الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأكراد سورين ..... ولكن !
خالد محمد
2004 / 3 / 5اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في مقابلته الأخيرة مع صحيفة " نيويورك تايمز " , أجاب الرئيس الأسد الابن عن سؤال حول قضية الأكراد في سورية بقوله . الأكراد سورين .. ولكنني لا اعرفهم ! فالرئيس الشاب " المنتخب بشفافية و سلاسة وصاحب الرؤية الإصلاحية ", كما قدمته لنا الدعاية السورية, لا يعرف سوى أن الأكراد سوريون, أي من رعايا الجمهورية العربية السورية التي يحكمها حزب البعث العربي الاشتراكي,الحزب القائد الذي يحمل رسالة توحيد الأمة العربية من سلاسل زاغروس و طوروس شرقاً, والى سواحل الأطلسي غرباً.وحتى لا نظلم رئيسنا المحبوب, نقول أنه ربما يقصد بكلامه انف الذكر, أنه لا يعرف شيئاً اسمه قضية كردية في سورية: أي هم مواطنون سوريون, وكفى الله المؤمنين شر القتال! كاتب سوري مغترب
ولكننا لا ندري حقاً,ما إذا كان الأسد الابن يعرف جغرافية بلاده جيداً,والتي تبين بوضوح أن حدود سورية مع تركية و العراق هي عبارة عن ’’مثلث كردي ’’,فضلاً عن تساؤلنا عن معرفته بالتاريخ, والذي تفيدنا وثائقه بأن المنطقة الكردية في الشمال,قد ألحقت بسورية في عام1922,تنفيذاً لاتفاقية سايكس بيكو بين الدولتين المستعمرتين فرنسا وأنكلترة. وخلال مرحلة الانتداب الفرنسي كانت تراعى خصوصية هذه المنطقة,ان لجهة ثقافتها القومية أو لجهة تمثيلها النيابي و البلدي.وما أن حل العهد الوطني,حتى أخذت هذه الخصوصية تتلاشى, وتوج ذلك بوصول البعث إلى السلطة عام1963,بتطبيقه سياسة شوفيني عنصرية عملت بشكل منهجي على إجبار الأكراد على ترك مناطقهم وإحلال العرب بمحلهم فيما أسمي "مشروع الحزام العربي ",المكمل لمشروع ’’ الإحصائي الاستثنائي’’,والذي حرم مئات ألوف الأكراد من الجنسية السورية بذريعة’’التسلل عبر الحدود.
و حتى إذا تركنا جانباً إنكار حقوق الأكراد القومية في سورية وهي حقوق تقرها كافة المواثيق الدولية , فماذا عن حقوقهم كمواطنين سوريين؟...ان منطقة الجزيرة,الكردية السورية,على سبيل المثال,هي أغنى محافظة في القطر,لجهة مواردها النفطية والمائية والزراعية والحيوانية. .. فيما خلفتها السياسة العنصرية البعثية,كأفقر مناطق سورية و أكثرها تخلفا,حيث لا توجد أي بنية صناعية أو تجارية أو ثقافية,ولا مشاريع إنمائية أو إنشائية أو إنتاجية.والمأثرة الوحيدة لهذا السياسة البغيضة,هي تكاثر الفروع الأمنية في الجزيرة,حتى أن ناحية صغيرة مثل بلدة عامودا,وجد فيها خمسة فروع للمخابرات ...! و لم تكتف السلطة بإفقار أكراد المنطقة و قهرهم و قمعهم,بل وشاركتهم في موارد مواسمهم الزراعية الشحيحة أصلاً لقلة أو انعدام المطر طوال السنوات الأخيرة , وذلك بواسطة عناصر الأمن وضباطهم,إلى تفشي الرشوة والفساد في الجهاز الإداري بالمحافظة المنكوبة.
ولسوء حظ الأسد الابن,أنه لم يعد في عصر الانترنيت والمحمول والفضائيات من مجال لإنكار الحقائق أو إخفائها.فالحركة الكردية في سورية,هي الحركة السياسية الأكثر نشاطاً في البلاد و خارجها على السواء,وخاصة لجهة تنظيم المظاهرات والاحتجاجات في العاصمة دمشق,كما كان الأمر في التظاهر أمام مجلس الشعب أو مظاهرة الأطفال أمام مقر اليونسكو.وكذلك الأمر فيما يخص محاكمات ألنا شطين الأكراد أمام محاكم أمن الدولة,والتي تابعها الرأي العام وحظيت ببعض التغطية الإعلامية الخارجية.ان المضي بسياسة التجاهل,على طريقة النعامة,لن يجدي شيئاً,أيها السيد الرئيس!
و لن يجديكم,أيضاً,محاولة الالتفاف على الواقع المزري في سورية,بافتعال المشاكل الخارجية,كما في محاولة التدخل بشؤون العراق أو بالتحالف القذر مع عدوة الأمس,تركية...والتي كانت تسمي أكرا دها ’’أتراك الجبال’’:فماذا ستسمي,سيدي الرئيس,أكرادك...’’عرب الجبال’’؟!
ألمانيا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس