الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النووي الإيراني لماذا وإلى أين؟؟

أحمد مولود الطيار

2008 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اعتبر نظام الشاه في إيران قبيل سقوطه "شرطي" أميركا في المنطقة من قِبَل أنظمة عربية كثيرة، وأكد البعض أن ما حصل بعدئذٍ واستلام نظام الخميني الحكم في إيران، تغيراً جذرياً في طبيعة وبنية نظام الحكم، مما يستتبع ذلك تغيّر الكثير من سياساته وعلاقاته الاقليمية والدولية، وراهنوا في انصباب تدفق تلك التغيرات الجوهرية لصالح العرب في أكثر من اتجاه، إن لجهة القضية الفلسطينية أو لبناء علاقات متينة مع دول الجوار الخليجي تحديداً.
لا شك حدثت وتواصلت تلك التغيرات، فمقر السفارة الإسرائيلية حُوِّل إلى سفارة لدولة فلسطين واستتبعه خطاب حول الموضوع أقوى من الخطاب الفلسطيني نفسه(..). أميركا أضحت في الخطاب الشعبوي الإيراني هي الشيطان الأكبر، وتحرير الأراضي العربية المحتلة أضحى مهمة إيران قبل كل العرب. يمكن سرد الكثير في طبيعة وبنية تلك التغيرات إن لجهة ديماغوجية الخطاب السياسي الإيراني أو لجهة ـ ما يهمنا في هذا المقال ـ رغبة إيران تبوؤها لدور هام ومؤثر في محيطها. كيف تعامل النظام الإيراني مع هذه المهمة؟ وما رسمه لنفسه من طريق يسلكه للوصول إلى مبتغاه؟.
يصنّف النظام الإيراني نفسه أي بمعنى الدولة التي يقيمها، "دولة الولي الفقيه". والولاية هنا "مطلقة وعامة" وهي تشمل كل صلاحيات النبي والأئمة المعصومين من دون نقصان أو استثناء.
يقول الإمام الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية": "... فالصلاحيات نفسها التي كانت للرسول والأئمة في تعبئة الجيوش وتعيين الولاة والمحافظين، واستلام الضرائب وصرفها في مصالح المسلمين، قد أعطاها الله تعالى للحكومة المفترضة هذه الأيام. غاية الأمر لم يعين شخصاً بالخصوص وإنما أعطاه لعنوان العالم العادل". أي للولي الفقيه. (وجيه كوثراني ـ بين فقه الإصلاح الشيعي وولاية الفقيه ص 47).
أيضاً مهم جداً الإشارة هنا الى القول "لا علاقة لموطن الولي الفقيه بسلطته، كما لا علاقة بموطن المرجع بمرجعيته. فقد يكون عراقياً أو إيرايناً أو لبنانياً أو كويتياً.. فالإمام الخميني كولي على المسلمين، كان يدير الدولة الإسلامية في إيران كمرشد وقائد موجّه على النظام الإسلامي.. (عن كتاب الشيخ نعيم قاسم: حزب الله، المنهج، التجربة، المستقبل ـ المصدر السابق الذكر ص 46).
غرض هذين الاقتباسين ولا مجال في مقال كهذا تدليل أكثر، هو ما بات يُعرف بـ"تصدير الثورة الإيرانية" والقائم على قدم وساق، وهنا مربط الفرس في سر الأزمة التي باتت تلف إيران نظاماً ومجتمعاً، كذلك التوتر الآخذ منحى تصاعدياً في علاقاتها مع دول الجوار وكافة المجتمع الدولي، ولا بأس في هذه النقطة هنا من التذكير بالحرب الاستباقية التي شنها صدام حسين على "الثورة" في بداياتها وإن كنا لا نبرئ صدام من فجائعية سياساته المغامرة، لكن هذا لا ينفي دور "الثورة الإسلامية الإيرانية" في المساهمة في صنع أسباب تلك الحرب.
إذاً، تيوقراطية النظام الإيراني وإن تشبعت بميكيافيلية لا تعدم مبرراتها واعتماداً وانطلاقاً على ذلك وأن "الولي الفقيه" هو المسؤول عن كل المسلمين، مما يترتب على ذلك، سياسة التدخل في الجوار القريب والبعيد المغاير والمختلف ايديولوجياً، ووضع المنطقة كلها على برميل بارود. ولا ننسى خارجاً، يسيل لعابه منذ الأزل لأشهى لقمة سيتذوقها.
في الاشتغال على هذا الهدف راكم النظام الإيراني قوة عسكرية متقدمة بمعيار المقارنة مع الجوار المحيط، أصبحت مصدر خوف وهلع لذلك الجوار استتبعها النظام الإيراني بقدرات نووية تقول بعض التقارير إنه سيحصل عليها في غضون سنوات معدودة.
إيران إلى أين؟؟
قيل في القنبلة النووية الباكستانية إنها بدلاً من أن تحمي الباكستان أصبح مطلوب منها ـ الباكستان ـ حماية قنبلتها النووية!!
بنظرة سريعة إلى مجمل الوضع الإيراني، اقتصادياً، داخلياً، عسكرياً يلاحظ المراقب المحايد ـ نستثني هنا أهل القياس العربي مَن يرون كل شيء متقدماً بمعيار واقع دولهم ـ الكثير جداً من موقع الضعف ونقاط الخلل. فاقتصادياً، لا يمكن تصنيف إيران إلا أنها دولة ريعية، اقتصاها مرتبط بالاقتصاد العالمي والتجارة الإيرانية تعتمد اعتماداً كبيراً على التجارة العالمية ومعظم المداخيل الإيرانية تستند إلى تصدير النفط الخام، مما يعني تبعية إيرانية للخارج وانكشافها وظهور نقاط ضعفها، إذ يعاني الفرد الإيراني من مستوى دخل متدنٍ يضعه في مواجهة خط الفقر. على المستوى التكنولوجي إن كان في مجال الصناعة النفطية أو العسكرية، تواجه النظام الإيراني معضلات ضخمة تضع مشروعه النووي أمام أسئلة صعبة.
على مستوى الشارع الإيراني ـ وإن يحاكي النظام بمشروعه النووي كبرياء الذات الفارسية ـ إلا أن نقمة شعبية جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة وجراء القيود المفروضة على الحريات، كذلك التململ الواضح لأقليات غير فارسية مهضومة حقوقها بدت تظهر إلى السطح مما يزيد في كبح مشروع غير ذي جدوى.
عسكرياً، التضخم الواضح لقدرات إيران في هذا المجال يذكرنا بما جرى من تضخيم لقدرات عراق صدام حسين وعندما "ذاب الثلج بان المرج" ولا داعي للسردية هنا، فأيضاً، بعض من صواريخ صدام حسين وصلت إسرائيل(...).
حتى لو امتلكت إيران القنبلة النووية فالسؤال وماذا بعد ذلك.. إلى أين؟
الزلزال الذي ضرب إيران منذ فترة ليست بالبعيدة كشف هشاشة البنية التحتية الإيرانية حيث مدينة بكاملها أضحت أثراً بعد عين. ايضاً نتذكر الاتحاد السوفياتي السابق، امتلك ترسانة من الأسلحة بمختلف صنوفها، بعد ذلك إلى أين؟ الفرد الروسي أو السوفياتي كان يتشهى شراء كيلو من التفاح.
النظام الإيراني كما كل الأنظمة التيوقراطية والتوتاليتارية تبدد ثروات شعوبها ذات اليمين وذات الشمال تدعم منظمة هنا وحزباً هناك وتصرف مليارات الدولارات في مهمات خارج حدودها ومواطنها يئن من جوعه وعريه..
الرهان الحقيقي هو في تنمية الإنسان لأنه الرهان الوحيد، أما استيراد التكنولوجيا و"المفتاح باليد" فسياسة مضرة تطيح بالمال وتبدد الثروات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا