الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية...تلبي حقوق المرأة

هرمز كوهاري

2009 / 3 / 8
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


إذا سألتَ المرأة عن حقوقها تقول : خذ عقلي وفكر به ...!!
ويقولون : مساواة المراة مع الرجل ! أي رفع مستوى المرأة الى مستوى الرجل ! وهذا بحد ذاته يجعل المرأة اصلا أقل شاناً من الرجل لكي ترفع الى مستواه وإنتقاصا من أهليتها !!
وإذا قلنا : إعطاء المرأة حقوقها : وكأن الحقوق منحة تعطى من قبل جهة أو فئة وليست ، أي الحقوق، جزء من كيان الإنسان ، لا تعطى ولا تؤخذ بل تخلق معه .

المرأة ليست غريبة أو طارئة أو فئة دخيلة على المجتمع أوالشعب لكي يُبحث عن حقوقها أو يعطى لها حقوقا أو ترفع الى مستوى فئة أخرى أي الرجل !!، بل هي كيان المجتمع وأهم مكوناته لأنها تشكل أكثر من نصف أي مجتمع , أو شعب ولا تنفصل عن الشعب ،لذا فإن حقوقها لا تنفصل عن حقوق الشعب ، وحيث أن حقوق الشعب تضمنها الديمقراطية الحقيقية وبالتالي فإن حقوق المرأة تتحقق بالديمقراطية الحقيقة .

ولا أقصد هنا الديمقراطية التي تُختزل بالإنتخابات أو بدستور ، أو نصائح وإرشادات ، أي أن الحقوق لا تتحقق بمجرد إنتخاب مجلس نواب فيه نائبات عن المرأة تعارضن حقوق المرأة تطبيقا للشريعة الإسلامية !! أو سن دستور أو تسطير قوانين ومراسيم أو نصائح وإرشادات ، وإنما تتحقق بالديمقراطية الحقيقية . وأقصد هنا بالديمقراطية الحقيقة هي الممارسات اليومية بما وتنسجم ومصالح وحقوق الأفراد بما فيها عدالة توزيع الثروة الوطنية ، وعلى كل المستويات بدءاً من الأسرة والدين والتقاليد الرجعية القديمة ، ومفهوم الشرف والعار وغسل العار وصيانة الشرف كل هذه يحمّلون المرأة بها ويجعلونها دائما وأبدا هي المدانة وهي المسببة .

.فالفتاة غير المتزوجة في مجتمعاتنا غير الديمقراطية أو غير المتطورة إجتماعيا ، تعتبرالفتاة مهملة وأقرب الى الخادمة للأسرة وبنفس الوقت تعتبر شرف العائلة ، ونتسأل : إذا كانت تمثل شرف العائلة فالشرف يوضع في أعلى مقام وإهتمام ولا تكون حاملته مهملة وكما يقولون : شيئ ما يشبه شيء .

وإذا كان الفلاح يكافح ضد الإقطاعي أو الشيخ أو الآغا الذي يستغله ، وإذا كان العامل يناضل ضد صاحب العمل الذي يستغله دون الأجور التي يستحقها ، فإن جبهات المرأة في النضال والكفاح متعددة ومتشعبة ومعقدة أي أن حقوق المرأة ليست مغتصبة من جهة معينة ، من قبل الرجل مثلا ، كما نجد الفلاح الذي يستغل جهوده الإقطاعي ويغتصب حقوقه في العيش المرفه ولا هي مثل العامل الذي يطالب الرأسمالي بإنصافه ، بل المرأة يقف ضدها الدين ، ا وخاصة الأديان السماوية التي بدأت تلك الأديان بأسطورة آدم وحواء وحمّلت حواء خطيئة إغراء آدم المسكين الساذج بأكل الثمرة المحرمة !!! وتقف ضدها أيضا التقاليد البالية ، والرجل أو المرأة نفسها ، بل تقف أحيانا تواجه ذاتها التي لاتستقر على رأي !!!

وليس لجميع النساء نفس المطالب ونفس الحقوق ، هذا إذا توسعنا ودخلنا في التفاصيل ، بل تختلف عن محيطها ووضعها الإجتماعي والثقافي ووضعها الخاص ، فالمرأة السويدية والإنكليزية أو الهولندية مثلا تختلف حقوقها ، عن المرأة السعودية أو السودانية أو العراقية ، والعراقية تختلف من منطقة الى منطقة ومن مجتمع الى مجتمع أو من عائلة عن عائلة وهكذا ! فمثلا فمن حقوق الفتاة الإنكليزية أو الهولندية أو السويدية أن تستقل عن أهلها بل عليها أن تستقل عند بلوغها الثامنة عشرة وتسكن وحدها أو مع صديقها أو عشيقها ، بل هذا أصبح لها حقا طبيعيا لا نقاش فيه ! ولا يمكن أن تفكر أو تطالب بهذا الحق المرأة في الشرق الأوسط كأن تسكن وحدها أو تساكن صديقها أو عشيقها بدون زواج معترف به دينيا وقانونيا ، إلا بطريقة تحايل أو سرية أو غير مكشوفة كأن تأتي هي وصديقها أو عشيقها الى مجتمع غير معروفة لديهم وتدعي أن الذي يساكنها زوجها ، والويل لهما إذا إنكشف أمرهما !!

ومن حق المرأة في بعض المجتمعات الهندية أن يكون لها زوجان أي تعدد الأزواج ، وفي كثير من المجتمعات الإسلامية ليس من حق المرأة أن تعترض من أن تشاركها إمراة ثانية وثالثة بزوجها وفقا الشريعة الإسلامية ، وقالت دكتورة وأستاذة جزائرية متزمتة ومتعصبة دينيا ومن على إحدى شاشات التلفاز : ليس فقط للزوجة المسلمة أن تسمح لزوجها أن يتزوج عليها زوجة ثانية وثالثة ورابعة بل من واجبها الشرعي أن تشجعه على ذلك تطبيقا للشريعة السمحاء .. !!

وحيث أن العامل لايمكن أن يكون هو المظلوم دائما وصاحب العمل ظالم بل هناك عمال كسلة أو متمارضين بإستمرار أو مستقوين بجهة أخرى ، يستهينون ويستخفون بل و يضرون بالعمل وبصاحب العمل ، كذلك المرأة ليست دائما في موقع المظلومية أوالمعتدى عليها والمغتصبة حقوقها أو الضحية دائما ، بل نجد كثيرا من الأزواج ضحايا لزوجاتهم ، إما لكونهن مشاغبات أو مبذرات ، وقالت إحداهن : (خليت زوجي على الرنكات وبعد يحبني ) أومهملات لبيتهن أو لأزواجهن أو أولادهن أو عشيقات للغير أو سليطات اللسان تحب السيطرة على الزوج بشتى الوسائل أو الإغراءات أو إحراجه في المجتمع الى أن تحدث الفرقة ! وهكذا ..وقصة النهاية المأسوية ل- تولستوي الكاتب الروسي العبقري الذي مات في أحدى محطات القطار هربا من زوجته سليطة اللسان ! قصة معروفة للكثيرين . و منهن يضطر الأزواج لهجرهن ، وكثيرا بل أغلب العمات يعاملن الكنات أقسى معاملة ، وأحيانا تحرّض إبنها على تطليق زوجته ظلما وعدوانا ً، والعكس بالعكس تسبب الكنة أحيانا بطرد العمة عن طريق الضغط على زوجها وهكذا ، في حين أن أباء الأزواج يعاملون كناتهم بلطف وكياسة ، طبعا هذا يجري في مجتمعاتنا وليس في المجتمعات الأوروبية حيث لم تعد هناك مشكلة من هذا النوع .

إن المشكلة الإقتصادية تلعب دورا رئيسا في الحصول على الحقوق ، فالمرأة ذات الدخل عندما يهجرها زوجها أو هي تهجره تختلف حياتها عن الزوجة بدون دخل ، فمن الصعب أن تلجأ الى أهلها وقد تكون قد فقدت الأهل والأقارب وتبقى منبوذة ظلما وعدوانا وقد تضطر الى أن تخرج من الطريق القويم ، وهكذا عالجت المجتمعات الديمقراطية عن طريق برنامج الرعاية الإجتماعية ، وبه تقاس تقدم ورقي المجتمعات ، بإعطاء راتب أو دخل لكل شخص عاطل لم يفلح بإيجاد عملا رجلا كان أم أمراة ،بإعطائهم دخلا يعينهم على السكن والعيش الكريم منذ بلوغهم سن الثامنة عشرة إذا عجزوا عن إيجاد عمل لهم وهناك مكاتب عمل يسجل العاطل فيه إسمه ويسعى المكتب لأيجاد عملا لهم وفق إختصاصهم ، أو يعمل في عمل أو مهنة حرة ، والمراة الأوروبية والأمريكية تعمل في كل مجالات العمل حتى في حقل البناء وسياقة التاكسي والباصات والقطارات والأسواق والطب وكل مهنة يعمل بها الرجل ، وفي السويد يجلس مدير الدائرة أو مدير المستشفى مع موظفة التنظيف في فترات الغداء أو الإستراحة كالند للند ويتبادلون الأحاديث دون أية ألقاب بل بالأسماء المجردة من كل لقب علمي أو مهني وبالأسم الأول وبدون مستر أو مسيو أو دكتور !!ولا تشعر باي إنتقاص من شخصيتها بل تعتبرها مجرد توزيع العمل حسب الإختصاص ، فتراها أحيانا تنظف المكان الذي تعمل به وبعد دقائق ترى نفس المرأة –كاشيرة –أمينة صندوق أو بائعة وهكذا

وعندنا نجد الشخص سواء كان رجلا أو أمراة دائما يسال عن الحقوق وينسى الواجبات ! وعليه علينا أن نذكر الواجبات أينما وردت الحقوق ، فليس هناك حقوق بدون واجبات .
إذن :
نرجع ونقول : ين تبدأ حقوق المرأة وواجباتها وأين تنتهي ، وأعتقد إذا طرحنا هذا السؤال على مجموعة من النساء نتلقى أجوبة كثيرة ومتعددة ومختلفة وقد تكون بعضها تعارض وتتقاطع مع البعض الآخر ، وإذا قلنا تبدأ بمساواتها مع الرجل ، بل بعض الأوروبيات لا تقبل أن تنزل الى مستوى الرجال !! فهي ليست أقل من الرجل كي ترفع الى مستوى الرجل كما قلنا أعلاه ، وحيث أن كل مجتمع وكل فئة أعرف بحقوقها وواجباتها من غيرها ، إذن نترك الإجابة للمرأة فهي أعرف بحقوقها وواجباتها مننا نحن الرجال !! وإذا عرفنا نحن الرجال أين تبدأ حقوق المراة ولكن من الصعب أن نعرف أين تنتهي .؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير