الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الخامسة والسبعين لمولد الحزب الشيوعي العراقي

هادي فريد التكريتي

2009 / 3 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



هديتي ، باقة من الجوري العراقي، رائحتها من عبق عراقي أصيل ، تعطر الذكرى الخامسة والسبعين لعيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، وذكرى رواده الخالدين ، من الشهداء، والمناضلين البواسل ، الذين حملوا ، ولا زالوا يحملون مشاعل النضال ، من أجل " الوطن الحر والشعب السعيد !".

من الصعب جدا أن نجد منظمة أو بيتا للشيوعيين تحتفل بهذا اليوم ، دون أن تتذكر سني النضال الصعبة التي مرت ، ويمر اليوم بها الحزب ورفاقه ، فالشهداء الذين غيبتهم سلطات القمع ، في ظروف النضال الصعبة ، ضد مختلف عهود الحكم ، منذ أربعينات القرن الماضي، وحتى اللحظة ، كانت قوافل من المناضلين ، من الصعب عدهم أو حصرهم ، لذلك لم يخلُ أيُ بيان يصدره الحزب في الماضي والحاضر ، من تصريح أو إشارة ، للثأر من الحكام القتلة والجلادين ، الذين استباحوا الوطن وحرمة المواطن ، لسنين طويلة ، وبالتحديد منذ انقلاب 8 شباط 1963الفاشي وحتى حكم البعث الدكتاتوري الذي قاده المقبور صدام حسين ، الذي افتعل فيه حروبا خارجية مع دول الجوار لغير صالح العراق ، ومعارك داخلية ضد كل القوى الوطنية والقومية والطائفية ، راح ضحيتها الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي ، وكان القدح المعلى من الشهداء ، هم من رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي ..!

بعد سقوط النظام البعثي في العام 2003 تشكلت محكمة الجنايات العراقية ، للنظر في الجرائم التي ارتكبها النظام الساقط ضد الشعب العراقي ، بشكل عام ، إلا أن حكم المحاصصات ، الطائفي ـ العنصري ، حجَم المحاكمات وحولها لمحاكمة أشخاص ارتكبوا جرائم عادية ، بحق طائفة معينة وعنصر معين ، دون أن تكون محكمة سياسية ، لمحاكمة نظام فاشي ، أوغل في الجريمة ، وعرض كل العراق وشعبه، دون تفرقة أو تمييز ، لإبادة جماعية ، ووضع العراق بالكامل تحت حراب و"بسطال " جندي الإحتلال الأمريكي ! القوى الطائفية والعنصرية الحاكمة ، طالبت بمعاقبة بعض رموز الحكم لما ارتكبوه من جرائم بحق ضحاياها ، مع إهمال كل ما تعرض له الحزب الشيوعي من تعسف وقتل ودمار ، وكذا، دون أن تشمل هذه المحاكمات تبيان عدد الشهداء والضحايا من الشيوعيين وأصدقائهم من القوى الوطنية الأخرى ، كان الواجب يحتم على الحزب ، ولازال الظرف مناسبا ،للثأر من مجرمي وقتلة نظام الحكم البعثي الساقط ـ إيفاء للعهود التي قطعها ، في مناسبات مختلفة ،على نفسه ، ولعوائل الشهداء من شيوعيين ووطنيين ـ بأن يتصدر إقامة الدعاوى ، باسم الحزب الشيوعي ، وكل الشيوعيين ، لفضح وتبيان حقيقة القتل والقمع والمطاردة ، التي تعرضت لها تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، طيلة أربعة عقود ، من قبل قيادة وتنظيمات حزب البعث الفاشي ، مطالبا محكمة الجنايات العراقية ، رد إعتبار وحقوق ، كل شهيد ومغيَب ومطارد ، والسعي للحصول على تعويض مجز، يقي شر العوز والفاقة ، لكل عائلة فقدت معيلها ، وكل عنصر تضرر بسبب الملاحقة والمطاردة ، ورد ممتلكات ما صودر من الضحايا التي هُجرت أو هاجرت ، بسبب إرهاب وبطش النظام الفاشي ،فالشيوعيون والوطنيون هم من أكثر المتضررين من سياسات النظام السابق ، ومن الضروري إبطال مقولة " الشيوعيين أول من يضحي وآخر من يحصل على حقه " وتصحيح صياغة العبارة بـ " الحقوق بالواجبات " ، فالنظام القائم حتى الآن يضع يده على ممتلكات الكثير من المواطنين دون وجه حق ،وبضمنهم كثرة من الشيوعيين، على الرغم من أن عناصر الحكم من كافة الأحزاب الطائفية والعنصرية قد استردت ما صودر منها ومن منتسبيها ، وتم تعويضهم عما فقدوه ، وتسلموا من خزينة الدولة الملايين تعويضا عما تراكم لهم من حقوق مادية ، دون أن يطال الشيوعيين شيئا من هذا ، فهذا التمييز لا يتناسب ومكانة الحزب في الحركة الوطنية ، قبل السقوط وبعده ، وغير مبرر أن يتم تجاهله من قبل السلطة القائمة ، الواجب على الحزب الشيوعي العراقي ، قيادة ومنظمات، فضح مثل هذه الممارسات وتصعيد المطالبة برد الحقوق ، والإقدام على إقامة الدعاوى ضد النظام البعثي الساقط ، الهدف منها رد الحقوق الشرعية المغتصبة ، وتثقيف الجماهير بأساليب المطالبة بحقوقهم الشرعية ، التي اغتصبها النظام السابق ، وما يجري فعليا في عهد حكم المحاصصات ، وعدم ترك فسحة في المجال لأن يرث النظام القائم أدوار وممارسات النظام الساقط ، في النهب وتراكم ثروات دون وجه حق ، وبهذا يكون الحزب وفيا لتقاليده الثورية في فضح الممارسات الخاطئة وتعرية القائمين بها ، مهما كان شكلهم ولونهم ، دون مساومة على دماء شهداء الوطن والحزب . ..
23/آذار 2009












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم للنضال من اجل رد الحقوق
قاسم الجلبي ( 2009 / 3 / 25 - 11:32 )
على قياده الحزب الشيوعي العراقي ان يكافح من اجل الحصول على كافه حقوق اعضائه واسترداد كافه الحقوق


2 - المجد لاذار الخالد
fawzi ( 2009 / 3 / 25 - 15:10 )
شما يطول الجرح بينه يطيب بس ما ينمحي تحيه للذكرى 75 لميلاد حزب فهد وسلام عادل وكل الشرفاء


3 - المجد لحزب الشيوعي العراقي في عيده الماسي
محمد شكري جميل ( 2009 / 3 / 25 - 16:38 )
المجد لحزب الشيوعي العراقي في عيده الماسي


4 - وهل تنسى ذكرى التاسيس
ابراهيم المشهداني ( 2009 / 3 / 25 - 18:51 )
ان هذه الايام هي امتداد لتلك الايام الخوالي التي اصبح الوعي من النضوج ما دعى تلك النخبة الطيبة من الماركسيين الاوائل لتاسيس اول حزب من طراز جديد يقوم على اسس الماركسيةاللينييةيهدف الى اقامة حكم وطني استطاع بفطنة وذكاء الخالد فهد ورفاقه المناضلين من اكتشاف دالات الوطنية والطبقية واستطاعوا الربط بينهما ربطا جدليا اثاروا فيها الطاقات الكبوتة لدى العمال والفلاحين وعموم الوطنين على اساس الهدف المشترك في طرد المستعمرين الانكليز واقامة حكم وطني مستقل وايجاد فرص عمل للعاطلين واطلاق الحريات السياسية لكافة القوى الوطنية ،من هنا مبعث تعلقنا بهذا الحزب المجيد.

اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو