الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل هناك تناقض في فهم الدين لكل جماعة إسلامية؟ !
خالد ديمال
2009 / 2 / 5العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حسب بعض المتتبعين، لا يجب أن نخلط في الفكر الجهادي لدى الجماعات الإسلامية، فهناك المحلي، وهناك الدولي، أو ما يسمونه النظرة إلى العالم الخارجي، فالقاعدة موجودة في بقعة جغرافية تحد من نظرها، وهي بقعة ليست متواصلة مع العالم الخارجي، (تعكس الفكر المنغلق للقاعدة)، بل منهم من يعتبر أن المسلمين المقيمين في الغرب كفارا، ولذلك لكي يحافظوا على إسلامهم يجب أن يتركوا الغرب ويهاجروا إلى الدول الإسلامية، يقولون هذا وهم يعلمون باستحالة تطبيقه، مما يعني حسب رأي هؤلاء المتتبعين، أن القاعدة تأتي ببعض الأفكار التي ليس عليها اتفاق، وهذا بخلاف أمريكا التي تضع الكل في سلة واحدة، وتسميه "إرهابا".
إن ما تعلن عنه القاعدة من أفكار يعكس عزلتها، وعدم قدرتها على متابعة المستجدات، ومعرفتها بالتغيير الحاصل في العالم، وتجسد ذلك شرائط بن لادن والظواهري، فهي تفيد الإنغلاق على الذات، ولاشيء غير ذلك، وعدم القدرة على تتبع المستجدات. وافتقاد القاعدة لمؤسسة المفتي، وحتى وإن ادعت ذلك، فهي تفتقد لمستشاري المفتي، ومنهم من يقول باستحالة العيش في بلاد الكفار، مع العلم أن الأصل، يقول بعض فقهاء الدين، أن العيش بين بلاد الكفار يقتضي عدم تكفير سوادهم، ومنهم من يقول أن سبب المشكلة أن الأولاد غيروا ديانتهم وهي ناتجة عن سوء التربية التي تلقاها هؤلاء، ومنهم من يرى أن الظروف الآن قد تغيرت، لكنهم يصدمون عندما يجدون دولة الإسلام تقوم بمحاربة الشباب المسلم، فمئات الشباب تم ترحيلهم بالثياب الشفافة فقط لأنهم مسلمين، خاصة من يشتبه فيهم أنهم إرهابيون، حيث تم القبض عليهم، وترحيلهم، وهم لم يكونوا سوى مجرد موظفين عاديين، أي أنهم كانوا مطلوبين بدون شبهة. وكثير من المحللين اعتبروا هذا التصرف مدعاة لنشوء فكر إرهابي/انتقامي تغذيه مشاعر الحقد والضغينة كرد فعل على ما تقوم به حكومات هذه الدول التي تقول أنها "إسلامية". لكن مسؤولون أمريكيون استخباراتيون، ممن أذعنت لهم تلك الحكومات الإسلامية، يقولون أن القاعدة تنشط من خلال هؤلاء الموظفين "العاديين"، ممن يعملون في باكستان، وغيرها من الدول الإسلامية، مما يفيد، حسب الأمريكيين، -صمود القاعدة-.
والذي حصل ، هو تجميع التنظيم لقواه، وخلاياه، وهي نقطة تحول نوعية، فقد استغل التنظيم المستنقع العراقي لاستجماع قواه ، حيث تحول العراق إلى نقطة جامعة، اعتبارا لقرار مركزي بنقل الحرب إلى العراق، معتبرين أن معركة العراق ، كانت هي الأساسية، فهناك إجماع لدى القاعدة بوجوب توجيه ضربة لأمريكا بعد ضرب هذه الأخيرة لأطر التنظيم. معتبرين أنه كلما زادوا في إغراق الأمريكيين، سيتحقق النصر. هكذا تنظر المدرسة الأفغانية، تكوين خلايا تنتقل من مكان إلى مكان، خلايا صغيرة منها من عادت من العراق، وبدأت في تنفيذ عمليات صغيرة في بلدانها الأصلية. لكن كيف تطور هذا التنظيم؟ !
هناك من يرى أن الأمر لا يتعدى واجهات إعلامية، وشخصيات مجهولة، تساهم في خلق الفوضى في العالم العربي/والإسلامي، لكنها غير قادرة على ذلك، فهي لا تنظيم هرمي لديها، وتسير بتوجيهات غامضة، ولا مرجع إيديولوجي تستند عليه، وبالإمكان اختراقها، وتحويلها إلى صناعة، دليل ذلك أن هذه المجموعات فجرت نفسها من دون وجود أهداف محددة كما حدث في المغرب/والجزائر، وكذلك في فلسطين حيث طالت التفجيرات صالونات الإنترنيت، فقط لخلخلة الوضع، وهم لا يملكون خيوط اللعبة. ذلك أنه لا هرمية ولا رابط يجمع بينهما، فلو كانت الظاهرة ذات بعد تنظيمي لاستطاعت الأجهزة الأمنية رصدها، وهناك أمر آخر، فأنظمة عربية تستفيد من الظاهرة، فما تطالب به الشعوب بالتحرر من الاستبداد ينعكس سلبا، فهذه الأفعال تعطي تلك الأنظمة المزيد من التحكم، وتسوغ مزيدا من التدخل في العالم العربي، وهذا ما يريده الأمريكيون، وأكثر من ذلك، يعكس فشل القوى السياسية، والنظام العربي، في محاصرة الظاهرة، ولو أنها لم تطلها بكاملها، وبقيت تنظيمات أخرى مماثلة، قائمة الوجود تعمل لفائدة القاعدة، حيث تحولت أفغانستان إلى شريان القاعدة ، هناك أضحت كل التنظيمات الجهادية تستجمع قواها.
ولأن القاعدة لا تتوفر على مشروع محدد المعالم، فإنها بتصرفاتها المتهورة تكسر مشاريع حية، وقائمة الذات، فمثلا تصرفها بالجزائر أفشل مشروع المصالحة الذي طرحته الحكومة في إطار ما تسميه بالوئام المدني، أما تصرفها بالمغرب، فقد كان الهدف من ورائه تهديد استقرار المغرب ومشروع الحداثي الفتي.
إن تنظيم القاعدة لديه تفكير يختلف عن بقية الفكر الموجود لدى باقي أطياف الحركات السياسية الإسلامية الأخرى، وهو ما يضع فكر القاعدة في موقف حرج (تكفير الأنظمة، والحكام، وكذلك الدول)، وكانت جماعات جهادية على توافق مع القاعدة، والآن انقلبوا عليها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك