الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلوب الغاء شماعة... بدوافع سياسية

ادورد ميرزا

2008 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان بعض ما يصدر من اجابات على لسان بعض المسؤولين العراقيين حين يسألون عن قضية تمس حياة ومستقبل العراقيين غريبة وعجيبة حقا, فاجاباتهم في غالبيتها غير مقنعة بل واحيانا كثيرة غير صادقة , ولا ادري لماذا هذا الاستخفاف بعقول السامعين... , فبالأمس كنا نسمع الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية وهو يصرح بامور ليس لها وجود على الارض خاصة فيما يتعلق بالوضع الامني او الفساد المتفشي في اجهزة الدولة , وكما رصده بعض المتابعين فانه يتهرب من الاجوبة التي لها علاقة بتورط احدى دول الجوار في اعمال العنف في العراق , وفي كل الاحوال فقد تعود العراقيون على محصلة تصريحاته والتي في غالبيتها غير حقيقية , وبات مؤكدا لدى غالبية العراقيين بان السيد الناطق مستعد لالغاء او تحريف اي كلام لا يصب في مصلحته ومصلحة الحكومة .

موضوعي اليوم هو دخول جملة جديدة على خطابات المسؤولين سواء كانوا مشاركين في الحكومة او اعضاء في مجلس النواب انها جملة { ان القضية وراءها دوافع سياسية }....ولكثرة تكرار هذه الجملة من قبلهم فقد باتوا يعتقدون بان هذه الجملة هي الحجة المناسبة للافلات من جواب لسؤال يراد من وراءه كشف المتورطين في دعم الفشل السياسي والانفلات الأمني الذي يعصف بالبلد .
فجملة { ان القضية وراءها دوافع سياسية } جملة حديثة الاستخدام بين اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي , ويمكن تشبيهها كالشماعة , حيث يعلقون عليها حججهم كلما اخفقوا في حل معضلة يكونون طرفا فيها , فبالأمس كانت هناك حججا اخرى حيث ان كل جرائم القتل والاختطاف والنهب والتدمير والمفخخات كانت ترمى على عاتق تنظيم القاعدة وازلام صدام والميليشيات الكردية والشيعية والسنية وجيش القدس وجيش المهدي والمجموعات الخاصة وغيرها ... اما اليوم فاننا نسمع عن ان القتل والتهجير والاختطاف قائم نتيجة لدوافع سياسية , هكذا هم يقولون !

ويقولون بان القتل والتهجير في البصرة او الموصل او كركوك .. ..وتهريب النفط ...وحرق الكنائس وتدمير المساجد والجوامع ...واختطاف واغتصاب النساء ..كلها جرائم تقف وراءها دوافع سياسية......هل يصدق احد عاقل بان .كل هذه الجرائم والمفاسد والتي يصفها غالبية المسؤولين على انها تقع بدوافع سياسية ..فهل يستحق البشر في العراق ان يقتل ويهجر تحت مقولة هذه الجملة.. جملة ..بدوافع سياسية !!

وانا اتابع احدى الفضائيات وهي تعرض تقريرا من مراسلها في مدينة الموصل يشير فيه واصفا الوضع الامني في الموصل على انه ما زال خطيرا جدا وان الارهابيين وفرق الموت والأسايش والميليشيات الكردية وقوات الأمن العراقية والمجاميع الخاصة متواجدة ومتداخلة وتنتشر في شوارع وازقة المدينة بشكل وكأنهم مجموعة امنية واحدة , لكن عملها ومهماتها غير مفهومة , ولا احد يعرف من اهل المدينة من هي الجهة الرسمية الأمينة التي يستطيعون الاستنجاد بها , ولا يستطيعون ايضا التعرف على الجهة التي تقف وراء جرائم القتل والتهجير والتي تعصف بالمسيحيين واليزيديين والشبك يوميا , فالجميع يجوبون الشوارع مججين بالسلاح وان سياراتهم وهي تحمل بمكبرات الصوت تشاهد علانية في الشوارع معلنة ما طاب لها من خطابات ترهب الناس, وبالرغم من ان مراسل الفضائية اعتمد في تأكيده وتشخيصه لحالة فقدان الأمن , من خلال معايشة شخصية وجولات يومية مضافا لها ما يصله من معلومات من اهالي مدينة الموصل وضواحيها والتي باتت تعرف بسهل نينوى , كما ان ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة حول الجرائم في الموصل دليل حقيقي يضاف الى جهد هذا المراسل , ولا يفوتني ان اذكر بان احد اعضاء الكتلة العربية في البرلمان العراقي اتهم الأسايش والميليشيات الكردية في قتل وتهجير المسيحيين وغيرهم من الأقليات لدوافع سياسية ايضا , في حين رفض ذلك الاتهام احد نواب التحالف الكردستاني جملة وتفصيلا , وبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة وتبقى الأقليات هي الضحية الصامتة !!....والغريب ان السيد الناطق باسم وزارة الدفاع يصر على ان الأمن في الموصل مستقر ولا وجود لأي قتل او تهجير وان كل ما يجري هناك هو بدوافع سياسية , ...وعند سؤاله عن سبب تواجد الأسايش والميليشيات الكردية في الموصل , قيجيب ان وجودهم يساهم في استقرار الوضع الأمني , وان كل القوات الأمنية في الموصل يُشرف عليها مركزيا من بغداد ومن ضمنهم الميليشيات الكردية .....اخي السيد الناطق باسم الدفاع حفظك الله ورعاك .... اي دوافع سياسية هذه ؟؟...الناس يرهبون ويقتلون ويشردون وتدمر مساكنهم ومعابدهم وتسرق اموالهم وتنهب وتحرق دورهم واملاكهم كل هذا الذي يحصل وتقول بان من وراءه دوافع سياسية ..., بالله عليك هل سيصدقك اهالي الموصل المساكين وايتام الشهداء والمهجرين والمرعوبين والمنهارين والمعذبين والمعاقين من جراء جراحاتهم على ان كل ذلك يحدث بدوافع سياسية ...ان كان كل هذه الجرائم تقع بدوافع سياسية لماذا اذن لا تعلن الحكومة الجهات المتورطة في قتل الأبرياء وخاصة الأقليات في الموصل , ولماذا لا تعترف الحكومة بانها غير قادرة على حماية ارواح المواطنين والسيطرة على الوضع الامني ,...هل يعقل ان الحكومة غير جادة في كشف من يقف وراء جرائم قتل مواطنيها ...والسؤال الذي خطر ببالي وانا اكتب هذا المقال ..هل يمكنكم اعتبار ما قام به الصحفي منتظر الزيدي بقذف السيد بوش بحذائين جاء بدوافع سياسية ايضا ليبرر عمله ... !!!
سيدي الناطق باسم الدفاع ان كانت الحكومة غيرقادرة للتصدي للارهابيين وللميليشيات الطائفية او العرقية او عصابات المجاميع الخاصة او الخارجين عن القانون بامكانك تبرئة ذمتك واعلان استقالتك عن منصب الناطق باسمها , ان شعب العراق وتحديدا اهل الموصل بكل مكوناتهم المنكوبة بحاجة الى قيادة جريئة تكشف لهم الجهات التي تقف وراء كل هذا القتل والتهجير في الموصل , نعم هم ليسوا بحاجة الى التبرير وتعليق كل هذه الجرائم على شماعة الدوافع السياسية ...لأن الحقيقة على الارض واقعة وواضحة وضوح الشمس وهي حالة طارئة على اهل الموصل وما حولها , فاهل العراق والموصل خاصة مرعوبون لهذه الصورة البشعة للعنف الغريب الذي ضرب وطنهم واهلهم .....ندعوك وندعوا المسؤولين عن وزارة الدفاع والداخلية باسم شرف العسكرية وقسمها وباسم الانسانية والطفولة , كما وندعوا السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المؤقر والذي تغيرت مواقفه وبدء بنشاط قائدا جسورا وجريئا لا يقبل ظلما يقع على عراقي مهما كان دينه وقوميته..كما ندعو السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان ايضا .. ندعوكم جميعا ان تكشفوا الحقيقة عن الذين يقفون وراء جرائم قتل وتهجير الأقليات من المسيحيين واليزيديين والشبك وخاصة في الموصل , ونطالبكم باحالة المتورطين امام القضاء علنا لينالوا جزاءهم كما نالها قبلهم زمر وعصابات النظام الدكتاتوري السابق , ونذكركم بان بعض المسؤولين في الحكومة قد اعترفوا بانهم على دراية تامة ومعرفة اكيدة بالجهات المتورطة بهذه الجرائم ولكنهم في نفس الوقت اعتذروا عن الافصاح عنها والحجة ايضا لدوافع سياسية ...فالى متى يستمر قتل وتهجير الأقليات وترهيب العراقيين بحجة الدوافع السياسية , اذكر حكومتنا المؤقرة فقد .. { اصدرت لجنة حكومية أميركية يوم الثلاثاء إن العراق الآن أحد أكثر المناطق خطورة على وجه الأرض بالنسبة للاقليات الدينية متهمة زعماء العراق بالتسامح تجاه الهجمات على المسيحيين واقليات أخرى }... انتهى النص

ان الأمانة والوفاء للمبادئ وللعقيدة الدينية والقومية والانسانية يجب ان لا يغفل عنها القادة المخلصون المؤمنون , لأن التأريخ لا يرحم .
استاذ جامعي مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا