الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لميعة عباس عمارة تكتب عن السياب والحزب الشيوعي

عدنان عاكف

2009 / 3 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( أهديها الى الأستاذ منير العبيدي بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي )

أول لقاء مباشر مع لميعة عباس عمارة وشعرها كان في بغداد، على إحدى قاعات كلية الهندسة، في أواخر عام 1969 أو مطلع عام 1970. كنت ما زلت حديث العهد ببغداد وعالمها الثقافي والسياسي، وذلك بعد غياب طويل عنها خلال فترة الدراسة. أخبرني اخي ( كان طالبا في كلية الطب ) عن ندوة ثقافية ينظمها اتحاد الطلبة، يشارك فيها لميعة وعبد الرزاق عبد الواحد.. اتصلت بصديق قديم من الطائفة المندائية، أعلم جيدا انه سيشعر بنشوة كبيرة وهو يستمع الى شاعرين من طائفته، بالرغم من معرفتي بانه لا يطيق سماع الشعر بكل أنواعه..
بدأ الشعر، وأطلت لميعة وسط عاصفة من التصفيق، وكان أكثر المصفقين حماسا هو الصديق المندائي..
- أعلم جيدا انك لا تحب الشعر ولا تفهم فيه ؟ لم هذا التصفيق ؟
- لكني أعشق لميعة وأفهم بالجمال!
بعد انتهاء الأمسية، ونحن نستعد لمغادرة القاعة قرب فمه من أذني وهمس :
- أتعرف من هم الجالسون في هذه القاعة ؟
- من ؟
- مجموعتان لا غير : الشيوعيون المغفلون الذين جاءوا ليستمعوا الى الشعر، ورجال الأمن الذين حضروا ليراقبوا المغفلين...
قبل فترة اتصل بي صديقي القديم وسألني ان كنت قرأت ما نشر مؤخرا عن ذكريات الشاعرة الجميلة عن السياب والحزب الشيوعي ، فأجبت بالنفي. عندها أخبرني بالموقع، وأضاف:
- تذكرتك وتلك الأمسية الشعرية في كلية الهندسة.. أتذكر عندما سألتك عن جمهور لميعة ؟ والله حين قرأت ما قالته شعرت بالشفقة على أخيك، أما أنت فتستاهل ...
وما نشر كان عبارة عن مقابلة صحفية مع الشاعرة تحدثت فيها عن سنوات الجامعة وسنوات الشعر الأولى. وقد تطرق الحوار الى الشاعر السياب. يسأل الصحفي عن السياب :
- وماذا عن انتماءاته السياسية؟
* كان في أول مرة يميل الى النازية وكان انكساره كبيرا بانكسار هتلر ثم صار رمزا وقائدا في الحركة الطلابية عندما تحول الى الشيوعية واطلق عليه (ميرابو) تهكما من قبل الادارة وفصل سنة من الجامعة بسبب اندفاعه اليساري وضايقه الحزب الشيوعي.
أربعون كلمة لا تفصل بينها فوارز ونقاط ، كانت كافية للشاعرة ان تسرد للقراء التاريخ السياسي للسياب. لو كان السياسيون والصحفيون جميعهم من الشعراء لأراحونا من الثرثرة وكثر الكلام. شيء جميل ان يعبر المرء عن ما يريد بأقل عدد ممكن من الكلمات، لكن بشرط ان لا يكون ذلك على حساب الحقيقة. ويبدو لي ان شاعرتنا قد شطحت عن ضفاف الحقيقة. أن يكون السياب في بداياته يميل الى النازية فيه جانب من الحقيقة، أما ان يكون انكساره كبيرا بانكسار هتلر فهنا قد انكسرت الحقيقة. وحتى القول " كان في أول مرة يميل الى النازية " والاكتفاء بذلك قد يؤدي الى تشويه الحقيقة وإساءة فهمها. وحقيقة ما جرى هو ان السياب قد نظم في مطلع شبابه قصيدة أشار فيها الى " الليث الرابض في برلين ". لكن تلك القصيدة لم تكن في مديح النازية وهتلر، بل كانت تعبر عن موقف بدر الغاضب من موقف الحكومة العراقية من قادة حركة رشيد عالي الكيلاني. كان بدر في الخامسة عشر من عمره عندما تم إعدام السبعاوي ورفيقيه، وكان لا بد لحادثة كهذه ان تؤثر على مراهق مثله ، الذي نشأ في عائلة وطنية، فنظم قصيدة هاجم فيها عملاء الإنجليز، وخص بالذكر الوصي عبد الإله، ومجد الثوار واستشهادهم، وقد ورد فيها :

رجال أباة عاهدوا الله انهم
مضحون حتى يرجع الحق غاصبه
أراق عبيد الانجليز دماءهم
فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه
أراق ربيب الانجليز دماءهم
ولكن في برلين ليثا يراقبه

هذا كل ما كان يجمع بين بدر والنازية. ويمكن القول ان موقف بدر في هذا الشأن لا يختلف عن موقف الكثيرين في العالم العربي ( وبينهم سياسيين محترفين وحركات سياسية قومية، مثل رشيد عالي الكيلاني في العراق والحسيني في فلسطين، وغيرهم ) الذين انطلقوا في تقييم ألمانيا النازية، لكونها في حرب ضد الدولتين الاستعماريتين – إنكلترا وفرنسا – وذلك حسب القاعدة المشهورة : عدو عدوي صديقي… وجدير بالذكر ان كلام الشاعرة قد وجد صداه بسرعة على أحد مواقع الانترنيت، ولكن بعد ان تحولت عبارة " كان في أول مرة يميل الى النازية " الى عنوان بالخط الأسود العريض : " السياب نازي "، وذلك في مقال للكاتب أيمن حبيب العمر، والذي تناول فيها المقابلة الصحفية المذكورة… والفرق كبير جدا بين أن يكون المرء " يميل " الى النازية وبين ان يكون نازيا. ومن المقابلة نرى كيف ان الشاعرة تعترف بأنها كانت " تميل " الى الأفكار الشيوعية والديمقراطية، لكنها لم تكن منتمية للحزب... أما القول بان انكسار السياب كان كبيرا بانكسار هتلر فهو قول عجيب غريب، ويثير التساؤل . ما بين قصيدة بدر المشار اليها وانكسار هتلر أكثر من أربع سنوات ولكنها مرحلة في غاية الأهمية في حياته، حيث انتقل خلالها الى بغداد، وأوشك على إنهاء المرحلة الجامعية، ونضج فكريا وسياسيا. وفي الحقيقية لم يتطرق أحد من الذين رافقوا بدر في تلك المرحلة الى علاقته بهتلر. والشاعرة تذكر في معرض ذكرياتها التي نشرت على أحد مواقع الانترنيت، ان لقاءها الأول مع بدر كان خلال السنة الدراسية 1947 – 1948، وآخر لقاء لهما كان في 1950. في حين ان هتلر قد انكسر قبل ذلك بفترة طويلة، وكان بدر قد حسم أمره وانظم الى صفوف الحزب الشيوعي منذ عام 1945. الإشارة الوحيدة عن النازية خلال الدراسة الجامعية جاءت على لسان صديق السياب، الأستاذ محمود العبطة، وهو يتحدث عن بدر خلال السنة الدراسية 1944 – 1945 :
" كان هادئا وديعا ولم يرتفع صوته في هذه الأيام عندما كنا نتراشق ونتلاسن وننقسم الى معسكرين: منا من يؤيد الحلفاء ومعسكر الديمقراطية، ومنا من يمجد النازية وهتلر. واذا ما احتدم النزاع – وكثيرا ما يحتدم – يستأذن في الذهاب الى القسم الداخلي من الدار تاركا النزاع وأهله ". وقد أشار السياب الى تلك الجلسات في مذكراته " كنت شيوعيا ".
لننتقل الى السؤال التالي لنعرف لماذا ضايقه الحزب الشيوعي. ومن الجواب نرى كيف أراد الحزب أدلجة شعره، وأن يكتب على ضوء بيانات المكتب السياسي وتعاليم فهد :

- لماذا؟ يقصد لماذا ضايقه الحزب ؟
* أراده ان ينظم في كل حادثة تمر ما عدا عواطفه الخاصة
- هل بالإمكان توضيح ذلك؟
* " قال لي مرة أنا مجروح القلب ادمى ولا يريدون ان أتقول ذلك واذا جرح فلاح فيريدونني ان اكتب عنه وكانت هذه بداية تحوله ضد الشيوعية ولقد كذب حتى ادعى وهو يشتمهم ان الشيوعيين كانوا يغرونه بالملذات الشيوعيون كانوا يضغطون عليه بقسوة الأمر وليس بأغراء المستجدين وهذه طريقتهم...".
اذا كان آخر لقاء بين الشاعرة والشاعر في عام 1950 فلا بد ان يكون تحول السياب ضد الشيوعية قد حدث قبل ذلك. ولكننا نعلم ان السياب واصل نشاطه في صفوف الحزب، لسنوات عديدة بعد هذا التاريخ، وساهم بانتفاضة تشرين عام 1952، وهرب الى إيران والكويت، ولم تنقطع علاقته بالحزب بعد عودته من منفاه ثانية. بل سافر الى بودابست لحضور المؤتمر العالمي للشبيبة. أما بشأن محاولة تسييس وأدلجة شعر السياب، وبشأن قلبه الدامي بسبب تلك الأدلجة فهو أمر لا يمكن البت به. لم يحصل للسياب ان تحدث حول هذا الجانب، حتى في أوج مواقفه المعادية للشيوعيين، التي ادعى فيها انهم كانوا يغرونه بالملذات... قد يكون بعض ما ذكره المفكر والقائد الشيوعي اللبناني البارز كريم مروة عن المجالس الثقافية التي كانت تعقد في دار المرحوم محمد شرارة، والتي كان يحضرها في الغالب الشيوعيون و " أهل اليسار " – على حد تعبير مروة – ما يساعدنا في تلمس حقيقة الأمر، خاصة وان مروة يتحدث عن تلك السنوات بالذات التي كان فيها قلب بدر ينزف دما من الضغوطات التي كان يمارسها الشيوعيون عليه ليكتب فقط عن الفلاح والكادح :
" وكانت أكثر لقاءاتي به في منزل الأديب محمد شرارة الواقع في منطقة الكرادة الشرقية، وكانت تحضر معظم تلك اللقاءات الشاعرة لميعة عباس عمارة، وكانا يتبادلان قصائد الحب، التي كان فيها بدر أكثر صدقاً من لميعة، وهو الأمر الذي كان يجري تداول الحديث عنه بين أدباء تلك الحقبة. وحين يقرأ قصائده، يفيض مشاعر، إلى الحد الذي كان يوحي للمستمعين إليه وكأنه يقدم إليهم اعترافاً بلغة الشعر يطال ما كان يجيش في داخله من أحاسيس لا يطيق أن تبقى كامنة، ولا يجرؤ على الجهر بها بالكلام المباشر...". وقد أشارت الى هذه الأمسيات مؤخرا السيدة بلقيس شرارة في مقدمة كتاب الأديبة الراحلة حياة شرارة " اذا الأيام أغسقت "، وذكرت اسم السياب ولميعة ونازك الملائكة، والبعض من رجال الفكر اليساري في العراق...
ويتابع الصحفي أسئلته، ليعرف ماذا كان موقف بدر من محاولة تسييس شعره، وتواصل شاعرتنا إجابتها بتلقائية ورهاوة ما بعدها رهاوة، وكأنها تتحدث عن أكلة سمك مشوي على ضفاف الهور في العمارة :
- وكيف كانت ردود فعله؟
* - " كانت ردود فعل شاعر واستغلت الجهة الثانية هذا الاختلاف وغذته ".
- ولكنه كان مندفعا نحو الشيوعية بادئ الأمر؟
" كان اندفاع شاعر وليس اندفاع سياسي منظر والشاعر عرضة للتقلب ومن الخطأ جدا ان ينتظم الشاعر في حزب هذا ما قلته قديما واقوله حديثا ". عجيب أمر شاعرتنا. ففي الوقت الذي تنفي على الشاعر الحزبي حقه في ان يندفع اندفاع سياسي منظر، نجدها تعطي لنفسها الحق ان تنظر. أليس موقفها الرافض لانضمام الشاعر الى الحزب هو قمة السياسة والتنظير ؟
ليس بالضرورة ان يكون جميع المنتمين الى الحزب من المنظرين السياسيين، وليس الشاعر لوحده عرضة للتقلب... ثم لست أدري لماذا يلجأ الكثيرون الى مثل هذا التبرير: ؟ الشاعر عرضة للتقلب "، ويلجأ اليه الطرفان: من يريد ان يبرر للشاعر، أومن يريد ادانته... لقد انتمى بدر للحزب كمناضل سياسي وليس كشاعر، وناضل في صفوف الحزب بكل نشاط، ولم يطلق عليه لقب رامبو لكونه شاعر بل لكونه مناضل سياسي. وقد تعرض الى الفصل والاعتقال أكثر من مرة، وهو يعرف مسبقا انه سيتعرض لكل هذا وأكثر. أما بشأن الجزم بان تنظيم الشاعر في حزب سياسي فأمر نترك الاجابة عليه الى الشعراء أنفسهم : من عبد الله كوران وسعدي يوسف، سميح القاسم ومحمود درويش، وألفريد سمعان، ومظفر النواب، والبياتي وعبد الكريم كاصد وهاشم شفيق و...الخ!!
- وأنت ألم تكوني منتمية؟
*- مما يضحكني انني لم أكن منتمية الى أي حزب ولكن كنت وما أزال أؤمن بالديمقراطية فصار الذين كانوا في الحزب يشيعون عني في الأماكن المناسبة وهم يعرفون مقدار تخوف هذه الأماكن ويشيعون أنني شيوعية وصارت ثابتة للجميع.
- وما ردودكم عليهم آنذاك؟
*- كنت اضحك وما ازال دون مبالاة فقد كانت الآراء الديمقراطية الشيوعية معناها التقدمية وغيرنا رأينا في الاشتراكية كلها وتغيرت دول تعتمد عليها وانهارت الشيوعية في محافلها ولا يزال البعض يتحدث بلغة الأربعينيات.
كم كنت أتمنى لو أشاركك الضحك يا شاعرتي الجميلة! ولكني عاجز عن ذلك لأني أشعر بالحزن والأسى ، ليس على الشيوعية التي انهارت في محافلها، وليس لأن الاشتراكية أصبحت من لغة الأربعينيات، ولكن لأن اللغة التي تتحدثين بها ليست لغة أهل الفكر والإبداع، مع انك كنت وما تزالين في مقدمة أهل الإبداع... أعلم بأنك لست الوحيدة التي تتحدث عن استحالة تحقيق أماني من لا يزال يتحدث بلغة الأربعينيات. فقد سبقك الى ذلك السيد فرانسيس فوكوياما الذي أعلن عن نهاية التاريخ، حين أكد على ان الرأسمالية تمثل " ذروة التطور الأيديولوجي للجنس البشري والشكل النهائي لحكم البشر ".
لم يبدأ الحديث عن الاشتراكية في الأربعينيات، وهي ليست لغة أهل هذا الزمان، بل هي لغة كل زمان، ولغة جميع الرسل والأنبياء والمصلحين الحقيقيين. ألم يخاطب الشاعر العربي الأرستقراطي، أمير الشعراء أحمد شوقي نبي المسلمين بقوله : " الاشتراكيون أنت إمامهم.. "؟ وجدير بالذكر ان هؤلاء الذين ما زالوا يتحدثون بلغة الأربعينيات هم الذين كانوا يشكلون القاعدة الأساسية لجمهورك من المعجبين بشعرك، الذي كان من بين أشياء جميلة أخرى، تمنحهم الإحساس بالقوة والصمود في الظروف الصعبة القاسية، وتساعدهم في الليالي المظلمة المعتمة على متابعة الحلم بالمستقبل المشرق، وهو الحلم الذي بدأ مع ظهور أول انقسام في المجتمع البشري بين من يملك الثروة ومن لا يملك.. انه الحلم الذي لا ولن يشيخ وينتهي، حتى لو انهارت تجربة هنا وفشلت محاولة هناك...
في صيف عام 2003 حضرت في بغداد مجلس تأبيني أقامته إحدى منظمات الطائفة المندائية تكريما لعشرات الشهداء من ضحايا النظام الدكتاتوري. وغالبية هؤلاء الشهداء كانوا من الذين بقوا متمسكين بأحلام ولغة الأربعينيات، مع العلم ان معظمهم استشهد بعد الثمانينات. اكتظت القاعة بالحضور فاضطر الكثير منا للوقوف لمدة تزيد عن الساعتين... وبالرغم من اللون الأسود الذي طغى على لون القاعة ، حيث النسبة العالية من النساء اللواتي توشحن بالسواد ، وبالرغم من الحزن الكبير الذي طبع وجوه الحاضرين، إلا ان ذلك لم يستطع ان يخفي إصرار هؤلاء وعزمهم على مواصلة المسيرة التي استشهدت من أجلها تلك الكوكبة من المناضلين الذين علقت صورهم في مدخل القاعة، فانطلقت حناجر الجميع لتعلن عن نهاية الاحتفال بنشيد عمره بعمر الوطن :

سنمضي سنمضي الى ما نريد
وطن حر وشعب سعيد

وسيبقى هذا النشيد يصدع مادام هناك وطن اسمه العراق... انه حلمهم، ولن تستطيع كل السيارات المفخخة والقنابل الموقوتة وأساليب القتل على الهوية، والمحاولات المحمومة لتقسيم الوطن على أسس طائفية وقومية ان تمنعهم من مواصلة المسيرة من أجل غد أفضل ووطن أسعد، تكون خيراته ملك لجميع أبنائه...
أعرف ان الأستاذ شامل عبد العزيز، الذي سخر قبل أيام من ماركس والماركسية، ومن أحلامي وأحلام الملايين من الناس سيواجهني بسخريته اللاذعة وبشماتة العارف بكل شيء : " كم أتمنى أن يفيق الحالمون من نومهم وأن ينظروا الى العالم نظرة مختلفة وأن لا يمضي العمر وتنقضي السنون بالاوهام وأخشى أن تستمر المقولة الصينية بانطباقها على الشعوب:::
ولدوا وعاشوا وتعذبوا وماتوا.............". وليس لدي ما أقابل به حجته القوية، وحكمة أهل الصين، إلا كلمات العالم البرت آينشتاين التي قالها قبيل وفاته في عام 1955 :
" جزء كبير من التاريخ مفعم بالكفاح من أجل حقوق الإنسان، وهو كفاح أزلي، ولن يتكلل بالنصر النهائي أبدا. ولكن أن تكل وتتعب من هذا الكفاح فهذا يعني نهاية المجتمع ".
وجدير بالذكر ان هذا الشيخ العجوز الذي شغل الدنيا خلال قرن من الزمن، كان من أشد المعجبين بالحالم الطوباوي الكبير كارل ماركس، لا بل كان هو شخصيا من أكبر الحالمين، ودفعه حلمه الى كتابة مقالته الشهيرة " لماذا الاشتراكية "، في أول عدد من المجلة الماركسية ( مونثلي ريفيو )، الذي صدر في آيار 1949. وقد دأبت هذه المجلة على نشر تلك المقالة في عدد آيار من كل عام. وقد كبر حلمه الى درجة ان ملفه السري في مكتب التحقيقات الفدرالية في واشنطن زاد عن 1800 صفحة، وتضمن العشرات من التهم، كان في مقدمتها انضمامه الى 32 حزب شيوعي ومنظمة يسارية!!!
حقا ما زال في هذا العالم العجيب الكثير من السذج والمغفلين، حتى وان كانوا من أعلم العلماء!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقه
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 26 - 05:46 )
نصف الحضور شيوعيين والنصف الاخر رجال امن يراقب الحضور ---هي حقيقه ان يراقب امن النظام المؤتمرات الثقافيه بمختلف اتجاهاتها وان يكون الحضور هم الشيوعيين فقط لا غير فليست هناك علاقه مطلقا بين نازية البعث والثقافه فهي معدومه تماما والترابط الذي لا ينفصم بين الشيوعيين والثقافه هو سمة كل الاوقات ان كان في الماضي او الحاضر


2 - منهو السياب
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 3 / 26 - 08:23 )
لا ادري كيف لأخي الكريم أ، يشغل نفسه بمثل هذه الأمور فأن كان السيابشيوعيا او نازياأو بعثيا أو قوميا متطرفا فهو لا يغني الآن قيد شعرة ولا يقدم أو يؤخر في الوضع الحالي للعراق
العراق بحاجة الى عمل آني ينقذه من الوهدة التي ينحدر اليها وعليناالعمل بما ينفع الحاضر ويمهد للمستقبل فلا السياب ولا لميعة لهم أثرهم فيتوجهات الناس هذه الأ]ام والف شاعر كبير لا يعادلون أميا جاهلا يعرف من أين تؤكل الكتف لذلك نحن بحاجة للناشطين العاملين القادرين على العمل والبناء لا السائبين والسيابين فالتقلب بين المواقف ميزة للكثيرين ولكن هذا التذبذب لا يلغي مكانتهم الأدبية ولمكانتهم الأخلاقية والمبدئية مكانها الآخر في موازين التقييموالسياب الذي تنكر لمبادئه وانقلب عليها وندد بها لا يستحق كل هذا البحث والنقاش لآنه اما يكون في الأولى مغفلا أو في الثانية وفي كل الأحوال فهو خال من الرأي السليم لأنه أختار وترك الأختيار لنقيضه بغض النظر عن تبريراته التي يحاول من خلالها أجلاء ما علق بسمعته من غبار

اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة