الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اليوم العالمي للمرأة تحية للمرأة العراقية ألام والأخت والزوجة والابنة وزميلة الدرب

كريم الربيعي

2004 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي


تحتفل المرأة في عموم العالم بيوم الثامن من اذار يوم المرأة العالمي والذي يعد يوما رمزيا لتعزيز وشحذ الهمم على طريق نضالها من اجل نيل حقوقها في المساواة الكاملة. لقد عانت المرأة العراقية من سياسة التمييز والتنكيل وتغييب الحقوق الإنسانية لها، تلك السياسة التي رسختها التقاليد المتخلفة في المجتمع متوجة ببعض التشريعات القانونية التي كان أولها قانون الجنسية العراقية رقم 42 لسنة 1924 وتعديلاته والذي صنف المرأة من القصر في" المادة الثانية الفقرة ج والناصة على :" القصر : هو حال المرأة المتزوجة والصغيرة والمجنون والمعتوه " لقد كانت هذه هي البداية في الإذلال والإنكار والتغييب في تاريخ الدولة العراقية لجزء هام من المجتمع، تلك الفقرة التي أكدها القانون الأساسي لعام 1925 في الباب الأول ، حقوق الشعب ، المادة السادسة والتي نصت على " لا فرق بين العراقيين في الحقوق أمام القانون وان اختلفوا في القومية أو الدين أو اللغة" متناسيا تماما أن يذكر أيضا بغض النظر عن الجنس، والذي يضمن تلك المساواة من حيث النص القانوني على اقل تقدير. ورغم النصوص التي وردت في الدساتير العراقية المتعاقبة لأعوام 1958 و1963 و1968 و 1970 و1990 وايضا قانون الدولة العراقية والمقترح توقيعه من مجلس الحكم على المساواة أمام القانون، كما نصت المادة رقم 9 من الدستور المؤقت لعام 1958" المواطنون سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات العامة ولا يجوز التمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة" ، ألا أن التمييز ضد المرأة وتغييب حقوقها بقى ولازال من ابرز الانتهاكات التي تمارس في المجتمع العراقي.حيث بقيت تلك النصوص اسيرة الورق! فما فائدة تلك الدساتير، اذا كان التعبير عن تلك الافكار يعرض صاحبها للاضطهاد الاجتماعي؟

أن الحقوق البسيطة التي حصلت عليها المرأة العراقية لم تعطى هبة من الحكومات، بل أنها أتت ثمرة لنضال المرأة العراقية الطويل والذي قدمت فيه حياتها ثمنا من اجل تلك الحقوق جنبا إلى جنب مع أبناء المجتمع الذين عملوا من اجل تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن اجل مجتمع مدني تصان فيه حقوق الجميع .
أننا في الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الدنمرك إذ نحيي المرأة العراقية ومنظماتها بهذا اليوم العالمي نؤكد على ضرورة تعزيز وحدة الحركة النسوية العراقية وتعزيز عملها ودعمها من اجل نيل حقوقها المشروعة في المساواة والتي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية الإنسانية وعلى الخصوص منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين المدني والاقتصادي والتي وقع العراق عليها عام 1971 وما تلاهما من اتفاقيات.
أن انتزاع حقوق المرأة بشكل خاص والإنسان بشكل عام لا يأتي عطاء أو هبة من أحد، بل ورغم النصوص التشريعية ، ألا أن تلك الحقوق لا يمكن نيلها ألا بالنضال والعمل الدؤوب من اجل مجتمع مدني حق يتساوى الجميع فيه أمام القانون ويكون القانون هو الفيصل. ان العبرة في الضمانات الفعلية لممارسة تلك الحقوق من قبل المواطنين وقبل ذلك معرفة المواطن لحقوقه هذه.

مرة أخرى تحية للمرأة في كل أنحاء المعمورة
وتحية للمرأة العراقية الام والأخت والابنة والزوجة


كريم الربيعي

ع/ الهيئة الادارية
للجمعية العراقية لحقوق الإنسان- الدنمرك
7-3-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف