الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى قادة حماس مرة ثانية

ناجي نهر

2009 / 1 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


ابتداءآ اذكر قادة حماس بقانون : لا يصح غير الصحيح .
وهي دعوة مخلصة وصادقة تذكر قادة حماس او بعضهم من المتحمسين للوهم والسلفية والجاهلية الأولى لكي يتوقفوا ويرتدوا عن الصراط اللا مستقيم الذين يتقدمون عليه بخطى غير مدروسة وغير واثقة وغير واعدة من اجل أنقاذ بقايا الشعب الفلسطيني المظلوم من الكارثة المحدقة .
انها دعوة وطنية وانسانية بالمقام الأول ارجو فيها من قادة حماس قراءة الضواهر المعاصرة من ( الزاوية الأخرى ) بمبدأية انسانية - علمية واخلاقية - بعيدة عن التزمت والخطب التعبوية المتصوفة الرنانة واليبوليات والأوسمة الفضية والذهبية الفارغة والولائم الباذخة. وارجوهم العودة الى رشدهم والأعتذار لشعبهم وطلب الصفح عن فشلهم وجريمتهم فى قتل الأبرياء ,وترك الشعب يختار القيادة المناسبة حينذاك سيستحقوا عن جدارة صفة القائد الجماهيري والسياسي المحنك الذي اذا اقترب من الوقوع فى الفخ او وقع فيه فسيكون بمقدوره ان ينقذ نفسه وينقذ جماعته لأنه بحسب المنهج العلمي سبق له ان منهج مسيرته النضالية واهدافها وتهيأ لهذا الأحتمال وكل الأحتمالات .
ان في انقاذ القائد المختار والمتألق النابع من وسط الجماهير من الفخ الذي وقع فيه ورفعه من الكبوة والسقوط انما هو رد أعتبار للجماهير التي يمثلها اوالتي يمثل جزءآ منها والعكس صحيح فوصمة العار التي سيخلفها سقوط مثل هذا القائد ستنسحب بالتبعية على من يمثلهم .
2 - ان تحذير دعاة الحرية والتغيير لقادة حماس من الوقوع بالخطأ او السقوط واجب عظيم الأهمية على عاتق دعاة الحرية والتغيير بسبب الخوف على سلامة الشعب المظلوم وليس على قادة حماس وايضآ سيكون وسيلة واداة مطلوب العمل بها من اجل تحقيق رسالة ثقافة الحداثة والتغييرالديمقراطي ولذا ينبغي ان يكون هذا التحذير بمنتهى البسالة والصراحة والوضوح وبلا يتردد .
وبتصوري ينبغي على دعاة الحرية تذكير قادة حماس بالدرس الأول من دروس السياسة وهو معرفة صراع الطبقات عبرالتاريخ وحتى يومنا هذا واسباب هذا الصراع ومن خلال ذلك سيتذكر ( قادة حماس ) التاريخ وأعظم المحن والتجارب الأنسانية المريرة عبر مراحل التاريخ واسبابها ودوافعها وما هي الأحداث التي تعد مفخرة عظيمة ومن منها يعد جرائم مخزية - وبحسب معرفتي المتواضعة فان أهم تلك التجارب التي تتسبب فى الصراع والحروب هو ما يقع بين تاريخين : تاريخ ولادة الظواهر وحضانتها وترعرعها وفتوتها وشبابها وعطائها ثم ,تاريخ ضعفها وشيخوختها وموتها واندثارها وتحولها الى مادة اخرى مختلفة عن الأولى بالشكل والمضمون وبين ما سينتج من متغيرات بعد اندثارها فى التاريخ الاحق لحين ولادة ظاهرة جديدة واستقرارها النسبي من جديد .
ففى كل مرحلة من مراحل التاريخ يسبق ولا دة الظواهر المختلفة [ الثورية منها والسياسية والأقتصادية والأجتماعية والحضارية الوطنية والعالمية ] ,يسبقها انبعاث ومضات ضؤ وايحاءات وشذرات وصور وعلامات للتغيير المرتقب ( سلبية و أيجابية ) وعلى ضؤ تلك الأشارات والدلالات والبصيص المرئي والمقرؤ من شكل الظاهرة ومضمونها ,يتهيئ ذو الخبرة والأختصاص والطلائع الأكثر وعيآ ومسؤولية لوصف تخميناتهم وتوقعاتهم عن حقيقة شكل الظاهرة المرتقبة ومضامينها ,وعندما تلد الظاهرة وتترعرع ستكثر تحليلات ذو الخبرة والأختصاص واستنتاجاتهم حولها بتناسب مطرد مع تدرج نموها وعطائها .
وكما يعلم قادة حماس فان لكل ولادة ظاهرة لا بد من اسباب وضرورات حاسمة لا يمكن لأحد ان يقف ضدها او يعرقلها .
ان ظاهرة عصرنا هي [حق تمتع الناس بحريتهم الكاملة ] وهي ما ينبغي على قادة حماس قراءته ليقتنعوا هم اولآ بحرية الناس الكاملة فى تغيير أيديولوجيتهم وحضارتهم بدون املاءات وترغيبات وترهيبات وغسل عقول البسطاء بالصوفيات التي ولى زمانها واضحت فى هذا العصر خانقة للتنفس ولا تطاق. كان المفروض بالقائد السياسي المتألق اول من يتعلم هذه الدروس ,فالله (س ) لا يعفي بلداء السياسة والمغفلين الذين يتناسون ان السياسة هي [ فن الممكنات ] وان الله (س ) لا يرضى ان يزج بأسمه العظيم فى قضايا الدنيا كونه اعطى العقل للأنسان ليتصرف العاقل بواسطته بما يتناسب مع الزمان والمكان وترك امور الآخرة لوقت الحساب والمقاضاة وليس فى الدنيا .
وكما هو معلوم فقهيآ فلقد اوصى الله (س ) العباد ان لا يزجوا الدين بالسياسة كون السياسة تهتم بقضايا الدنيا فقط والذين يزجون الدين بالسياسة انما يفعلون ذلك تحقيقآ لمصالحهم الدنيوية ,بمعنى انهم انتهازيون ، ينتهزون تخلف بعض الناس المحبين للدين ويغرونهم بالتقرب من الله (س ) وهذا هو بالضبط ما يفعله قادة حماس فى غزة وما يفعله بعض قادة العراق من اجل الفوز بالأنتخابات وخلافآ لأرادة الله الذي لم يكلفهم بذلك .
3 - على دعاة الحرية والتغيير تذكير قادة حماس بأن الأنسان المعاصر اصبح هو الخازن الوحيد لأرث الأنسانية العالمية العلمي والآيديولوجي و اصبح هو العامل الأمهر فى بناء الحياة بالأستفادة من ما نتج عن تلك الخزين من الأرث والتجارب العظيمة والمريرة ,ولا يحق لأي كان حرمانه من هذه الثروة العلمية والتقنية التي صنعها بعرق جبينه .
4 - على دعاة الحرية والتغيير ان يذكروا قادة حماس بأن الأنسان المعاصر اصبح وحده قائد آليات تطور الحياة عبر هذا التاريخ بلا منازع لذا فسيكون هو وحده من يمتلك حق التصرف والأستفادة من ايجابيات الظاهرة المعاصرة أومعالجة تداعياتها على ضؤ الخزين الثر الذي بين يديه وآلياته المتنوعة ,وليس بأنتظار ما سوف يصل قادة حماس من اسلحة خارقة لا يعلم قادة حماس ما هي ومتى ستصل .
5 - على دعاة الحرية والتغيير تذكير قادة حماس بأن الكوارث المهلكة التي أصابت الأنسانية كانت بسبب تحليل الواقع بآليات متخلفة واوهام لا تمت للحقائق الملموسة ولا للقيادة السياسية المسؤلة بصلة ,ومن يشاهد مأسآة غزة عبر الفضائيات العربية لايجد فيها من يتعاطف مع قادة حماس فى القول والفعل غير من هم على شاكلتهم فكرآ وممارسة وهؤلاء لا يشكلون نسبة يرتجى منها للعون والقوة .
فى توجهات ثقافة عصرنا الكثير من العلم الأجتماعي والعسكري الذي يستحق من قادة حماس قراءته بمسؤلية ارتباطآ بالواقع الملموس والتفتيش عن ما هو قابل للتطبيق بدون دماء فذلك نفع لهم وأفضل لما يمثلوه من جماهير .
6 - على دعاة الحرية والتغيير تذكير قادة حماس بأن صفات القائد السياسي المتألق بغض النظر عن جنسه ولونه وعقيدته هو ذلك القائد الذي يعود الف الف مرة لقراءة تداعيات المواقف السابقة الخاطئة للقادة واضرارها على الشعوب ,والتي كان من نتائجها انتحار بعضهم بسلاحه الخاص او التفاف حبل المشنقة لفصم رقبته غير مأسوف عليه .
وعلى دعاة الحرية والتغيير تذكير قادة حماس بأنهم وامثالهم من السلفيين كانوا السبب فى جميع الصراعات والحروب على النطاقين المحلي والعالمي وكانوا اول المداهنين والمتعاونين مع الأستعمار ضد ثوار العالم ومناضليه الأشداء ,وكانوا هم اول من تبرعوا لقتل بناة الحياة والتجديد والتقدم والديمقراطية وهم اقرب الى المتشددين الرأسماليين واللوب الصهيوني من غيرهم لأنهم من طينة واحدة ,تلك الطينة التي لا يهمها غير مصالحها والتسيد على الناس .
7 - على قادة حماس التعمق فى قراءة عصرنا والأقرار بأن ما فيه من متغيرات لا تشبه ما كان فى عصور اجدادنا ,وان المصالح الدولية اليوم هي أكبر وأعقد من سذاجة قادة حماس الذين يتباكون ويتوسلون شعبهم فى البقاء على سيادته بأعتبارهم اولياء الله ( س ) .
وبدلآمن ان يندهش قادة حماس من تحمل الناس هذه المأسآة ,عليهم مصارحة الشعب كيف لا يثور ضدهم بعد هذا الفناء الشامل الذي كانوا هم وحدهم سببه والذي اهدرت فيه مكانة كل الشعوب الأنسانية وزلزل موقعها فى الوجود.
8 - على قادة حماس ان كانوا حقآ وصدقآ من المؤمنين بالكتب السماوية وان الموت محدد على الأنسان بوقته وزمانه ,فلماذا هم منهزمين من ساحة المعركة ؟ .
ويبدوا ان قادة حماس لا يختلفون عن صدام حسين وكل طغاة العالم بشئ فأولئك قد كانوا مثلهم يرددون على شعوبهم بعد ان أغرقوها بدماء الأبرياء اسطوانة ما يردده قادة حماس اليوم ,والسؤآل هو آين ذهبت ولمن ذهبت ولماذا ذهبت تلك الملايين من الدماء البريئة ومن الذي سيحاسب قادة حماس على هذا الأستهتار بعظمة الأنسان وحقوقه ومنظمة التحرير الفلسطينة بهذا الضعف والتشرذم ؟.
9 - على دعاة الحرية والتغيير ان يذكروا قادة حماس اذا ما ارادوا بصدق غسل عار هزيمتهم وتخلفهم الترجل من حصان العظمة وصولجان السلطة والولائم الباذخة والعودة الى التمسك بعقيدة الوحدة الوطنية وارادة الشعوب فى الحرية والديمقراطية وعدم التخندق والجمود على الأفكار السلفية الأرهابية والأجرامية والقبول بدولة فلسطنية معترف بها مهما كانت مساحتها وشروطها والأستفادة من تجربة اسرائيل فى تكوين وبناء دولتها وامتحان الأنظمة العربية والأسلامية ثانية بالتعاون معها مثلما تعاون اصدقاء اسرائيل بتكوينها وتسليحها وتقويتها الى هذا الحد المرعب ,ولتكن دولة فلسطين الجديدة دولة مؤسساتية تنشد السلام والحرية والديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس والأمية السياسية
أبو أيمن ( 2009 / 1 / 14 - 04:08 )
لا أظن أن حماس لندائك المخلص .. ولن تعتذر للشعب الفلسطيني الذي كلفته سياسة حماس غاليا - الدمار والإبادة - إن الإعتذار والنقد الذاتي من شيم رجل السياسة الوعي والمحنك .. فكيف لها أن تقوم بذلك وهي تتدعي أنهم أولياء الله ، وهذا له دلالته السياسية التي هي التفويض الإلاهي في الحكم المطلق ...؟
ذات يوم ، وقت أن أعلنت حماس إنقلابها في غزة ، كنت في نقاش مع أفرد عائلتي ، ومنهم متعاطفون مع الحركات الأصولية رغم عدم إنتمائهم اليها ، كان منهم من يدافع عن حماس ويبرر مواقفها متهما سواهم بخيانة الشعب الفلسطيني . ساعتها ، وفي الرد عن مواقفهم ، قلت := إن السياسة التي تمارسها حماس المستفيد الأول منها إسرائيل ، والذي سيؤدي ثمنها غاليا هو الشعب الفلسطيني =. ولم تمض أيام حتى أعلن حصار غزة ومن بعدها جاءت الحرب والدمار .. إن حماس تبني كراسي حكمها بحثث الشعب الفلسطين وتتملى بإراقة دمائهم ..فمتى تعي الحقيقة ؟


2 - حماس لا تقبل النصح
عبد العالي الحراكa ( 2009 / 1 / 14 - 08:46 )
حركة اسلامية مغرورة تملأعقول قادتها الهلوسة فكيف تقبل النصح من متحرر علماني وهي تعتبره ملحد كافر... نعيش في عصر يسوده الظلام من كل جانب والشعوب تقتل بعقلية قادتها وهي مخدرة في عقولها نحتاج الى وقت طويل من العمل الجاد لتوعية هؤلاء الناس


3 - حكومات في ظل الاحتلال
طيف ( 2009 / 1 / 14 - 09:19 )
يعني مالفرق بين حماس وبين حكومة الائتلاف الشيعية في العراق ؟؟
الاثنان وصلوا للسلطة عن طريق انتخابات يقال عنها نزيهة ..
وماينطبق على حماس في هذه المقالة ينسحب كليا على الحكومة
الطائفية في العراق .. فياترى هل يمتلك ااكاتب المصداقية لنقد حكومة بلده تحت ظل الاحتلال كما هو متحمس الان ضد حكومة حماس ؟
الا لعنة الله على الطائفية لاتفرق بين شيوعي وبين اسلامي


4 - اعلق على التعليق رقم/ 3
ناجي نهر ( 2009 / 1 / 14 - 19:06 )

ان طيف لم يقرأ مقالي جيدآ فأنا برغم ان الموضوع يخص قادة حماس فقد انتقدت الحكومة الطائفية وتدخلها فى الانتخابات فى العراق ولي مقالات كثيرة فى نقد الطائفية والعروبية والبعثية فلا الميكافيلية فلا تنتقد قبل ان تتأكد .

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر