الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الادب النسوي العراقي

اطياف رشيد

2009 / 3 / 9
الادب والفن



نعيمه مجيد ...... شفافية القص وهواجس التحرر
تعد القاصة نعيمه مجيد من الأديبات اللواتي بدان مشوارهن الأدبي بجهد ومثابرة ليثبتن جدارتهن في الساحة الادبيه العراقيه .
نشرت بواكير ها الأولى في أوائل الثمانينات وهي عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق وعضو اتحاد الكتاب العرب .أسست منتدى نازك الملائكة في اتحاد الادباء العراقي فكان المنتدى ساحة ومنبر للإبداع في الفترة التي ترأسته . صدرت لها مجموعتها القصصية الأولى زهور ثلجية عام 1989 والوجه الممسوخ عام 2001 . يتميز أسلوب القاصة بالشفافية في تناول الهم الإنساني والنسوي بصورة خاصة فهي تكشف بسلاسة وانسيابية عن هواجس عميقة تكشف عن ذات المراه مجسدة عوالمها الخفية بأنفاسها المرهفة ولمستها الدافئة للموضوع .
ففي مجموعتها الوجه الممسوخ حملت قصصها هذه الكشوفات الانسانية كما في قصة السرير فهي تروي عن تلك اللحظات التي تعصف بحياة المراه , تلك اللحظات التي تكون فيها الحياة على المحك ,في ولادة وموت معا , والمكان صالة الولاده (ترى اين كنت من هذا العالم ؟هل نفي الجسد داخل الروح ام الروح داخل الجسد ؟ ام اختبأ الاثنان في ظلمة لا قرار لها ؟).وفي قصة اللص نكاد نلمس مع الزوجة كل تفاصيل بيتها و يومها ونحس تحركها في المكان (فتمسك بأنبوب الماء الممدود في أرضية الحديقة وترش الماء على البلاطات المتسخة , وتزيله بالمكنسة اليدوية ) انها تولي اهتماما خاصا بالتفاصيل الدقيقة وتدخلنا إلى أمكنتها ألقصصيه عبر تلك التفاصيل وحتى حين يتداخل الواقعي مع الخيالي فان للمكان حضوره المؤثر ,ففي قصة الظل المغلق تجد ان المكان رغم ثباته غيران كثير من المتغيرات تحدث فيه ان المكان هنا هو محطة انتظار الحافلة .وما تنتظره ليس أداة الحركة والتحول ,الحافلة , بل شخص ما ,أمراه أخرى ,اتحدت معها لتبقى صفة الانتظار ملازمة لها .
إن هذا التركيز على التفاصيل وتنوع الامكنه إنما هو الرغبة في الانفلات من منها ولكن بشكل جمالي ومعرفي ,هو الرغبة في التحرر التي طالما سعت إليها القاصة من خلال كتاباتها ولقاءاتها ومقالاتها .تقول في قصة العشب (أريد التحرر من ذاتي ومنهن ومنهم (....) لقد علمتني الكتب ان ما يحرر الإنسان هي المعرفة ) فهو التحرر الفكري والمعرفي وهذه الدعوة تشكلت بصيغة جماليه وشاعريه في نفس الوقت (إني أشم نسمات طريه تندي أيامي الجافة ,أو ربما أتأمل فرحا تذوي به الروح الهاجعة في رتابة فلكها ,الدائر في عتمة كثيفة )
إن الصوغ الجمالي في المتن الحكائي هو احد مميزات نصوص القاصة المبدعة نعيمه مجيد وهوتامل ونظرة متعمقة في فضاءات المراه والعالم.

2009-03-08








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا