الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أهوار العراق.....والهجرة إلى الشمال.
محمد العبيدي
2008 / 11 / 28الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
قد تكون مفردات البيئة الطبيعية، الأكثر اقترابا في العمل الفني في بلاد الرافدين وقد حظيت باهتمام خاص من قبل الفنان الرافديني، ولان تمثيل الحياة الاجتماعية كان ميدانا خاصا للأفكار، إلى جانب الإعمال الأدبية هي الأخرى امتداد واضح إلى هذه الفنون ، وبما إن هناك اهتمامات أدبية إلى جانب الفنون وهي معرفة على أساس نوع من الانطباعات يبني فيها الفنان واقع حياته الاجتماعية، وعملية التطبيق تسعى لتجد لنفسها نسقا نضع اليد على بعض من المفردات التي شملت العديد من الفنون سواء في (( الفخار، الرسم الجداري، المنحوتات الفخارية والحجرية ، وبناء العمارة.)) ولغرض الاعتماد على الدلالات واعتماد الاستنتاجات والتي لم تبعد كثيرا عن بيئة الجنوب ، وهي الاهوار التي قدمت التراكيب ، في تعبير وصور متعددة من حالة ا لتمظهر للبيئة وأفكار اللاوعي في اكتشافه الموضوع الخاص لاستفسارات عديدة يحملها للكون، ولابد من توفير إجابة كافية يقوم على أساسها الخطاب المعلن الذي يوفر الغطاء الشافي للإجابة.
اللاوعي في بساطته الأولية كما يقول (( Jacques lacan )) (( لايعرف غير عناصر الدال)) وعندما يقوم اللاوعي كبنية جذرية للغة لابد من قيام أي مادة تقوم بدورها حسب القوانين ، وتكشفها الدراسات السيوسيولوجية ، ذلك أن بيئة الاهوار تعمل وفق نظام رمزي وهذا ماوجدناه في الكثير من الأعمال الفنية والتي أصيغت عبر شبكة من الدالات منذ نشوء البيئة ، فكانت المفردات (( الماء ، القصب، البردي، الأسماك، الطيور، )) ماهي إلا تنويعات جماعية وتعمل وفق العامل المشترك، وتأخذ تماسكها من تماسك شبكة الدالات بصورتها الجمعية ،
هذه البيئة بدأت تعمل وفق دالات الوعي المعلن بخطاب ، بعد أن أكمل الإنسان في بلاد الرافدين بإعداد الأجوبة الشافية للعديد من الاستفسارات .
من هذا المنطلق لابد من التشديد على التذكير بان العديد من المفردات هي في وضع مشترك، ولهذا الفنون تنتقل من الجنوب إلى الشمال دون البيئة، واعتقد أن الفن الرافديني القديم أبدع بلعبة ذهنية يميزها من خلال النسق والنظام بعد أن قرأ النص قراءة بمستويات ومراتب يبدو لي اخذ بنظام الضغط أكثر من أي أمر آخر ، و هو الذي جعل الفنون منتظمة بالمفردة والزخرفة القائمة أعطت حتى في التوزيع البنائي تعبير جمالي كثف أساليب التقارب والتشابه والمشاركة لكل دويلات بلاد الرافدين.
البيئة مختلفة والمفردات متشابهه سهل عملية الاستعارة في الولوج إلى تفاصيل المشهد الذي اثبت جدار ة الفنان في أن يبرز بنيته الدلالية ، ولان الفنون في بلاد الرافدين خلت من الكتابة بفترات طويلة، جعلت من الفنون بمختلف أشكالها لغة ، قد يصعب على المتلقي حصرها ولكن في التحليل السوسيولوجي ينظم البنيات ضمن مجموعة معان ومغاز مترابطة، وبذلك يتحد النص ضمن هيئته الكاملة ، وينتصب الفن القديم كلغة دون الكتابة ولفترات طويلة ، دون ان يتبدد او يدخل في متاهات يصعب الوصول إليها، ولهذا كانت فنون الفخاريات مشتركة في بيئة الشمال ، أو الوسط او الجنوب وبيئة الاهوار حددت المستوى، الذي ينتظم فيه التعبير .
وبما ان هذه البيئة قد اختلفت فيها بعض الفعاليات الاجتماعية عن باقي بيئات الرافدين، لكن هذا الأمر أتاح لها فرصة الظهور، كبيئة منتجة وليس بيئة كسولة مثل بيئة الشمال، وبدت فيها الكثير من المعاني اخذ ينسحب على أجساد البشر من خلال التماثيل الفخارية، بيئة ممتلئة بأجساد أفرادها ابتعدت عن الإنتاج وبيئة رشقت أفرادها كبيئة منتجة، هذا المجال ليس تلاعب في الفن وإنما كان عنصر التخفي والتلازم والتركيب غير منتظم في بعض الأحيان جعل من الفنون القديمة، ان تكون مفتاح معرفة والتزام بقواعد الدالات حسب أصولها .على هذا الأساس
نتجه إلى تحليل البيئة وفق دلالاتها المتنوعة ، ولتقارب الاهوار في وحدتها الموضوعية جعلت من مفرداتها عامل مشترك في الفخار أو الرسم الجداري أو التماثيل المنحوتة هذه الإشارات ننظر إليها على أنها إحالات بيئية انتظمت كلغة صامتة في بداياتها وعند ظهور الكتابة أخذت الوجه المعلن في الأدب والشعر الذي أعلنته البيئة في الاهوار بشكل مايكون اقرب إلى الحلم، وخصوصا عند ممارسة الفعاليات الاجتماعية والتي مثلت الشيء المكبوت على الرغم من أنها تمتلك مقدرة توليدية تجهل اللغة في بداياتها ولكن الكتابة أعلنت التوالد في المفردات وأعطت صيغة الاشتراك ، في الخطاب الأدبي ، الذي مثل الحدة والحسم في الكثير من نصوصه.هذا المستوى من الخطاب ولدا طارا زمانيا ومكانيا تحدد من خلال الوصف ، الذي مثل وقفة في إيقاع البيئة ويرى الكاتب أن هناك نوع من الاستعدادات لانطلاق الأفكار في بيئات ارض الرافدين المختلفة ، لتصل إلى عوالمها المشتركة في الجبال او السهول أو الوديان في الهضاب في الأنهار في الاهوار كلها ارض رافدينية، اشتركت في البيئة والمفردات والفعاليات ومن ثم اشتركت بلغة الفنون وبعدها بالكتابة ، وانتقلت في الثقافة والأدب، إلى ان وصلت إلى عراقيتها ووصلت إلى حالة عدم اتساع الخطاب في ان يترك مجالا للشك فيما بينهم، وان من يموه هذه الحقائق لابد له من مراجعة نفسه أولا ومن ثم مراجعة التاريخ وهو الوحيد الذي يثبت الحقائق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب