الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الانتخابات العراقية وثوب الديموقراطية اواسع

عبد الرحمن دارا سليمان

2009 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مازال شكل الدولة العراقية الحالية ومؤسساتها الفتية التي قيد البناء والإنشاء ، تبدو في الجوهر كتوليفة بين نموذجين متناقضين وغير قابلين على المساكنة والتعايش والاستمرار معا لفترة طويلة وهما : نموذج الدولة السلطانية القديمة في نظام الملل والنحل العثماني ، ونموذج الدولة الحديثة ،أي دولة القانون المبنية على أساس المواطنة ،كاتحاد بين أفراد أحرار .

ومن المؤكد حتما ،أنها ليست بنموذج الدولة التسلطية التقليدية التي تردع وتحرم أفرادها عن المشاركة في الشأن السياسي العام ، ولكنها إما أن تكون دولة يعقد العزم في بناءها على مبدأ الإخوة في الإيمان ، بمعنى" دولة الرعية" ، أو أن تكون دولة مواطنين تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية الحقيقية ، بزعم الدستور على الأقل .

كما أن هذاالتناقض في جانبيها، هو الذي يفسر الكثير من الأمور والمعضلات والعقبات في طريق البناء والتقدم والمضي قدما في سبيل التطور الديمقراطي الضروري واللازم للبلد وفي إحلال روح التنافس الشريف بين الكيانات السياسية في الانتخابات والإيمان الفعلي بالتعددية السياسية وعدم التشبث في المناصب العليا في الكثير من الحالات مثل " الجعفري والمشهداني " على سبيل المثال لا الحصر، رغما عن الإرادة الجماعية والاستياء العام من أداءهما . كما أن تلك الازدواجية سوف تعيق بالضرورة مبدأ التداول السلمي للسلطة وتهدد أركان البناء السياسي برمته في حالة الانسداد السياسي كما حصل مرات عديدة منذ عام 2003 . الأمر الذي يجعل من الآليات الديمقراطية وأشكال التلاعب في قيمها وممارساتها، تبدو وكأنها رداءا واسعا وفضفاضا، ألبس لبوسا سريعا، على جسد اجتماعي هزيل وبقايا دولة منهكة تفككت وصارت حطاما.

النموذجان يمتزجان بصورة فريدة وغريبة بحيث أن كلاهما يظهران كشكل ومضمون في نفس الوقت ويتبادلان الأدوار أحيانا وكأنهما متواطئان سوية من أجل الجمود في الدورة السياسية ، وتعطيل الخدمات العامة وابتذال معنى الحياة السياسية التي تكاد أن تصبح بلا معنى والاتفاق الضمني على الحفاظ على مبدأ المحاصصة المقيت وكأنه عصا البهلوان الحافظ للتوازن .

ليست الديمقراطية مجرد صناديق اقتراع وسباق مسعور على الناخبين الذين حالما يتم نسيان حاجاتهم الأساسية وهي ليست فقط صراعا بين النصوص وتأويلات لانهاية لها للمواد الانتخابية وتقنياتها على أهمية ذلك بالطبع .

الديمقراطية هي ثقافة قبل كل شيء آخر، ومن هذه الزاوية، فالجميع مدانون في تخلف وانحطاط تلك الثقافة وفي إلحاق الإنسان العراقي بالسياسة وإدارة الِشأن العام، كمجرد رقم إحصائي بارد.

الخوف، كل الخوف من أن يدوس احدهم يوما " وقد يكون أقوى الضعفاء بالمعيار السياسي "على
طرف الثوب الواسع فتسقط العملية السياسية على الرصيف وتظهر عورة الجميع على الملأ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة