الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة إلى منظمة حقوق الإنسان و الجهات المعنية بحقوقه - ضـوء على حالة السجون في عر بستان - إيران
الموقعون
2004 / 3 / 5حقوق الانسان
مسألة المحاكمات السياسية الشاملة التي تستبيح حرية الشعوب والحريات في إيران هي مسألة تحتاج إلى إلقاء الأضواء عليها و تتطلب التدخل المستمر من الهيئات و اللـّجان المختصة بحقوق الإنسان فيها، و سنقتصر في هذه الورقة على ما يمسّ من قضية الشعب العربستاني بشكلٍ خاص، كونه يتعلّق بحاضر هذا المجتمع و مستقبله أيضا. فحجب الحرية عن الطلائع المفكرة للمجتمع العربستاني تؤدي خدمة ً موضوعية للأعداء و يرميهم عنوةً في جهد أمريكا التي تتطلّع للاستحواذ على المنطقة و خيراتها. فالذي يريد عبور المأزق لا يهمّه من يقدّم له العون، إلا إذا تمتع بحس ٍ عال ٍ و وعي ٍ استثناءي يضع المصائر التاريخية على جدول أولوياته. [email protected] 4 – 3 – 2004
هذه المقدمة نستوحيها من المعطيات التي تجمعت لدينا عن المحاكمات الجائرة التي ستشهدها الشهور و الأيام القادمة، سيّما و اقترنت بصدور الحكم الجائر على المواطن الأهوازي (( علي ?لداوي )) دون وجه حق، و ذلك لمدة عامين و نصف بسبب رفعه أعلاماً وطنية تعبّرعن مشاعره الفيّاضة في لحظة فرح ٍ عابر.
هذا الحكم الجائر قد دقّ جرس الإنذار عند كل العربستانيين حول القمع الفارسي للمجتمع العربي ، و دفعهم للتطيّر من موقف القائمين على الأمن الإيراني الذي ينبغي أن يكون للإيرانيين كلهم ، و ليس للفُرس فقط و ما يتضمنه ذلك من دلائل لا نود التطرّق بالمزيد اليها.
و حديث السجون يقتضي الإستفاضة ، طالما السلطة تصرّ على رهن مواقفها السياسية بتسلّط هؤلاء المسؤولين الإداريين و السياسيين ، ففي إحدى الزنزانات التابعة لـ : (( سجن كارون )) أدخل المسؤولون السياسيون لتلك الزنزانة 80 مجنوناً من مدينة " بم " مستجلبين من هذه المدينة التي ضربها الزلزال القاتل قبل حوالي شهور ، و إدخال هؤلاء ـ المجانين المستجلبين ـ الى (( سجن كارون )) في مدينة الأهواز و دمجهم مع السجناء السياسيين العرب ، و ما يشكله ذلك من إنتهاك صارخ على حقوق هؤلاء السجناء. و لا نود الإستفاضة بدلالة هذه الحادثة ، ولكننا نضعها أمام كل المعنيين بحقوق الإنسان ، بغية إصدار رأيهم بذلك.
و في هذا السياق أصدرت المحاكم الإيرانية في عربستان حكماً جائراً بحق الشيخ ناصر ابوريكان و الملقب بـ (( شيخ خشّان )) الذي بقي في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة عشرون عاماً متواصلة ، و عند عودته الى أهله و وطنه على خلفية تمتعه بالطمأنينة الكاملة كونه لم يمارس أي عمل ٍ ضد الدولة الإيرانية ، ولكنه فوجيء بإقدام القوات الأمنية الإيرانية بإعتقاله و الحكم عليه 30 عاماً بتهمة أنه كان يمارس النشاط السياسي في منفاه ، و تهم ٍ أخرى ملفـّقة ، و عندما إستأنف القرار الجائر هذا ، أصدرت المحكمة عليه حكماً بالإعدام ، وذلك بسبب تجرّءه على إحقاق الحق بحقه .
إنّ هذا الحكم هو خطوة مشبوهة لتكميم أفواه كل المعترضين على السياسة الإيرانية، و فيما كانت الجموع الإيرانية تلملم جراحها على إثر زلزال مدينة " بم " الإيرانية أقدمت السلطات على نقل السجناء المجانين من مدينة " مسجد سليمان " الى (( سجن كارون )) على خلفية تخوفهم من الزلزال المحتمل ـ كما قيل ـ ، في وقتٍ يجمع المراقبون على أن الهدف من ذلك هو إرهاب المواطنين العرب في الإقليم . علماً أن القاعة السجنية الواحدة تتسع الى 20 فرداً فقط بينما تحصر السلطة الأمنية عدداً من السجناء هناك لأكثر من 45 سجين . كما هو الحال في القاعة رقم 4 على سبيل المثال ، أي أن المجموع هو 45 في القاعة الواحدة بدلا عن الـ 20 سجيناً ، في حين أن (( سجن كارون )) يتسع لـ 700 سجين في الوقت الذي حشرت فيه السلطة الأمنية 5000 سجين .
و هذه المعطيات الحقيقية تبين مدى البعد اللاإنساني للسلوك القمعي الإستخباراتي لهذه المجموعات الأمنية ، و الإستطراد حول هذا الوضع اللاإنساني يقتضي منا المزيد من الأوراق و المعلومات و التحليل ، و نحن نحاول تجاوز ذلك بغية عدم إستفادة الخصم الأمريكي منها . ناهيك عن المعاملة السيئة مع السجناء من حيث الطعام الشحيح و الإدمان المتفشي بشكل كبير و مخيف في السجون ، و إنعدام أية خدمة يتطلّع اليها السجناء وفق المقاييس الحد الأدنى في السجن بما فيها الخدمة الصحية.
و من المعلوم لجميع المراقبين و المتتبعين أن الأمور السياسية في ايران تتجه الى منحاها الخطيرو أنها تسير بشكل ٍ غير مأمون العواقب، ليست بالنسبة للنظام فقط ، و إنما للكل الإيراني ايضا : أرض و مجتمع و مؤسسات ، و كنا نعتقد و مازلنا نؤمن بأن المسؤولين في ايران ـ إصلاحيين و محافظين ـ يعملون على إعادة النظر بحساباتهم العملية و السياسية قبل تفاقم المسائل الخطيرة التي تواجهها دولتنا الإيرانية ، جرّاء الخطر الماحق الماثل على وطننا: ـ " إن الرياح التي نلمح بداية إعصارها تهبّ على المنطقة بعكس ما تشتهيها السفن الإيرانية التي تغذ السير نحو المستقبل .... لذلك يتسائل الوطنيون ـ كل الوطنيين ـ عن الأسباب الكامنة وراء هذا التعنّت السلطوي الإيراني لحلحلة الأزمة في الداخل ، و التغلّب على المأزق السياسي الذي يعاني منه أبناء الشعب العربستاني .
إننا نرى الضغوط الأمريكية ـ السياسية و العسكرية ـ لا تصب نتائجها في صالحنا ، الأمر الذي يشكل هذا السلوك ، الذريعة السياسية المخاتلة بيد الأمريكيين و تشجّعها على رفع العصا ضد الجميع : السلطة و النظام و المجتمع و الوطن الإيراني .
إن الطريقة التي تقود بها السلطة الإيرانية لن تفض ِ الطريق المرجو ، فالدول الأوروبية على مافيها من إستقلال ٍ سياسي ٍ نسبي ، إلآ أنها تُشكل جزء من الحالة السياسية الغربية التي تحدد مساراتها السياسية الإستراتيجية ، " الولايات المتحدة الأمريكية " .
اذا كان هناك من خلافات ٍ بينها فهي خلافاتٍ على التفاصيل ، بينما هم متحدون ضد العالم الجنوبي كُلّه ـ شعوباً و أنظمة ً و أوطان ـ بهدف إستغلالها المشترك ، و لا مجال للإقلاع عن مشاريعها سوى بالإعتماد على سياسةٍ وطنيةٍ في الداخل تحترم المجتمع و تستجيب لآماله و تنفذ مطاليبه المعلنه و الحقة ، و الإتصال بالقوى الشعبية التي تمثل مكونات هذا المجتمع ، بدلاً من محاصرتهم بالرغبات و الإملاءات الفارسية ، و قمعهم بالإجراءات اليومية .
الموقعون أدناه :ـ
1 ـ طالب مذ خور............ الأمين العام للحزب الوطني العربستاني
2 ـ عباس عسا كرة........... حركة التجمع الوطني في عر بستان ( الأحواز )
3 ـ عادل السويدي........... ناشط سياسي ـ هولندا
4 ـ طـه الناصري............. ناشط سياسي ـ الكويت
5 ـ إسماعيل الأهوازي........ ناشط سياسي ـ الكويت
6 ـ فخرية السويدي.......... ناشطة سياسية ـ هولندا
7 ـ نجاة حياوي.............. ناشطة سياسية ـ سويسرا
8ـ فاطمة العدناني......... ناشطة سياسية ـ الكويت
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قلق واستياء في غزة مع إعلان الأونروا عدم قدرتها على تشغيل عم
.. بعد 11 عاما من التحقيقات في قضية بلعيد.. القضاء التونسي يصدر
.. برنامج الأغذية العالمي: شمال قطاع غزة تحول إلى بؤرة للجوع
.. أردنيون يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان دعما لغزة
.. بندا خلافيا في مفاوضات الهدنة.. لماذا ترفض إسرائيل عودة النا