الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية الحلقة (5)

مركز الدراسات والبحوث في الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي

2009 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في الحلقات الماضية من دراستنا هذه ، كنا قد أشرنا إلى التلازم الموضوعي بين قيم الليبرالية الديمقراطية وبين حاجات أمتنا للنمو والتقدم .




وقلنا : في حينه إن سيرورة التلازم ترتبط في الكيفية وفي الطريقية التي تتم فيها إعادة إستكشاف الذات والإرادة معاً ، وهذا يتم من خلال رفض حالة السكون وحالة الفوضى ، التي يُروج لها في حياة الشعب والأمة ثلة من الرجعيين والمتخلفين ، فالتخلف في المعنى البسيط : هو سلوك أو عادة يمارسه أو يمارسها الفرد أو الأفراد ، إما عن جهل أو عن قصد ، وهو في الحالتين مخاتلة وتدليس في التعاطي مع قضايا الحياة و التراث و الدين .




ومن هؤلاء من تصدى للكلام عن الليبرالية الديمقراطية ، و منهم كذلك من تصدى لممارستها وهو جاهل بها ، لذلك فقد أساءوا لمعناها ولقيمها الكبيرة ، وخلقوا النفور منها ومن إرادتها ، لكن ضرر هؤلاء في الجملة محدود ، وهناك من تصدى للكلام عن الليبرالية الديمقراطية بدافع الربح والمصلحة والإستغلال ، وهؤلاء يمكننا ان ننعتهم من دون تردد بالدجالين المحترفين المريبين ، وفي مجتمعنا من يتحرك من هؤلاء تحت مسميات متنوعة ، و يمكن رصد هؤلاء من خلال تناقض كلامهم وسلوكهم ، وهناك صنف ثالث : يمكن وصفه بذوي النوايا الحسنة ، قليلي الحيلة الذين لم يرتفع سقف تفكيرهم إلى مستوى نواياهم ، وهم من يُسيء من حيث يقصد الإحسان ، ولهؤلاء يجب ان نركز الإهتمام والكلام ..




فالغايات النبيلة واحدة عند المخلصين مع إختلاف الرؤى والنظرة ، فالليبراليون مثلاً هم في ذلك على السواء مع اليساريين والقوميين والإسلاميين ، لأنهم أي الجميع ينشدون قيمة واحدة ويطلبون قيمة واحدة ، هذه القيمة يمكن حصرها في الخير العام والتقدم والرفاهية والسلام للشعب ، والغاية النبيلة تظهر في حرص الجميع على القيم الأخلاقية الفاضلة وعلى المحبة ، مع التسليم بالإختلاف في الأدوات والوسائل التي تحقق ذلك .




هذا هو فكر الليبرالية الديمقراطية الذي يخالف بل يناقض كل ما يرمي إلى التحلل عن قيم الشعب ومرتكزاته التاريخية والإنسانية ، نقول هذا : لأننا نؤمن بان - الليبرالية الديمقراطية - بمعناها الواقعي الصحيح ، هي حركة فعل الأمة العراقية قبل ان تخبو بفعل الدكتاتورية والإنحباس الفكري والرواسب الثقافية البالية .




نقول هذا : لأن ما نسعى له هو التحرر الفعلي للأمة ، من كل مايُثقل حركتها ويُعيق تقدمها ، فنحن نؤمن بمدى وخطورة الأضرار التي لحقت بها ، جراء فعل طبيعة الأستبداد الذي كان يحكم ، وكذا في طبيعة العنف والتثوير الطائفي والمناطقي الذي تلى ذلك ، كل هذا حجز بين وعي الأمة وإرادتها ، مما جعلها تتحرك في بعض الأحيان وفق منطق الرغبة الوقتية والنوازع العاطفية ضيقة الأفق التي سببت لها الإنتكاسات في المشهد الظاهر من بعض الحقيقة .




ولكي تسترد الأمة قدرتها على الحياة ، يلزمها بذل جهد غير عادي و كبير تستطيع من خلاله خلق روحها الجديدة ، وهذا ما ننوه إليه بل نسعى إليه في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - سواء عبر ثقافته التنظيمة أو من خلال ما يُعممه كمنشور دوري للجميع ، قاصداً في ذلك تنمية روح الحياة لدى الأمة ، والعمل على صيانة القيم الوطنية والشعبية والثقافية ، والإستجابة الممكنة لحاجات الأمة ببذل الجهد المسؤول ، وتفعيل روح الشعور بالإنتماء الحقيقي للوطن ومنظومته القطرية كما هي محددة بالفعل ، وتحرير الشخصية العراقية من كل عقد التاريخ والجغرافيا .

في تلك الحالة ومعها فقط يمكننا إسترداد حبلنا السري بين ماضينا المزدهر وحاضرنا الطامح ، وتجديد صلتنا بماهو كبير ورائع خدمة لقيم العدل والحرية والسلام ، قيم العلم والتقدم والتحرر والنور للجميع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نوايا حسنه
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 29 - 12:06 )
نوايا حسنه وشريفه للحزب اللبرالي الدمقراطي ولكن هل يفهمها رجل الشارع العراقي ؟ هل يمكن ايصالها لكل الناس وهذا هو المهم ؟ ان اثراء الحياة السياسيه العراقيه بهكذا مفاهيم نبيله هو مقصد شريف ومطلوب ولكن المهم هو الانسانى العراقي وكيفية ايصالها له

اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة