الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- .. سيرة مدينة طيبة

ثامر الحاج امين

2008 / 11 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات



عن دار الضياء للنشر صدر حديثا كتاب "اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية" للكاتب المغترب القاضي " زهير كاظم عبود" يضاف الى سلسلة اصدارته التي تجاوزت العشرين كتاباً.
وتكمن اهمية هذ الكناب في انه تناول الواقع الاجتماعي لمدينة "الديوانية"- مدينة الكاتب_ لفترة النصف الثاني من القرن الماضي ، استعرض فيه النسيج الاجتماعي والسياسي للمدينة ، مسلطا الضوء على الكثير من شخصياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية التي كان لها حضورها الفاعل في حياتها واحداثها المهمة ، بما فيها ظرفاء المدينة التي شكلت نوادرهم وحكاياتهم جزءا من تراثها الكبير ، كذلك تناول الكتاب البعض من البيوتات والعوائل التي كان الكاتب قريبا من تفاصيل حياتها وصديقا لأفرادها مما جاءت اوراقه عن هذه العوائل امينة ودقيقة في عرض واقعها وطيبتها ومواقفها المشّرفة حيث يذكر انه( لم يكن بين اهل الديوانية من الشروخ السياسية او الاجتماعية التي تفرقهم او تضعف وحدتهم ونسيجهم الاجتماعي وتلاحمهم .. وهناك العديد من الحكايات المؤثرة التي تدل على فطرة التآخي لدى سكنة هذه المدينة ومنها ان ام صديقنا – المندائي-مازالت تنادي وراء ولدها عند ذهابه صباحا لقضاء اعماله (محروس بالله وعلي بن ابي طالب) وترش الماء عند عتبة الدار ، وقصة مازال اهالي الديوانية يرددونها وهي عندما قام احد يهود الديوانية بطرق باب جاره المسلم الفقير واخبره بأن كل ممتلكاته سيصادرها النظام الدكتاتورى الذي أمر بتهجيره ورجاه ان ياخذ منه وعن طيب خاطر اثمن مالديه من نفائس فراح الرجل يلطم على رأسه ويقول ( اذا خسرتك شلي بالمال) ففضل الفقر النبيل على الثراء بنذالة ) .
هذه بعض الحكايات التي اوردها الكتاب والتي تشير الى الطيبة المفرطة وحالة الانسجام والتآخي التي كانت تسود حياة المدينة قبل عقود مضت وكأنه اراد بذكرها ان يوقظ الضمائر النائمة عن كل هذه القيم التي تربى عليها العراقيون حيث كانت زادا وعنوانا لهم .
لقد اضفت الصور التي زينت الكتاب – للمدينة ورجالاتها - والتي يعود بعضها الى خمسينيات القرن الماضي جمالاً ومتعة حيث استحضرت امامنا الكثير من معالم الماضي الجميل للمدينة .
هذا هو قدر العراقيون الشرفاء انهم يحملون الوطن في قلوبهم وضمائرهم اينما حلوّ ، حيث دون الكاتب هذه الاوراق في منفاه بعدما غادر الوطن هربا من سياط الظلم وعذابات القمع ، كتبها بصدق ومحبة وكأن لسان حاله يقول ( يلادي وان جارت علي ّ عزيزة ) .
يبقى ان نشير الى ان الكتاب يمثل ذاكرة فرد وليس بالضروره ان تستوعب وتستحضر هذه الذاكرة الغائبة عن ارضها ومدينتها منذ سنوات طويلة كل الاحداث والشخصيات والعوائل التي تستحق ان يكون لها مكان
وصفحات في هذا الكتاب، بل يسجل لهذه الذاكرة انها بادرت وقدمت ما اختزنته من احداث وتاريخ كان من الممكن ان يطويه النسيان وعلى الآخرين ان يكملوا هذا المشوار النبيل.
"اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية" كتاب يمثل الوفاء والنبل الذي عرف بهما ابناء الديوانية الاصلاء ومنهم الاستاذ البار" زهير كاظم عبود ".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث