الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون

حامد الحمداني

2004 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي


    ربـي سـألتك باســمهن      أن تفرشَ الدنــيا لهـن
   بالوردِ إن سمحتْ يداك             وبالبنفـسج بعـد هـــن

يصادف هذا اليوم ،الثامن من آذار، العيد السنوي للمرأة ، ويجري الاحتفال بهذه المناسبة في ظل ظروف جديدة لأول مرة بعد انهيار النظام الصدامي  ، وانتهاء الحقبة البعثية الفاشية التي انتهكت حقوق وحريات المرأة بشكل فض ،وعادت بها القهقرة إلى ما قبل الثلاثينات من القرن الماضي ،وجرى تهميش دورها في المجتمع وهي التي تمثل نصفه.

لقد أراد لها النظام الفاشي أن تقبع في البيت ،والحيلولة دون مشاركتها في شؤون البلاد مما سبب أكبر إعاقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ، فلا يمكن أن نتصور كيف تتطور أمة إذا كان نصفها في المطبخ !
لقد أرادوها أن تكون تحت سلطة الرجل قابعة في بيتها تنجب الأطفال وتقوم بشؤون البيت وخدمة العائلة والحيلولة دون تحررها الاقتصادي المفضي بكل تأكيد إلى تحررها الاجتماعي من سيطرة الرجل والتحكم فيها من خلال عدم فسح المجال لها للمشاركة في العمل خارج بيتها في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والصحية والاجتماعية جنباً إلى جنب أسوة بأخيها الرجل.

لقد تعرضت حقوق وحريات المرأة العراقية خلال العقود الأربعة الأخيرة من حكم الطغيان البعثفاشي إلى انتكاسة خطيرة ، وفقدت خلالها  معظم المكاسب التي حققتها بكفاحها وبمساندة ودعم الفئة المثقفة الواعية والمؤمنة بالقيم الديمقراطية والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات من العراقيين الذين خاضوا إلى جانبها صراعاً مريرا مع قوى الظلام والجهل التي كانت تنظر إليها وكأنها سلعة للرجل يتحكم فيها كما يشاء ، وحيث كانت تحرم من الذهاب إلى المدرسة ونيل قسطها من الثقافة التي تؤهلها للمشاركة مع الرجل في كافة الأعمال والتي تقودها حتماً إلى التحرر الاقتصادي من هيمنة الرجل لتقيم علاقة جديدة بينها وبين زوجها قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات.

ولقد كانت الحروب الصدامية والحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب العراقي والذي استمر 13 عاماً ذات تأثير سيئ جداً على المجتمع العراقي وبشكل خاص المرأة .
لقد أوصلت تلك الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة المجتمع العراقي إلى حالة من اليأس بعد أن عمّ الفقر والجوع والإذلال في طول البلاد وعرضها ، وانهارت الطبقة المتوسطة المتنورة إلى دون مستوى الفقر ،وانهارت العملة العراقية بشكل رهيب فلم تعد تلبي أبسط الحاجات المعيشية ، واضطرت المرأة العاملة إلى ترك عملها بعد أن أصبح راتبها لا يفي حتى أجور النقل من بيتها إلى عملها فلم يبقً أمامها غير الجلوس في البيت والتوجه  إلى الله لإنقاذ المجتمع العراقي من تلك الحالة المعيشية الكارثية ، وعادت المرأة إلى أيام الثلاثينات من القرن الماضي ، وبات عليها وعلى الفئة المثقفة الواعية والمؤمنة بحقوق وحريات المرأة اليوم خوض الكفاح من جديد لتحرر المرأة ومساواتها بالرجل في كل الحقوق والواجبات .

أن واجبنا اليوم كمثقفين أن نقف إلى جانب المرأة بحزم ،ونسخر أقلامنا وكل طاقاتنا لتحقيق هذا الهدف المنشود ولتخرج المرأة العراقية من القمقم الذي صنعته الفاشية لها لتنطلق في رحاب العمل المفضي إلى تحررها ، وأني لأستذكر تلك الأيام الخوالي يوم قاد النضال من أجل تحرر المرأة في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء وفي المقدمة منهم شاعرينا الكبيرين الزهاوي والرصافي .
أن الإمكانيات التي يمتلكها مجتمعنا اليوم هي أكثر بكثير من تلك الأيام، الخوالي ،وإذا ما تم تعبئة الجهود الخيرة والنيرة لمهمة تحرر المرأة العراقية فسوف نحقق بكل تأكيد الهدف المنشود بأقصر وقت.
أن المرأة تستحق منا أن نفرش لها الدنيا ، وتستحق منا أن نفرش لها الورود والياسمين عرفاناً منا بجهود ها فهي صانعة الأجيال التي استحقت قول معروف الرصافي بحقها :
 الأم مدرســة إذا أعــددتها           أعددت شعباً طيب الأعراقَِ
 الأم أستاذ الأساتذة الأولى           شغلت مآثرها مـدى الأفـاقِِ
وها هو جميل صدقي الزهاوي يدعو إلى تعليم فتيات المجتمع قائلاً :
     ربوا بنيكم علمــوهم هــــذبوا          فتيــاتكم فالـعـلم خـير قـــوامِ
     فالعلم مال المعـــدمين إذا هــمُ         خرجـوا إلى الدنيا بغير حسامِ
     والجـهل يخـــذل أمــة ويذلـها         والعــلم يرفعــها أجــل مقـــامِ
    أنظر إلى الأقوام كيف سمت بهم        تلك العلوم إلى المحل السامي

أنحني بإجلال للمرأة العراقية التي وناضلت جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل وقدمت كل التضحيات من أجل تحقيق أماني شعبنا في الحرية والاستقلال والحياة الحرة الكريمة وختاماً أقول :
 دين علينا أن نشــيد           على الدوام بجهدهن
 فتحية حرى لعيدهـن           وبوركــت أفضـالهن         








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ