الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنكبوت

لطفي الهمامي
كاتب

2009 / 3 / 3
الادب والفن



الجزء الأول

تصدير:
"كانت الأرض هادئة. و البحر يتشاطؤ لسانه لهبا. و الشمس تقُدّ خيوط لوحتها. و لكن النمل لم يكن يدري مخاض الأرض الحبلى. و ذات فجر نشيط بدت كثبان القش مهتزة و زهر اللوز متساقطا، و بحار الجوف قلقا و مسارب الماء متوجعة. فارتبكت الجثث و ولعت بالنهوض و اجتمع الدود في صدر الشهداء، لمواجهة يبس الأرض، و صاح النمل، الهلع/ الهلع، الحمم/ الحمم". قصّة قصيرة.

تقديم
"برج الرومي قلعة الموت
على البحر المخيف
ينتظر المفقود أهله
كما يجيء منتصف الليل
ويجف الرغيف
الغلّ المشدود في الكعب
يشرب لبن الساق
والمبصر انتحر
فانتفض الكفيف"

كانت تمضي
و شعرها قد بلّل مدائنها
و المنافي الكثيرة
ثم كانت تستيقظ
مجهولة الأصابع و الحلم
و البحر يعزف لحن النجومْ
العزلة تنحت صمت العليله
كيف يبكي على مدى شهوتها المبللة
و الضحكة أشلاء
و المدائن كُثرٌ
و قرى قليله
أنت أيها المدرج!
و أنت أيها الحزن الطويل !!
مِدْرَجُ الحزن الطويل
و آيات اللـه أطول
و الصرخات تزعج مريم
و الأنبياء و الخرافة
من يهذي ؟
هذا الصدر السكران النابت فوق الزهر!
على من يمرّ العابرون ؟
أيتها الأرض المسلولة من تعب العينين
اصمتي لهبا طويلا
ليحترق النمل في صورة النمل
و ادلقي حيرة شهداء الساقية
أيتها الساقية المولعة بالذكريات
أين الوجه ؟
تذكرت كم تعب الوجه !
في الصورة المركونة على صدر الغبار
تذكرت كم تعب الوجه ! ؟
و النمل يوقظ لوعة شهداء الساقية
و يوقد شهوة الصّهيل
تركض الأرض وراء الأرض
تبكي السماء خيوط الشواطئ
تطفو على القلب جراح الموانئ
الريح تحمل نصف الخوف
كمدائن الريح
.............................
........... الريح قرية
تكبر حولها المذبحة
هل أكون وحيد الغابة الخريفية

فيميل نحوي صمتي
الصمت المتصاعد يعزف على قسمات الحلق
على ركبتيها تخر المعجزة
تأتي و قد تأتى
ربما
و لا يحترف النمل و القش
أكل النار على ظهره يأتي

السجن المدني – تونس العاصمة
جويلية – اوت 1998
لطفي الهمامي
هوامش :
1 - برج الرومي: سجن مدني يقع بأعلى مدينة بنزرت ويطل على البحر الأبيض المتوسط,.اعتقل فيه أجيال من المقاومة الوطنية التونسية ضد المحتل الفرنسي ، ثم الآلاف من السياسيين والنقابيين والطلاب من مختلف التيارات الفكرية خلال الحكم البورقيبي وحكم الجنرال زين العابدين بن علي وهو مركز للتنكيل بالمساجين ومركز للتعذيب.

2 - النّمل: "حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون"
الآية 18 من سورة النمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد