الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاشتراكية العلمية : الطبيعة الإنسانية وكيف تتغير

عدنان عاكف

2009 / 3 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الاشتراكية العلمية

الطبيعة الإنسانية وكيف تتغير


باول لي بلانك
ترجمة : عدنان عاكف

هل حقا وصلنا الى نهاية التاريخ ؟ نعم! هذه هي محطتنا الأخيرة، يجيب فوكوياما وغيره ممن أقنعتهم التجربة الفاشلة للاتحاد السوفيتي ان الاشتراكية لم تكن سوى حلم طوباوي. وكنت أتمنى ان أعرف ما اذا كان السيد فوكوياما ما زال عند مقولته بعد الأزمة المالية العالمية، التي دفعت بالكثير من الزعماء والمفكرين الذين صدقوه، الى البحث فوق رفوف المكتبات القديمة في أوربا عن كتاب " رأس المال" علهم يعثرون عن حل سحري لهذه الأزمة المستفحلة . حتى أوباما وأتباعه يقولوها صراحة ان النظام الرأسمالي المعاصر ليس هو النظام الأمثل والأفضل. ولكن ما باليد حيلة، إذ لا يمكن أن يكون افضل من ما هو موجود. ومن بين أهم ما يقدموه لدعم وجهة النظر هذه هي ان الإنسان بطبيعته أناني، وان هذه الطبيعة لا يمكن أن تتغير. فالعرف السائد لدى الكثير من الشعوب والأقوام يقول: " لا تستطيع ان تغير طبيعة الإنسان "؛ الطبع يغلب التطبع ؛ النفس البشرية أمارة بالسوء، وأسوء ما فيها هي الأنانية وحب الذات، والسعي من أجل ال " أنا ". وهذا كله في تناقض تام مع فكرة الاشتراكية. كيف يمكن في ضل سيادة النزعة الأنانية ان يعيش الناس مع بعضهم في ألفة وانسجام تام يتشاركون في السراء والضراء وفي إدارة الاقتصاد وتوزيع الخيرات، وأن يكتفي كل فرد بما يحتاجه، وان يقدم كل ما بوسعه ؟ هل يمكن بلوغ هذه الأهداف اذا كانت الأنانية والشر متأصل فينا ؟ وبكلمة أخرى انهم يؤكدون على العامل البيولوجي بكونه العامل الحاسم في تطور الطبيعة البشرية، وان الكثير من سمات البشر مثبتة وراثيا، ولا يمكن تجاوزها والتغلب عليها.
هذه المقالة تتناول الموضوع من وجهة نظر مغايرة تماما، من وجهة نظر ماركسية،وتحاول ان تدحض إدعاءات هؤلاء. غير ان ما يميزها بالتحديد، هي محاولة الكاتب ان يستعين بما توصل اليه علم الوراثة والأنثروبولوجيا، حول الطبيعة البشرية.

المترجم

يتساءل البعض عما اذا كانت الطبيعة الإنسانية الناقصة يمكن أن تتعايش مع " اليوتوبيا الكاملة " للاشتراكية المزعومة. كثيرا ما يقال :" انتم لا تستطيعون تغيير طبيعة البشر ". أكانت هذه المقولة حقيقة أو باطل يتوقف على ماذا يفهم من الكلمات " انتم " ، " تغيير " ، " الطبيعة الانسانية ".
اذا كانت كلمة " أنتم " تعني النخبة التي تعتقد بانها أفضل منا، نحن من تبقى من البشر، وتريد إجبارنا على القبول بوسائلها، التي تعتبرها الأسمى، ففي هذه الحالة تكون المقولة حقيقة. الطبيعة الانسانية ستقاوم مثل هذه التحديات، وفي أحسن الأحوال سوف تتظاهر بأنها تغيرت، فيما لو ان النخبة قد سيطرت عليها، وذلك كستراتيجية من أجل البقاء.ولكنها في الواقع لا تتغير.
اذا كانت كلمة " تتغير " تعني، بطريقة ما، إزالة جميع العيوب الصغيرة التي تعتبر جزءا من واقع الإنسان من أجل أن يصبح كاملا " بشكل تام " – مرة أخرى لدينا ما يبرر اعتبار مثل هذا الأمر مستحيلا.
السؤال الأكثر تعقيدا هو ما يتعلق بتعريف " الطبيعة الانسانية " سيكون من السذاجة ان ننظر اليها ببساطة بكونها إما أن تكون " خيرة " أو " شريرة "، في الوقت الذي يمكن ان نرى ان قدرات الكثير من الناس تشتمل على الخير والشر في آن واحد.
أعني بكلمة " شر " أمور من قبيل : تهديد الوالدين أو الإساءة إليهما أو قتل أطفالهما؛ استغلال الآخرين أو تعريضهم الى الأذى أو قتلهم من أجل تحقيق مكاسب أنانية؛ العنصرية، القسوة، الوحشية أو العنف الذي يمثله أدولف هتلر والكثيرون من شاكلته؛ الاستخدام الفعلي أو التهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل ( مثل القنابل النووية ) والتي تتسبب بقتل الآلاف والملايين من الناس الأبرياء، وغير ذلك.
أعني بكلمة " خير " أمور مثل : المساعي التي يبذلها الوالدان من أجل تنشأة، ورعاية وحب أطفالهما ، وحماية أطفال الآخرين؛ مقاومة الناس للأذى، ومساعدة الآخرين على مقاومة الأذى والاستغلال، أو القتل الذي يمكن أن يتعرضوا له من قبل أشخاص أقوياء أنانيين، أو من قبل المؤسسات، الذين وقفوا بكل شجاعة صامدين بوجه العنصرية،ووحشية وعنف هتلر والآخرين من أمثاله، أولئك الذين ناضلوا ضد لا إنسانية الأسلحة النووية؛ وغير ذلك.
الطبيعة الانسانية بين الإشتراكيين وأعداء الاشتراكيين :

الطبيعة الانسانية مرنة جدا، ومرنة الى درجة تؤهلها ان تكون قادرة على التطور بهذه الطريقة أو تلك. عالم الطبيعة، البيولوجي ستيفين غويلد يؤكد على ان " المرونة هي " دمغة " التطور البشري "، مشيرا الى اننا جميعا " أطفال دائمين ". ويشرح ذلك : " اللعب، حب الاستكشاف، والمرونة في التصرف عند الثدييات الأخرى تميز مرحلة الطفولة، ومن النادر ان تستمر الى مرحلة البلوغ ". ولكنه يعتقد ان عملية الانتقاء الطبيعي قد جعلت مثل هذه الصفات – وعلى الخصوص المرونة العقلية – " عملية أساسية في تطورنا ".
يعتقد بعض الاشتراكيين ( وأظن ان هذا البعض مخطئ في ذلك ) ان المرونة التي يتمتع بها الانسان عظيمة الى درجة بحيث لم يعد، في الواقع، وجود لشيء اسمه الطبيعة الانسانية . هذا يعني بكل بساطة نحن مجرد انعكاس لبيئتنا الاجتماعية وبدون أية سمات موروثة؛ لا وجود للب أو الجوهر أو الصفات الخاصة ( أو ما أسماه ماركس الشاب species-being ) الذي يجعل منا بشرا. انهم يعتقدون ان طرحا كهذا يساعد على جعل قضية الاشتراكية أمرا ممكنا: اذا كنا قادرين على جعل الظروف التي تحيط بنا كاملة، فاننا نستطيع ان نجعل طبيعة الانسان كاملة. شخصيا لا أظن ان مثل هذا الطرح يجعل المعنى منطقيا أو علميا. نحن لسنا مجرد تجميع للظروف الاجتماعية، بل نحن أكثر من ذلك. هناك أيضا شيء ما من قبيل الطبيعة الانسانية.
في دراسة قيمة نشرها نورمان غيراس في " الاشتراكية العلمية " بشأن المنظور الذي طوره ماركس، بين ان " الإحالات الواضحة الى الطبيعة الانسانية " التي كانت في أربعينات القرن التاسع عشر كانت " متممة لنظرية ماركس الجديدة في التاريخ ". ويرى غيراس ان ماركس كان يرى : تبقى مجموع العلاقات الاجتماعية هي الحاسمة في تشكيل الإنسان، ولكن " الطبيعة الإنسانية تبقى جوهرية أيضا ". وبالأخص كما صاغها ماركس : " ان الرغبات الإنسانية تكمن في أساس جميع العلاقات الاجتماعية، وهي تغير فقط من أشكالها واتجاهاتها في ظل العلاقات الاجتماعية المختلفة ". لقد كان يرى ( ماركس ) ان تطور " القوة الانتاجية للإنسان " التي تولدها الثورة الصناعية، تهيئ الإمكانية لتطوير عملية إغناء الطبيعة الانسانية – فيما لو وضع الاقتصاد تحت الإدارة الديمقراطية لأغلبية الطبقة العاملة.
البعض ممن يعارض الاشتراكية يدعي ان الأنانية والنزعة الشريرة من الصفات الجوهرية للطبيعة الانسانية، وهي متأصلة الى درجة يصعب معها خلق مجتمع أفضل، مثل المجتمع الاشتراكي، الذي يفترض ان يعيش فيه الناس بانسجام تام مع بعضهم البعض ويتشاركون في إدارة الاقتصاد لما هو في صالح الجميع. ما من شك ان هناك الكثير من الأنانية والشر في مجتمعنا. ولكن هل ان جميع الناس في هذا العالم في نفس الدرجة، وفق ما تقرره الطبيعة الانسانية الثابتة ؟ نحن نعلم ان الأمر ليس كذلك. نرى ان الناس الذين ينتمون الى بعض الحضارات الأخرى يتصرفون أحيانا بطريقة مغايرة للعرف السائد في مجتمعنا.
في الحقيقة هناك اختلافات دراماتيكية في الطريقة التي تعبر فيها الطبيعة الإنسانية عن نفسها حتى في مجتمعنا. وكما يشير عالم الأنترابولوجيا مارفين هارس :" يوجد مجال واسع يمكن لشخصية الفرد ان تتجلى فيه في كل مجتمع. كلما كان المجتمع أكثر كثافة سكانية وأكثر تعقيدا وتمايزا، كلما كان الاختلاف أكبر ".
نقطة أخرى : هناك فرق بين الأنانية والمصلحة الذاتية. الحوافز الغريزية لدى الأفراد من أجل حماية الذات،الحافز من أجل الحصول على الغذاء، والملبس، والمسكن، والجنس، والعشرة، والنشاط الإبداعي، والتحكم بالنفس، كل هذه الحوافز هي بالتأكيد من المصالح الذاتية. انها ليست بالضرورة جزء من الأنانية، والتي يمكن تعريفها: إشباع الرغبات الشخصية على حساب الآخرين.
الإيجابي والسلبي في مجال الطبيعة البشرية :

لقد لاحظت بين الناس من حولي من هو جشع ومن هو شهم، والبعض منهم ودي والآخر فظ، والبعض ذكي والآخر ليس بالذكي. ومن المسلم به ألا يكون تعريف الطبيعة الانسانية باتجاه واحد، كأن نقول انه " جشع، فظ وغبي " أو انه " شهم، ودي وذكي ". ولاحظت أيضا ان البعض ممن هو غبي قادر على ان يتعلم ليصبح أقل غباء، والبعض من الناس يتعلم ليصبح أكثر مودة.
وقد اكتشفت في نفس الوقت، من خلال متابعتي لنفسي وللآخرين من حولي، وكذلك من خلال مراقبة بعض الأشخاص الذين هم من حضارات أخرى أو من بلدان أخرى، اننا نشترك جميعا بميول سلبية عامة، ومن بينها: نحاول إقناع أنفسنا وإقناع الآخرين باننا نعرف أكثر من ما نعرفه في الواقع؛ نقيم أنفسنا من خلال التقليل من قدر الآخرين، واعتبارهم من منزلة أقل، وذلك بسبب القومية، العنصر، الجنس، الطبقة، الدين ، الاتجاه السياسي، وغيرها ؛ نميل الى نبذ الأشخاص الذين يختلفون عنا، أو نبذ الأشياء التي تختلف عن تلك التي نستعملها. من الممكن، ولكن ليس من السهل دائما، ان نتجاوز مثل هذه النتوءات السلبية في طباعنا، ولكن يبدو لي ان مثل هذا القصور الآثم متأصل عميقا في الحالة الانسانية.
من حسن الحظ ان هناك ميول ( نزعات ) مختلفة ,والتي تحدد أيضا ماذا يعني ان تكون إنسان. وهذه ربما يمكن أن تساهم في مساعدتنا كي نسمو فوق قصورنا. كان ماركس يرى وجود ثلاثة عناصر مترابطة ، ومتفاعلة ومشتركة في الطبيعة الانسانية - الحوافز وقدرتنا على إدراك وتصور العمل الخلاق؛ حاجتنا للتواصل والاجتماع والتفاعل الإيجابي مع الآخرين؛ والدافع الأساسي لتقرير المصير، أو لتشكيل الشخصية وبناء المستقبل، في عالم حر.
قام غيراس، من خلال عمل ماركس، بأعداد قائمة أوسع من الضروريات الأساسية التي تدل على " الطبيعة الداخلية للإنسان "، والتي تتطور من خلال تفاعلها مع الطبيعة والمجتمع : الحاجة للتواصل مع الآخرين، الحاجة الى العلاقات الجنسية، والحاجة الى الغذاء، والماء، والملبس، والأمان، والراحة، وعلى العموم الحاجة الى الظروف اللازمة لتوفير بيئة صحية ... وهناك شيء آخر لا بد من إضافته : حاجة الناس الى رحابة الأفق للاختلاف، لمواصلة تطور الشخصية، وكما عبر عن ذلك ماركس بنفسه : " النشاط التام "، " التطور الشامل للأفراد "، " التطور الحر للأفراد " تنمية المواهب في كل الاتجاهات "، وهكذا.
قال ماركس : " أن تكون راديكاليا يعني ان تقبض على الأشياء من الجذور. ولكن فيما يتعلق بالإنسان فان الجذر هو الانسان نفسه ". بهذه الروحية واجه ماركس ما كان يعتبره شيء عظيم يكمن فيالطبيعة الإنسانية، مع حالة الإنسان الحقيقية في ظل الرأسمالية، ونادى " بالضرورة المطلقة لإسقاط جميع الأوضاع التي يكون فيها الرجل أو المرأة كائن مهان، ومستعبد، ومهمل، ووضيع ".
الأنتروبولوجيا والثورة :

ان التفلسف البحت عن الطبيعة الانسانية لن يأخذنا بعيدا. لقد أرست أفكار ماركس الفلسفية جذورها في علم الاجتماع الذي كان سائدا في عصره. ويبدو انها وجدت ما يدعمها في نتائج الدراسات الحديثة في علم الجنس البشري ( الانتروبولوجيا ).
ان الفرضيات الثابتة بشأن الطبيعة الإنسانية أقل انسجام من الفهم الديناميكي المتطور لهذه الطبيعة. لقد لاحظ عالم الانتروبولوجيا مارتين هاريس ان شيأ أساسيا ما، في معاني الكائنات الذكورية والأنثوية، يمكن أن يتغير ان الدراسات الانتروبولوجية تدعو الى تأييد وجهة النظر القائلة بأن التعريفات المعاصرة للأنوثة والذكورة ليست ثابتة بالضرورة . والتحول في الحياة الاقتصادية، على وجه الخصوص مهم جدا. كما لاحظ أيضا: " مع التغيير الذي طرأ على تكنولوجيا الإنتاج تغير،على سبيل المثال، دور الذكور والإناث، وتغيرت بشكل جذري الحياة الزوجية والعائلية. وان استمرار مثل هذه النزعات سوف يقود الى تغيرات مستقبلية في مفهوم شخصية الرجل والمرأة في المستقبل ".
عالم انتروبولوجي آخر هو كولين توربنول، أشار الى ان جميع الكائنات البشرية تشترك بحقيقة مألوفة وهي انها جميعا تمر من خلال دورة الحياة : " ربما نتصرف بطرق مختلفة جدا، ولكن عملية الحياة بالنسبة لنا جميعا، الوجود، عملية الولادة،والنمو والشيخوخة، الموت هي على الأكثر نفسها لا تتغير.وخلال كل مرحلة، وفي أي مجتمع نعيش، تبدي أجسامنا قدرات معينة وترفض الأخرى ". وبمعنى آخر ان دورة الحياة شيء نمر من خلاله جميعا، ولكن كل بطريقته. يرى توربنول باننا عندما نركز انتباهنا على الاختلافات القائمة بين " مجتمعنا الغربي الصناعي، والمعقد قوميا، والمجتمعات القبلية الصغيرة، والمعروفة باسم " الشعوب البدائية "، فاننا نجد بان مجتمعنا لديه الكثير الذي يمكن أن يتعلمه من الحضارات " البدائية ". ان هذه المعايير الحضارية القبلية، كالنشاط الفردي، الذي ما يزال يلبي الحاجيات التي نحس بضرورتها للتعبير عن الفرد وتطلعاته، سوف يتحول الى نشاطا اجتماعي أيضا، واننا سوف نراه كذلك بالفعل. وهذا ما ينبغي علينا ان نتعلم كيف نطوره في مجتمعاتنا المعاصرة.
مثل هذا التغيير الاجتماعي سيعني بالضرورة بانه سيكون علينا " التركيز على غرس روحية التعاون بدل المنافسة؛ وروحية التكامل والمشاركة بدلا من آلية التشرذم والعزلة؛ وفي إزاحة القوة المحركة من الأحقية الى نظام من الإيمان، الذي تصبح فيه الفضيلة اختبار للمكافأة وليست كفارة ". وهذا سوف يؤدي الى ولادة شيء ما، يكون جديرا بالهدف الذي تسعى اليه الاشتراكية:
ستكون فرص أفضل لبلوغ مستويات أعلى من المتعة الشخصية بالحياة؛ وسوف تتقلص الخلافات بين الناس، وتتقلص الحاجة لاستخدام العنف، لأن المعاني الاجتماعية البديلة ، والتي ستتخلى عن الإحساس بالحاجة اليومية للاعتماد على الذات، ستكون في متناول الإنسان. وعلى أية حال سوف تكون هناك درجة أعلى من المساواة، ومعنى أكبر للأمان في ظل النظام الاجتماعي، وكلاهما شيء فطري وملازم للمفهوم الشامل للعيش المشترك كبديل عن العزلة.
وبالطبع ، فان بلوغ هذا الهدف سيتطلب ان يكون عدد أكبر منا قد نجح في السمو فوق عجزه. وحضارتنا الرأسمالية هي التي تشجعنا على هذا العجز. ان الأنانية، والطموح غير المشروع، ضيق الأفق،واضطهاد اخوتنا وأخواتنا، الذين يختلفون عنا -- كل هذه أشياء لا تتلاءم مع تقدم مصالحنا الشخصية الحقيقية، ولا يمكن ان تمنحنا السعادة، أو تساعدنا في التغلب على ظروف الكبت الذي نعاني منه. ان التجربة القاسية والجهود الإيجابية المبذولة خلال النضال الاجتماعي سوف تبين لا محال بان الجزء الآخر من طبيعتنا هو الذي ينبغي أن يكون في المقدمة، ان كان لا بد أن يكون لنا أمل في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحقق أمنيتك ...ثم لدي سؤال
صائب خليل ( 2009 / 3 / 2 - 23:25 )
مرحباً أخي عدنان،
أولاً أود ان احقق لك امنيتك في معرفة ما إذا كان فوكوياما قد بقي على موقفه: لا، تراجع فوكوياما عن موقفه وظهر في مقابلات تلفزيونية قبل حوالي سنتين، أي قبل الأزمة بزمن طويل، وكان أقرب الى الخجل من كتابه...والحقيقة أن كتابه يستحق الخجل منه منذ ولد، ويبدو ان الرجل كان فيه من الصدق ما يكفي لهذا التراجع والخجل.

ثانياً: حاولت أن تنفي مقولة ان الإنسان أناني وشرير والتي تريد الرأسمالية استخدامها لرفض الإشتراكية، لكن اليست هذه حيلة مقلوبة من الرأسمالية وليست بحاجة إلى هذا البرهان؟ أقصد هل أننا -نطلق حرية السوق- بلا قيود وقوانين حين نتعامل مع -انانيين جشعين- أم نزيد القوانين؟ هل نأتمن المجتمع على الأنانيين بلا قيود أم بقيود إضافية؟


2 - إضافة توضيحية
صائب خليل ( 2009 / 3 / 3 - 09:29 )
بالنسبة للنقطة الثانية، أود أن أضيف أن ضعف الإنسان أمام الإغراءات هو ما قاد في النهاية إلى الإستنتاج بأن الفرد لايجب أن يؤتمن على سلطة كبيرة ، وهي الفكرة وراء ضرورة الديمقراطية رغم ما فيها من بيروقراطية كبيرة وصعوبة اتخاذ قرار.
ويمكننا أن نطبق نفس الفكرة على السلطة المالية، فنستنتج أن الإنسان الفرد ، لأنه ليس ملاكاً، فلا يجب أن يسمح له بالسلطة على المقدرات المالية الضخمة للبشرية كأن يمتلك أفراد، سلطات مالية لاتمتلكها الكثير من الدول.
أي ان الإستنتاج النهائي من هذا الضعف الإنساني يجب أن يقود إلى ضرورة الوصول إلى الإشتراكية الديمقراطية...أو بكلمة أخرى الديمقراطية أو سلطة الشعب كل من القوتين السياسية والمالية, (وأية قوة قد تؤثر على المجتمع بشكل كبير، ولا يؤتمن الفرد عليها)
لذا أقول ثانية أن ليس من مهمة من يدافع عن الإشتراكية أن يحاول إثبات -طيبة- الإنسان الفرد، بل العكس، على دعاة الرأسمالية تقع مهمة برهنة أن الإنسان الفرد يمكن أن يؤتمن على التسلط على المقدرات المالية لمجتمع بشري., وأن ذلك لن يؤدي إلى كوارث، وستكون تلك المهمة شاقة جداً بلا شك، خاصة بعد الفضيحة المالية الأخيرة في العالم، وكونها حلقة في سلسلة طويلة من الفضائح المماثلة في كل تاريخ الرأسمالية.


3 - الانانية والتضحية والايثار صفتان متناقضتان
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 3 - 12:15 )
الاستاذ المحترم عدنان عاكف
اعتقد بان بناء الاشتراكية يحتاج الى رقي عالي في الوعي واستمرار في عملية التثقيف والتوعية بحيث تقل شيئا فشيئا صفة الانانية وتتفوق عليها صفة التضحية والايثار لانهما صفتان متناقضتان في الانسان تتصارعان ضمن قانون وحدة صراع المتناقضات ولم تنتصر الثانية على الاولى الا بارتقاء وعي صاحبها وقناعته بانه لا يعيش سعيدا وهو اناني وان العدالة هي اساس السعادة الفردية والجمعية ويفترض ان تقوم احزاب الماركسية بدور التوعية ليس كمرحلة نهائية في عملية البناء الاشتراكي عن طريق الثورة الثقافية باعتبارها عملية فوقية بل اعتبار العمليات التحتية والفوقية متصلة بمراحلها ومستمرة وهكذا تخف الانانية وترتقي صفة التضحية والايثار


4 - não entendo!!
jefferson ( 2011 / 7 / 3 - 00:27 )
não entendo nada ai!!

اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم