الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الوحدة الوطنية والسعي نحو ترسيخ أسس ووحدة الدولة الديمقراطية العراقية الجديدة

جاسم الصغير

2009 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ان الاصلاح السياسي هو من الاهمية بمكان لاي تجربة سياسية سواء كانت ضاربة الجذور في الواقع السياسي ام لتجربة وليدة تبغي تأسيس تقاليد سياسية راسخة من حيث وجود وتفعيل دور المؤسسات السياسية وتمنع عودة الاستبداد من جديد ومن ذلك تجربتنا العراقية الجديدة من انتهاج النهج الديمقراطي وتفعيل المأسسة السياسية في حياتنا وواقعنا السياسي في هذا الوقت امر طبيعي جداً ويعد اعتراف ان هناك ممارسة انبثقت وينبغي تطويرها وهو ماينطبق على اي تجربة ديمقراطية راسخة في العالم فكيف بتجربتنا الوليدة ولذلك ان مسألة بروز الاصلاح السياسي في تجربتنا العراقية هي مسالة طبيعية جداً وقد نادى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بمبدأ اعادة تعديل الدستور بما يضمن هيبة الدولة وهي الدولة الديمقراطية العادلة وليست دولة استبداد كما كانت في العهود الماضية الاستبدادية ومن حيث ان ذلك يعد مؤشراً على وجود حراك سياسي في عراقنا وهو الامر الذي غاب طويلاً عن حياتنا السياسية في العقود الثلاثة الماضية بسبب هيمنة الحزب الوحيد وليس الواحد ونهجه الديكتاتوري والشوفيني الاستأثاري والذي الغى تماماً اي نوع من الممارسة السياسية مما تسبب باشكالات كثيرة أثرت سلباً على العقل السياسي العراقي والحياة السياسية اما الان وقد تحرر العقل السياسي العراقي من اثار الديكتاتورية المقيتة واخذ مجاله ودوره في ترتيب وعقلنة الحياة السياسية وبنوع من العقلانية وبعيداً عن اي شعاراتية وابتعد عن اي نوع من الديماغوجية السياسية او الوصاية او الفوقية فقد حقق العقل السياسي العراقي في فترة وجيزة انجازات سياسية جيدة من حيث بناء المؤسسات السياسية الديمقراطية وقياساً الى ضآلة وضحالة العقل السياسي في البلدان العربية التي تتسم بسيادة الفكر والنظام السياسي الابوي الذي يستأثر بكل شئ في الحياة من السياسة وهيمنة الحزب الحاكم على مقاعد البرلمان وترك الفتات الى الاحزاب المعارضة الشكلية وامتدت سطوته حتى الى الاعلانات وافلام الكارتون وسط صمت او مباركة من قبل الاحزاب والتيارات السياسية هناك وهو الامر الذي لم يعد موجود في تجربتنا العراقية المتصاعدة الوتائر في الانجازات وهو سر تميزها لذلك ان بروز ضرورة التعديل للتجربة السياسية العراقية بتقديري امراً طبيعياً لكوننا ورثنا تركة ثقيلة من النظام الديكتاتوري وثقافته الشوفينية ولان الارهاب لم يترك لنا فرصة كي نمارس حياتنا السياسية بسلام ورغم ذلك مارسنا الديمقراطية وقاتلنا الارهاب في آن واحد وهو ميزة للتجربة العراقية فمسألة حدوث او بروز اخطاء هنا وهناك امر وارد لذات عراقية تعمل على بناء دورها بل ان اكثر تجارب العالم المتقدم تعمل بصيغة التجربة والخطأ ومن هنا اننا في تجربتنا العراقية الديمقراطية المعاصرة حسبنا اننا وضعنا ذواتنا على المسار الصحيح والمطلوب متابعة ذلك بثقة واعتزاز بالتجربة والذات والدور لعقلنا السياسي العراقي الذي حقق في فترة وجيزة انجازات واستحقاقات رائعة بعدما كان بعض ورثة تركة النظام البائد يروجون ان العراق ونخبه السياسية الحالية عاجزة عن بناء نظام سياسي عصري يجمع كل العراقيين ويتمتع بالشرعية ولكن ماروجت له الآلة الدعائية لبقايا النظام البائد وورثة افكاره العنصرية وسماسرة اجهزة المخابرات لبعض دول الجوار كذبته انجازات حكومة الوحدة الوطنية وشعب العراق الابي ونجحت الحكومة الوطنية بشكا لافت للنظر في جمع الشعب العراقي بمختلف اطيافه ومكوناته وحققت اندماجاً اجتماعياً رائعاً توج بمشاركة الجميع في ترسيخ التحولات الديمقراطية عندما وثقوا بتوجهات الحكومة الوطنية وتلاحموا وتفاعلوا مع جهود الحكومة الوطنية في خلق عراق حر وديمقراطي وموحد ينعم ابنائه بالحرية والعدالة التي افتقدوها في ظل الانظمة الديكتاتورية البائدة ان الشعب العراقي ومنذ عقود طويلة يشعر لاول مرة ان حقوقه تحظى باهتمام الحكومة وان الحكومة اليوم منبثقة من بين ابناء الشعب وهي تتمتع بالشرعية التامة لانها انبثقت من رحم آلام الشعب ومن خلال ممارسات ديمقراطية حرة وعادلة ومن خلال صوت المواطن العراقي الذي تحدى كل شرور الارهاب المقيت وفي تجربة شجاعة قل نظيرها في المنطقة العربية التي تشكو بؤساً وفقراً شديداً في مثل هذه الممارسات الديمقراطية وماتعليق السيد ممثل امين عام الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات العراقية لمجالس المحافظات عندما قال وهو في احد مراكز التصويت انه رفع تقريراً للجامعة العربية يشيد فيها بتجربة الممارسة الديمقراطية العراقية واوصى بان تصبح نموذجاً في المنطقة العربية وان يتم اعتمادها كمعيار في اي ممارسة ديمقراطية قادمة في المنطقة العربية وهذا ابرز دليل على عظمة انجازات حكومة الوحدة الوطنية التي تسعى اليوم الى ترسيخ وحدة وهيبة الدولة العراقية وان الزمن القادم سيشهد بالتاكيد نتائج هذه الرؤية العظيمة والتي سيستظل بها كل العراقيين لانها لكل العراقيين وحسبنا اننا سرنا بمسيرة التحولات والممارسات الديمقراطية لخلق عراق آمن ومستقر وعادل ولن نتخلى عن هذه المسيرة بالتاكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24