الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفالات بألوان الدم و الجزن

مصطفى العوزي

2008 / 12 / 29
حقوق الانسان


مرة أخرى تفعلها إسرائيل ، طبعا و بحكم صفتها كإحدى أكبر قوى الشر في العالم تخرق إسرائيل كل الأعراف و المواثيق الدولية و تصنع مجزرة جديدة هذا اليوم في أرض فلسطين ، أزيد من 150 شهيدا انتقلوا هذا اليوم إلى دار البقاء و حوالي 200 جريح يصطفون إتباعا في أسيرة المستشفيات في غزة المحاصرة من طرف قوى الاحتلال الغاشم ، إسرائيل مهدت لهذه المجزرة من خلال زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية الأخيرة إلى مصر و التي اجتمعت فيها بالجد المصري الأكبر أو فرعون الجديد – بطوال فترة الحكم فقط و ليس بالقوى- و أيضا بكبار المسؤولبن المصريين ، طبعا لا ندري فحوى الزيارة لأن ذلك لا يمكن أن يخرج من دهاليز القرار العليا عند الشقيقة مصر ، هل كانت الزيارة لهدف جلب مباركة أهل الدار ؟ ، أم أنها كانت تمهيدا غير مباشر لإنزال هذه المذبحة البشعة بإخواننا في غزة ؟ ، و الله أمر هذا الحدث غريب و معقد جدا ، و في المقابل نجد جامعتنا العربية العرجاء تصدر بيانا استنكاريا ، و الذي حسب تخميني كان معدا و موقعا من طرف أمين عام الجامعة قبل حدوث المذبحة ، لا لشيء سوى لأن مثل هذا البيان سبق و سبق لنا أن رأينه و سمعهن ، و غشاء الطبلة بأذني شاهد عيان على صحة ما أقول ، فقد ما يتغير في البيان هو اليوم و التاريخ بالضبط ، أما الباقي فهو من باب التحصيل الحاصل ، القتلى و الجرحى سيناريو يعد و يكرر للكثير من المرات دونما أي تتعب أي دولة عربية و لا إطارها الموحد الأعرج- جامعة الدول العربية – نفسها عناء القيام بتحركات قوية على المستوى الدبلوماسي ، حتى البيانات و المواقف لا تتم إلا بعدما يصدر بيان و موقف كبير الأكابر في البيت الأبيض ، فهو كالعادة يحدد لكل الدول العربية و المجتمع الدولي عامة خارطة مواقفها إلا من رحم ربك .
هذه المجزرة البشعة تأتي في وقت يخلد فيه العالم الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، فتقرع طبول الانتصار في بلدان محددة و تنكيس الرءوس في بلدان أخرى ، و لعل أهم ما جاء به هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الحق في الحياة ، و هو ما خرقته اليوم إسرائيل على مرأى و ومسمع من كل المنظمة الدولية الحكومية منها و المدنية ، لدى نتساءل عن جدوى الاحتفال بهذا الإعلان الذي لازال في عقول البعض حصير الورق المكتوب فيه .
ثم و العالم هذه الأيام يحتفل برأس السنة الهجرية بالنسبة للمسلمين و بأعياد الميلاد بالنسبة للمسيحيين تأتي إسرائيل المحبة دوما للحزن و النكد و تعكر جو الاحتفال هذا بإراقة دماء الأبرياء في غزة ، فيك سنحتفل هذه السنة مسلمين و مسحيين ؟ هل سيخرج البابا نويل هذه السنة إلى الشارع محتفلا و مبتهجا مع أطفال العالم و قلبه مهموم على أطفال غزة ؟ كيف سيحتفل المسلمون بالسنة الجديدة التي تخلد هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم التي كانت بداية الفتح المبين ، و إخوانهم في غزة يدفنون شهدائهم بعد المذبحة البشعة ؟ عذرا سكان العالم هذه السنة أفضل أن لا نحتفل لأن الأجواء غير مناسبة ، و لأن إسرائيل قدمت لنا هدية السنة بلون أحمر كئيب وحزين ، فلنقول لها بصوت موحد ، لا إسرائيل لن نقبل بك بيننا فاذهب إن مثواك الجحيم ثم الجحيم .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا