الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تصوري الشخصي حول المركز الجديد للاشخاص المعاقين بعاصمة سوس اكادير
المهدي مالك
2008 / 12 / 7حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
مقدمة
من المنتظر ان يدشن صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله في هذه الايام مركزا جديدا لفائدة الاشخاص المعاقين بعاصمة سوس اكادير و هذا المركز هو ثمرة عمل دائم لمجموعة من الفعاليات كالتعاضية العامة بالرباط و جمعية اباء و اصدقاء الاطفال المعاقين ذهنيا بسوس التي اسست يوم 28 ماي 1995 بهدف ادماج المعاق في محيطه التربوي و الاجتماعي و في اكتوبر 1999 تحملت المسؤولية فاسست مركز وردة الجنوب في حي الخيام 2 حيث كنا كاطفال انذاك نعاني من صغر المقر الذي هو عبارة عن دار صغيرة للغاية,
و انذاك كانت الجمعية لا تتوفر على خيار اخر غير هذه البداية الصعبة بالنسبة للكل .
و في اكتوبر 2000 انتقلنا من حي الخيام الى حي الداخلة في مقر واسع يتوفر على حديقة صغيرة بهدف ممارسة الاطفال أنشطتهم المفضلة .
ان مركز وردة الجنوب منذ تاسيسه في سنة 1999 عمل كل إمكانياته المتواضعة في جعل الطفل المعاق او الشباب المعاق يشعر انه مواطن مغربي يمكنه ان يحقق ذاته في ميادين عدة كالرياضة حيث يشارك اطفالنا في التظاهرات الخاصة برياضة الاشخاص المعاقين داخل الوطن و خارجه بحيث حصل اطفالنا في
دورة افران 2004 على سبعة ميداليات ذهبيات و هذا يعتبر شرف كبير لجهة سوس عموما و مركز وردة الجنوب خصوصا.
و كما نظم هذا المركز طوال هذه السنوات العديد من الانشطة لفائدة توعية الناس باهمية النهوض بالمعاق و تنمية قدراته و نظم المركز عدة رحلات لفائدة الاطفال المعاقين و اذكر منها الرحلة الى مدينة الصويرة في ماي سنة 2000 و الرحلة الى مدينة تارودانت في مارس 2001 و الرحلة التاريخية الى منطقة افلا ن غير اقليم تزنيت يوم 30 ابريل 2004 و غيرها من هذه الرحلات المتميزة بحيث يكتشف المعاق خصوصيات بلده الطبيعية و الحضارية.
و شارك المركز في المهرجان الوطني للاشخاص المعاقين المنظم في الدار البيضاء سنة 2006 بمناسبة يومنا الوطني بحيث شكل هذا اللقاء فرصة للتعرف على الجمعيات العاملة في هذا الميدان عبر التراب الوطني.
و هكذا فمركز وردة الجنوب ظل يساهم في تنمية المعاق و جعله مواطن صالح في مجتمعه المغربي غير انه لم يجد حلا لمجموعة من المشاكل كمشكل الشباب المعاق داخل اسواره في التكوين المهني الذي سيفتح لهم افاق التشغيل و بناء مستقبلهم الخ لكن المركز الجديد يعتبر فرصة لحل هذا المشكل و المشاكل الاخرى كملف المعاق القروي الجوهري بالنسبة لنا كبلد صار يتبنى مفهوم التنمية البشرية لجميع افراد المجتمع المغربي حيث ان جلالة الملك اعطى احسن النماذج و الدروس عندما زار قرية انفكو الفقيرة و التي طالها الحيف و التهميش لسنوات عديدة .
ملف المعاق القروي
ان تصوري الشخصي للمركز الجديد ذا البعد الجهوي بمعنى انه سيشمل جهة سوس و بالتالي من المفروض ان هذا المركز يسعى الى النهوض باوضاع المعاق القروي الذي يعيش في ذلك الوسط المتميز بعدة اشياء جميلة و اخرى سلبية بالنسبة للمعاق عموما و المعاق القروي الغير المتوفر على أي حق في البادية كالتعليم و الصحة الخ بحكم وجود مجموعة من العوامل الموضوعية مثل تهميش البادية الناطقة بالامازيغية و بالدارجة المغربية طوال خمسة عقود من الاستقلال المبارك ,
ثاني هذه العوامل هي سيادة ايديولوجية سمتها ايديولوجية التخلف القروي التي تعتقد بان المعاق لا يستحق الرعاية و الاهتمام بل يستحق الاقبار في بيتهم حتى الموت بمعنى انه لا يخرج الى خارج بيتهم بدعوة الخوف من كلام الناس و من الفضيحة و بل اكثر من ذلك يمارس عليه القمع بدعوة انه لن يصل الى ما يريده من المقام داخل المجتمع و غيرها من اوهام هذه الايديولوجية الرجعية .
اذن المعاق القروي يحتاج الى الرعاية و الاهتمام من طرف الجماعات القروية و جمعيات المجتمع المدني الناشطة في منطقة سوس لكن هذان المتدخلان الى حد الساعة لم يعملان اشياء تجعلنا نشعر بان المعاق هناك يتمتع بكامل حقوقه الاساسية في الترويض او في التعليم الخ.
و لدى فمهمة المركز الجديد هي كبيرة و انسانية في نفس الوقت بحيث عليه اولا القيام ببحث ميداني يرمي الى كشف الاوضاع الحقيقية التي يعيشها المعاق القروي على عدة مستويات كالمستوى العائلي و المستوى الصحي الاساسي الخ و يهدف مقترحي هذا الى معرفة المشاكل و احتياجات هذا الانسان بشكل دقيق لغاية وضع تصور شامل من اجل النهوض به و ادماجه في مسار التنمية البشرية الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس منذ جلوسه على عرش اسلافه الكرام من خلال مجموعة من الاصلاحات شملت الانسان المغربي ككل.
ثانيا على المركز الجديد ان يتواصل مع كل المتدخلين كالجماعات القروية و جمعيات المجتمع المدني قصد توعيتهم بضرورة النهوض الفعلي لهذه الشريحة العريضة في البادية السوسية و ابرام معهم اتفاقيات الشراكة بهدف تنظيم الندوات و اللقاءات التواصلية مع السكان قصد محاربة تخلفهم و جعلهم واعين باهمية المعاق كانسان له حقوق و عليه واجبات و يجب ان تكون لغة التواصل هي اللغة الامازيغية او الدارجة المغربية .
و خلاصة القول بان المركز الجديد هو مكسب مهم بالنسبة لمعاقي جهة سوس الذين ظلوا ينتظرونه منذ سنوات و لهم امال و تطلعات بناء مستقبلهم و مستقبل بلادهم على اسس الديمقراطية و الاعتزاز بتاريخنا الطويل الذي يمتد قرون ما قبل الاسلام.
المهدي مالك
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل