الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعتذار للشعب السودانى الشقيق

مايكل نبيل سند

2009 / 3 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من حوالى سنة ، كنت بزور مدونة " كشف القناع " بتاعة المدون السودانى الشهير " عماد الدين الدباغ " ... كانت ساعتها الذكرة السنوية الأولى لمذبحة السودانيين ، اللى قام بيها كلاب الأمن المركزى المصرى بأوامر من قائد المماليك حبيب العادلى ... طبعا هو كان متضايق جدا ، و كان كاتب نوت سخنة فى حق الأمن المصرى ، و طبعا الكلام طرطش على مصر و على المصريين بدون قصد منة ، و طالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر ، و طرد المصريين العاملين بالسودان ، و حاجات شبيهة بكدة
يومها أنا حسيت بأحراج شديد جدا ... أنا كنت مقدر لشعورة ... أنا نفسى بقول نفس الكلام لما حد مصرى بيتظلم فى الخليج او فى اى دولة قمعية ... فعلا مكنش فية اى مبرر يسمح لبلطجية الأمن المركزى أنهم يقتلوا و يضربوا لاجئين سودانيين ، هربانين من سعير نار البشير ، و طالبين اللجوء لمصر وطنهم التانى ، حسب حق اللجوء السياسى اللى بينص علية الدستور المصرى ... لكن واضح أن نظام مبارك ، كان مصر أن مفيش سودانى يقدر يهرب من تحت سيف البشير
ساعتها أعتذرتلة ، و أعتذرت لكل الشعب السودانى ، بأعتبارى مصرى تأذى أنسانيا من الحادثة ، و مقدر تماما للألم و الإهانة اللى سببتها الحادثة دى لأخواتنا السودانيين ... و عماد الدين ساعتها رد عليا رد شيك ، و قدر مشاعرى ، و أتفقنا على أن جرايم النظام المصرى لا يحاسب عليها الشعب المصرى

و لكن يبدو أن نظام مبارك مش قادر يستحمل أن المصرى يبقى رافع راسة قدام أى مواطن على مستوى العالم ، و فى أصرار متكرر على تجاهل الدماء المسفوكة فى السودان بأستمرار من ساعة ما البشير قام بأنقلابة المدعوم من عسكر مبارك ... و حرص على أنة يصدمنا صدمة تانية توسخ صورة مصر و المصريين قدام العالم كلة
يوم الأربعاء الماضى أستقبل مبارك ، فى القاهرة ، زعيم العصابة السودانى ، محمد عمر البشير ، مجرم الحرب ، و المسئول مسئولية مباشرة عن الأبادة الجماعية لعشرات الألوف من أهالى دارفور المسلمين ، بالأضافة لأغتصاب حوالى 200 ألف فتاة و سيدة ، و تهجير 2 مليون مواطن دارفورى ، و اللى مطلوب القبض علية طبقا لقرار من المحكمة الجنائية الدولية ... و اللى يزيد الخبر دة مرارة ، أن مصر كانت تانى دولة تستقبل البشير من ساعة ما القرار صدر .. و الدولة الأولى كانت أريتريا ، اللى بيحكمها أسائيس أفورقى ، الدكتاتور اللى بيسحق بعسكرة حوالى 3 مليون أريترى ، بدون أى نوع من الحريات أو حتى دولة قانون

يمكن الواحد بيستحمل جرايم نظام مبارك و بيصبر شوية ، على أساس أننا كلنا مصريين و أنها مشاكل داخلية ، و لما بنطلع برا مصر العالم كلة بيحترمنا علشان تاريخنا المحترم و علشان أنسانيتنا البسيطة ... لكن نظام مبارك مصر أنة مايسيبناش نرفع وشنا فى وش أى حد على مستوى العالم ... دلوقتى أحنا بقينا فى نظر العالم كلة ، الشعب الأرهابى اللى بيساند مجرم الحرب عمر البشير ... مش عارف الواحد يودى وشة من السودانيين فين ؟ الواحد يودى وشة من العالم الحر فين ؟؟ ... يا شماتة عصابة مبارك فينا !!

فى النهاية ، أنا لا أملك ألا أنى أعتذر لكل صديق سودانى عن الجريمة اللى عملتها العصابة اللى بتحكم بلدى ، لما أستقبلت زعيم العصابة اللى بتحكم السودان ... بعتذر على توفير مناخ الحرية لمجرم زى البشير ، فى الوقت اللى هو فية مايستحقش الحياة ، بعد ما سلبها من آلاف البشر الأبرياء ... بعتذر و أنا شاعر أن بلدى و كرامتى كمصرى أهينوا لما مبارك تواطئ و مد إيدة للسلام على البشير

عمرنا كليبراليين ما كنا بنبص للسودان على أنها دولة أجنبية ، و حتى حكومات الوفد الليبرالية قبل الأنقلاب ، كانت كلها بتطلع من ميزانية الدولة المصرية معونة تديها للسودان لصالح التطوير ... الجيش السودانى لما أتبنى فى بداية القرن العشرين ، أتبنى بأشراف و دعم من الجيش المصرى ، و كانت مصر من أكبر المدافعين عن تحرر السودان من الأستعمار البريطانى ... طول عمرنا كليبراليين بنعتبر المصريين و السودانيين شعب واحد زى ما كان زمان دولة واحدة أسمها مملكة وادى النيل ( مصر و السودان )
مش معنى كلامى دة أنى بنكر أستقلال السودان و سيادتة على أراضية ، لكنى مقدرش أنكر الترابط التاريخى و الأنسانى بين الشعبين ، و يكفى أنى بلاد النوبة ( بلاد الدهب ) تلتها موجود داخل الأراضى المصرية ، و التلتين الباقيين تابعين للسودان لحد دلوقتى ... وحدة الشعب المصرى و الشعب السودانى وحدة تاريخية مالهاش أى علاقة بأكاذيب القومية العربية اللى داست بأقدام و جنازير العسكر على أخواتنا الأفارقة فى جنوب و غرب السودان

بكرر أعتذارى للأخوة السودانيين ، و بقولهم أنى كان أمنيتى الوحيدة أنى أعرف معاد زيارة البشير لمصر قبلها بفترة كافية ، كان ممكن ساعتها أقدر أعمل تجمع من المعارضين المصريين ، و كنا حاولنا نمنع الزيارة دى بأى طريقة ، أو على الأقل كنا زفيناة زفة محترمة ، و عرفناة أن شعب مصر مش راضى عن جرايمة فى حق أخواتنا السودانيين ، و أن زيارتة لمصر وسخت مصر

أيها البشير ... بلدنا لا تتشرف بزيارتك ... من فضلك ، لا تعود إلينا مرة أخرى

http://ra-shere.blogspot.com/2009/03/blog-post_27.html










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خفيف الروح
علاء الحداد ( 2009 / 3 / 28 - 20:12 )
الاستاذ مايكل
حقيقة اسلوبك فى الكتابة جميل جدا وبيدخل القلب على طول
اول مرة أقرأ العامية المصرية بهذة الروعة و خفة الدم وكذلك
بتعبر عن افكارك بوضوح وبساطة شديدة انا كمصرى مثلك
فخور بك وأبقى اكتب لنا على طول لا تنقطع كثيرا


2 - تميكلت جدا يامايكل
محمد محمود ( 2009 / 3 / 29 - 00:41 )
قبل أن تتهم أحدا أقول لك أن أبناء الأمن المركزي قد أنقذوا مصر من مؤامرة حقيرة قوامها بضع آلاف من غوغائيي جنوب السودان ليأتوا ويعيثوا فيها القلاقل بأمر من الجمعيات إياها في بلاد المهجع والمرجع والجعجع!!!لتكون النتيجة في النهاية هي الكلام الذي تزعمه حضرتك.
وأحب ان أطمئنك أننا لا نحب البشير ولا حكومتنا الغراء ولا الأمن المركزي أما الافتراء على البلد وتسييس كل حدث لخدمة اهداف غربية وصهيونية فهو أمر منافي لكل منطق.
وكان بودي لو أنك حضرت لمصر وأخذت جولة حرة في الميدان الذي كان هؤلاء يعتصمون فيه, ومانشروا فيه من القذارة والمفاسد والعربدة والسكر والمباذل الخلاقية العلنية ثم بدأوا في إيذاء الناس وسرقة المحال والاستيلاء على البضائع بالقوة. وهو مادعا الأهالي للشكوى دون استجابة من السلطات والحقيقة أن الناس اتهمت الحكومة بالتهاون في حق الشعب بتركهم هذه الظاهرة خوفا من الحساسية العرقية والدينية، ورغم تساهل الناس معهم والسماح لهم بقضاء حاجتهم في -المسجد- الموجود بالميدان ومضايقة المصلين. وقد صبرت السلطات عليهم طويلا على أمل أن تستجيب مفوضية اللاجئين ومنحهم التأشيرات المطلوبة (أو حتى لبعضهم) للدول الحنونة التي ليس بها أمن مركزي أو عمر بشير. إلا أن المؤامرة (وأنا من أشد المؤمنين بوجودها ومقالك


3 - تعليق أطول من لمقال ؟؟؟؟؟؟؟
النيل حابي ( 2009 / 3 / 29 - 13:08 )
الي الاخ محمد محمود مباحث
انت كاتب تعليق ولا مقال ؟!
انت دافعت عن همجية جهاز الأمن وكأنه كان يستحيل معالجة المشكلة بحكمة ! وكلنا نعرف ان همجية الأمن المصري تطول المصريين قبل اللاجئين السودانيين ..ودافعت عن جريمة البشير في دارفور . من حيث عدد الضحايا . وكأن العدد لو كان قليلا لانتفت الجريمة ؟؟!
وكل ما عندك هو ادعاء وجود مؤامرة علي مصر وكأنه يمكن احداث انقلاب في مصر بكام ألف لاجيء سوداني جنوبي مسكين حتي ولو كانوا لا يمتلكون سوي الخناجر ..!؟
بصراحة جعلتني اشعر بأن هذا تعليق كتبه أواحد من جهاز الأمن - شكرا

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل