الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعيات محاربة الإيدز أم محاربة البشر

هشام اعبابو

2008 / 12 / 7
كتابات ساخرة


شعارات كبيرة و حث و دعوات في العالم و في بلدي المغرب, تشجع الناس و خاصة فئة الشباب منهم لإجراء تحليلات طبية للكشف عن داء فقدان المناعة الإيدز أو السيدا,وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة هذا الفيروس القاتل,و الذي يصادف كل سنة الفاتح من دجنبر,كلما فتحت جريدة أو محطة إذاعية أو تلفزية مغربية وجدتها تطلب من الناس القيام بتلكم التحاليل بغية ان يعرفوا غن كانوا مصابين بهذا الخبث ام لا,وكم قرأت من مقالات تلوم الناس و خاصة الشباب تقاعصهم عن القيام بذلك,و خاصة و أن تلكم التحاليل الكاشفة لهذا لفيروس الإيدز أو السيدا يمكن إجراؤه في سرية تامة دون الكشف عن الهوية و بالمجان, و ذلك بالتوجه لأقرب جمعية لمحاربة السيدا, تأثرت كباقي المواطنين بهذه الحملات الإعلامية و فكرت في التوجه لجمعية من جمعية الكشف عن السيدا و محاربتها,لا أخفيكم سرا بأن فكرة الذهاب للكشف عن هذا الفيروس داخل جسمي,ليس بالأمر اليسير,فالرهبة لم تفارقني منذ مجرد التفكير في ذلك, لكن ما إن وطأت قدماي مقر الجمعية حتى تضاعفت رهبتي,فالمكان الذي تتواجد فيه هذه الجمعية و التي تقول بأنها تحارب هذا الفيروس الفتاك,أظنه هو بدوره مرتعا للفيروسات,مدخل المقر مظلم,أما بابه فمتسخ,لم أتجرأ على طرق الباب,وبدأت أفكر أكثر من مرة في مغادرة المكان,لتفاجأني إحدى العاملات فيه و قالت لي:" نعم أخويا ؟ ",فاضطريت للدخول,لتسقط عيني في الحال على الجدران و على المكتب الخشبي المعفن ببقايا الأكل و بكتابات عشوئية,و حتى السيدة التي فتحت الباب لي دون أن أطرقه, لا شكلها و لا هيئتها, تجعلك تظن نفسك في مقر يحارب الإيدز,بل ولا حتى أبسط فيروس في الدنيا,والأكثر من ذلك أنها كانت ترتدي قفازات استعلمت أكثر من مرة, أظنها هي من تقوم بغرس الإبرة التي تمتص الدم المراد تحليله,فبدأت أتساءل مالذي جاء بي إلى هذا المكان العفن؟ أجئت للقيام بتحليل دم, أم جئت لأصاب؟ يا إلاهي,أين هم الأطباء و رؤساء الجمعيات الطبية, الذين رأيناهم طيلة أسبوع, على جرائدنا و قنواتنا, يحثون الناس على الكشف و يلومونهم على عدم القيام بذلك؟أين عيون و أذان و أقلام إعلامنا؟أين وزارة الصحة و سيدتها الاولى ياسمينة بادو؟ لماذا لا يقومون بزيارات تفقدية لمثل هذه المقرات؟هل فقط بلوم المواطن و حثه على الذهاب للكشف عن السيدا ستحل الأمور؟هل مثل ما رأيت و جعلني ألعن اللحظة التي فكرت فيها القيام بذلك,سيشجع الناس و خاصة فئة الشباب للكشف؟
اضظريت للعب مشهد تمثيلي صغير من تمثيلياتي,حتى أهرب بجلدتي من كهف الدوق "دراكولا"و توجهت لمختبر طبي خاص,تفح منه رائحة النظافة, واستقبلت فيه بالترحيب و الإبتسام, وأجريت تحليل الدم في أقل من عشرة دقائق مقابل مبلغ من المال,و الحمد لله النتيجة كانت سلبية أي أنني غير مصاب بفيروس نقص المناعة أي السيدا,حفظكم الله من هذا الخبث و شفا الله كل من هو مصاب به..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا