل امي تجبني أن حمزة جلبها معه من البستان ، أضحك ساعتها بصوت مرتفع ، لا لشيئ سوى لأني عرفت أن هناك ضحية جديدة وقعت اليوم في شراك حمزة ، و عصام معد البرامج الترفهية بالمسبح ، كان بدوره لصا خبيرا في مثل هذه الامور ، مرة و انا أمسح الثلاجة دنى مني ليطلعني على عملية سرقة يود القيام بها ، طبعا وافقته الرأي لاني أنا بدوي كثيرا ما قمت بعمليات من هذا القبيل ، لكن و مع ذلك تبقى هزيلة مقارنة مع العمليات التي قام بها حمزة و عصام ، أغراض كثيرة أراها اليوم في بيتنا او في بيت حمزة و أضحك عندها من شقاوة تلك الايام الجنونية ، كثيرا ما كن نجتمع بالليل عند المسبح ، انا و حمزة و نسرين ، عصام رجاء ادريس ولينا ، ملاك حمزة و ياسمين و أصدقاء أخرون ، نتحدث في كل شيئ دون ان نقول أي شيئ ، لم تكون الجلسات سوى ليال للمزحة و التسلية و الاستمتاع بلحظات الصيف الرائعة ، على مقربة من حمزة كانت الشيشة دوما تقف شامخة ، تدور على الحلقة المغلقة التي كن ننشئها على ضفة المسبح ، نستنشق منها و نزفر فيها سعة صدرنا ، نترك الدخان يتصاعد في السماء معلنا للجميع اجتماع زمرة من شباب الوطن الحبيب ، من حين لاخر يطرح أحدنا وسط الحلقة نكتة هزلية نطلق معها العنان لقهقهتنا المعروفة التي كانت دوم اتشكل مصدر ازعاج لشيوخ البستان .
عندما يقترب الفجر من مجلسنا نحس بنوع من العياء و الارتخاء المصحوب دوم اببعض التعب من أعباء اليوم الكثيرة ، منا من يفضل النوم هناك فوق العشب بين احضان احدى الصديقات اللواتي كن في الغالب صبورات يحتملن رؤسنا الثقيلة و هي تتمدد على أفخادهن ، و هناك من كان يفضل التوجه الى البيت ليحط رأسه على وسادة رطبة و ينعم بأحلام سعيدة يستفق غدا على وقع حلاوتها ، لا يحكها لأحد لكنه لا يضمرها في قراراة نفسه ، فقط يتحدث عنها بشكل ملتوي حتى لا يدرك احد أنه هو المعني بالامر .
في الصباح نلتقي عند المسبح الذي افترقنا عنده بالليل ، نلقي بأجسادنا في الماء البارد و الدافئ في الان ذاته ، عادة ما كنت أغطس في الماء زهاء ثلاث دقائق طمعا في اجلاء النوم عن عيناي اللتان كانت محمرتان من أثر السهر و الشيشة بالليل ، عندها يكون حمزة في عداد النائمين ، للأسف فرغم كموديته و خفة دمه الا انه كسول جدا ينام كثيرا و يجلس كثيرا و يدخن كثيرا ، رغم أني لم أكن من مدخني السجاءر الا أني تعودت على رائحتها بسبب اجتماعي بحمزة كثيرا ، مرة أخرى نضحك لكن ليس عند المسبح و لكن عندما نقرر لعب كرة المضرب كرياضة برجوازية لا يجمعنا بها سوى الخير و الاحسان نحن القادميم من احياء هامشية لا تعرف من حضارة و تقدم البشر سوى البرابول كجهاز تكنولوجي يجلس متبجحا فوق سطوح بيوتنا التي لم تكتمل و لن تكتمل أبدا ، في الاصل ما هي الا مأوي نتكدس فيها بشكل مخجل ن لكننا مع ذلك نرضى بتلك الحياة و بنمط عيشنا هذا ، فمع ذلك نحن ابناء هذا الشعب قتونا من قوته ، و رفما حلاوة البستان فلن ننساه أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير