الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب السياسي المغربي وسؤال التأطير.

خالد ديمال

2009 / 1 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


سؤال الحزب السياسي المغربي ينطرح مضاعفا في شقه المرتبط أساسا بالعملية التأطيرية بمجملها .إنها تستحضر الراهن الحزبي في الممارسة المرتبطة بالعملية السياسية في مجملها.فالحمولة السميائية للحزب تجد لها مرتكزات الوجود من خلال العمل التأطيري في احتكاك مباشر أو غيره، للظفر بمريدين جدد،لكن على أساس قابلية الوجود في مشهد متعدد المسلكيات السياسية.فالوجهة تبقى في نهاية المطاف هي الوصول إلى امتلاك القرار السياسي ،وما يستتبعه من امتيازات موازية تخولها مقاعد الإستوزار،أي الحصول على السلطة في نهاية المطاف.لكن المسألة لا تنحصر بهذا الإمتلاك وغيره،فالإستقطاب والإدماج من خلال التأطير ،أو ما يمكن أن نسميه التنشأة السياسية الحزبية متوافرة في الحقل السياسي الحزبي بالمغرب .عديدة هي الأسئلة التي تنطرح بإلحاح في سياق تحليل المشهد السياسي المغربي،وبالذات أدوات التأثير والسيطرة،كمطايا سياسية تسهل فعل الوصول إلى مدارك تحصيل السلطة .
في المغرب ،هل تقوم الأحزاب فعلا بهذا الدور التأطيري كترميز للإستقطاب؟ ،ومن هي الفئة المستهدفة بهذا التأطير إن وجد؟
كل نسق سياسي يقوم بفاعلين،بمرجعيات فكرية،تتصارع بهدف معلن،في البناء السلمي لهذا الصراع ،وهي تروم الهيمنة،وفي العملية الديمقراطية،تحصيل مزيد من الأصوات ،وبموازاته الظفر بقاعد وفيرة تمكنها من الأغلبية،والتي تقود إلى تملك قنوات تصريف القرار السياسي المؤسسية.لكن هل الحزب السياسي المغربي تتوفر له أدوات المنعة للقيام بهذا الدور،بفاعلين أو من دونهم؟.
على مدى صيرورة الحزب المغربي ،بصنوفه المختلفة،وتفريعاته التي تعصى على العد،ومهما كانت استيقاءاته الفكرية،ومرجعياته،أو مسانده الإيديولوجية،فالنعت واحد لا يخرج عن نعي الحزب،بشهادات مقروءة في الواقع تستخلص بأن السائد يشكل تمفصلا خطيرا في دور الحزب السياسي في ردة نكوصية غير مسبوقة،بدليل العزوف عن كل ممارسة تشتم فيها رائحة السياسة،والأغلبية تصف هذه الرائحة بالعطنة.هل المسألة مرتبطة بالثقة المفقودة؟ومن أين جاء فقد الثقة هذا؟العبرة في كل ممارسة سياسية بالنتائج،الموسومة بتوصيفاتها المزدوجة،السلبية،أوتلك الإيجابية،ومدى تفاعل المواطن المرتبط(المهتم) بالسياسة،مادامت تشكل مرتكزا مؤسسيا في الإجابات اللصيقة بالهم اليومي،والظروف المعيشية،ومادامت برامج الأحزاب على اختلاف علاتها ،وقراءاتها للواقع،تحمل بين طياتها هذا الإفتراض على الأقل(الإجابات).ولنسمها في سياق كل عملية انتخابية،مدى جدية تلك الوعود من عدمها كما هي مسطرة في أغلفة النشرات الحزبية والتي يتم توزيعها في ظرف زمني محدود( الحملة الإنتخابية)و هو ما يشكل في مجموعه عمر تلك الأحزاب ،خاصة وأنه بعد انتهاء الظرف(الإنتخابي )،تبدأ فصول جديدة عنوانها البارز ،اختبار مدى نجاعة تلك البرامج،ومدى قابلية تلك العود على مستوى التحقق.
وفي الحقل السياسي الحزبي المغربي،لا تشكل عمليات الإنفصال- بين المواطن والحزب- سوى صورة معكوسة لهذه الإحداثية المركبة من نقيضين،القرب من الحزب،أو العكس، الإبتعاد عنه،خاصة و أن التقاطع المصلحي حاضر بكثافة،وفي غيابه يذوب التقاطع والإقتراب،وهنا يبقى الوعي الفردي(في درجات التفاعل)هو القائم في كل ممارسة سياسية في ابتعاد تام عن الحزب ،وعن كل ممارسة سياسية يغيب فيها التأطير،وأيضا عندما تتحلل أدوات الإستقطاب ،الأمر هنا متروك للعفوية وما يستتبع هذه العفوية دون وجود لاجم يوقفها ،بالذات عندما يكون هناك فراغ سياسي واضح،أوفقد ثقة،أو نكوص وابتعاد عن السياسة، كما شهدت بذلك انتخابات شتنبر 2008حيث لم تزد نسبة المشاركة عن 17بالمائة من مجموع المشاركين في عملية التصويت،الأمر الذي بات يأرق بال السياسيين،وهنا يطرح التساؤل،هل أمر المشاركة من عدمه مرتبط إلى حد ما بتحول دور الحزب السياسي،خاصة وأن أغلب المهتمين أكدوا على هذا التحول –التاريخي-،أي تحول الأحزاب السياسية إلى مجود دكاكين سياسية مرتبطة بالظرف الإنتخابي لتحصيل مراكز النفوذ لفئات معينة (لوبي المصالح)على حساب مجموعات الضغط(لتحقيق انتظارات فئات اجتماعية واسعة)،والتي غالبا ما يكون المواطن أولى ضحاياها..إن المسألة تتجاوز مستوى التأطير لتركن في متعلقات أخرى،نسميها جزافا،أنانية المنتخبين،وفساد المشهد الحزبي برمته،لأنه لا يقف على حزمة الإسقاطات الإيديولوجية( التي تزيف الوعي)،بل مسنودة بغياب المحاسبة،على الأقل داخل الهياكل الحزبية،وبموازاتها القوانين الزاجرة لإنحراف السلوك الإنتخابي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح