الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في نقابة الأطباء الأردنية؟

عمر شاهين

2009 / 4 / 8
الحركة العمالية والنقابية


منذ تولي النقيب والمجلس الحالي المسؤولية، والأمور تسير من سيئ إلى أسوأ. إذ سلك الفريق سلوكا إقصائيا تجاه ممثلي القائمة الخضراء بحجة إبعادهم عن المناصب السيادية. وجرى منع إقامة ندوة حول المساءلة الطبية، والتضييق على الزملاء في الحديث في جلسات الهيئة العامة, وتوالى طبخ الأمور خارج جلسات المجلس... وقد نبهنا الزملاء إلى ذلك، ولكن دون طائل.

لقد وصلت الأمور، في جلسة الهيئة العامة منذ بضعة ايام، إلى درجة تهديد النقيب للزملاء بالاستعانة بقوات الأمن لفض النقاش. كما خرج وصحبه عن العرف المتبع لعشرات السنين بتشكيل لجنة الانتخابات مناصفة بين الفريقين, بطريقة مخادعة، واستحوذوا على كامل اللجنة. علما أنهم اتخذوا قرارا بالفرز الإلكتروني للأصوات, وجرى اعتماده لوحده مع أنه يطبق للمرة الأولى. إذ من المفترض أن يتم تطبيق النظامين في آن معا للمرة الأولى، منعا للأخطاء، كما جرت العادة.

ويتحكم في المجلس الحالي ثلاث قوى رئيسية (ائتلاف البيضاء والإصلاح)، باستثناء ممثلي القائمة الخضراء, وهي: الإخوان المسلمون, وقوى موالية لتدخل الدولة في النقابات، و قوى مدعومة من بعض قيادات فتح في الأردن.

أما الإخوان المسلمين فقد نشؤوا في أحضان الرجعية الأردنية, وتربوا على العداء للقوى الديمقراطية والعلمانية, وهم إذا اختلفوا مع الرجعية أو الرأسمالية العالمية فالخلاف كان حول المكاسب، أو الطرق الأنجع لتنفيذ المهام، أو التسميات: ربح أم مرابحة، معاهدة سلام مع إسرائيل أم هدنة لمائة عام... وهم مخترقون من قبل الأجهزة الأمنية بشكل منهجي، وفي كافة الحلقات. ورغم تذمرهم الواضح على تزوير الانتخابات البلدية، إلا أنهم التزموا الصمت في الانتخابات النيابية وغدروا حلفائهم مقابل الحصول على 6 مقاعد. وإذا ما استفاقوا أخيرا لمحاربة إسرائيل، فذلك لإيجاد مخرج للتخلي عن مزايداتهم، والمحافظة على مكتسباتهم التي حصلوا عليها في موالاتهم للدولة في ضرب القوى القومية واليسارية لعقود خلت.

أما بعض قيادات فتح فقد عقدت صفقة مع السلطة للعودة إلى الأردن بعد أحداث أيلول 70, يتم بموجبها إعطاء تسهيلات محدودة لتحركها، مقابل عدم الإعلان عن وجود تنظيم لفتح، وتسخير التنظيم الموجود فعليا، لتزويد الأجهزة الأمنية بالمعلومات، ولإبعاد الأردنيين من أصل فلسطيني عن النضال الوطني والطبقي، تحت حجة أولوية الاهتمام بالقضية الفلسطينية. وتقوم هذه الأوساط، رغم شجب واستنكار أبناء فتح المخلصين، بالتنسيق اليومي مع الأجهزة الأمنية، في التخريب على الحركة الوطنية الأردنية في النقابات العمالية والمهنية، وفي أي نضال وطني أو مطلبي. وكل ذلك مقابل مكاسب تافهة, وتحت حجة خدمة القضية الفلسطينية. إلا أن اليمين الفلسطيني قد فرط في المصالح الوطنية الفلسطينية وعلى حساب الحركة الوطنية الأردنية. فمن يضحي بمصالح الحركة الوطنية الأردنية ويغدر بها، وهي التي تضع القضية الفلسطينية والقضايا العربية في مركز الصدارة على الدوام، لا يمكن أن يخلص لقضايا شعبه.

أما فريق الموالاة وهم من العناصر الانتهازية، التي تنقلت بولاءاتها هنا وهناك في البداية من أجل التخريب، وأخيرا افتعلت الخلافات مع القائمة الخضراء، وهي الآن الأكثر نفوذا بسبب دعم أصحاب البزنس والليبراليين الجدد، والأجهزة الأمنية لها. الم يتنطح النقيب لنصرة الليبراليين الجدد وهاجم الشخصيات الوطنية الأردنية، التي أصدرت بيانا يطالب بوقف بيع ممتلكات الدولة؟

والسؤال المطروح، ما الذي جمع ووحد جهود هذه الفئات الثلاث رغم الاختلافات الكبيرة الظاهرة بينها؟ إنها، بالإضافة لعوامل أخرى، وحدة المصالح والمرجعيات خارج الأردن. فمشروع الإخوان المسلمين الدولي والإقليمي لا يضع الأردن في مركز الاهتمام، وقيادات فتح تلك لا ترى في صورة الأردن إلا مخيمات اللاجئين، كورقة مساومة لحين الحصول على أهدافها الهزيلة في صفقة مع إسرائيل. أما الليبراليون الجدد فهذا معدنهم، الولاء للرأسمال العالمي، وقياداتهم تقضي معظم أوقاتها في الخارج، إلا وقت جمع المال. وكلهم يرون في الأردن كيانا مصطنعا، كل من وجهة نظره:فما الأردن بالنسبة إليهم أمام الدولة الإسلامية، أو العولمة الرأسمالية، أو تصفية قضية اللاجئين؟

لقد استطاع التحالف الثلاثي، في الدورة الماضية، اتخاذ قرارات عنصرية، مدعومة من ديوان التشريع والرأي التابع لرئاسة الوزراء، حرمت الأطباء غير الأردنيين من حقوقهم النقابية، ومعظمهم من العراق وفلسطين، غير آبهين بالأوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعبان الشقيقان تحت الاحتلال، تلك القرارات التي أدت إلى تخفيض سقف الأجور لكافة الأطباء نتيجة المضاربة.

لقد انتهج (ائتلاف البيضاء والإصلاح) سياسة استثمارية مغامرة تمثلت في الإكثار من شراء الأراضي بأثمان مرتفعة مخالفين التوصيات والتعليمات السابقة، مما قد يؤدي إلى أزمة جديدة للصندوق على المدى القريب مشابهة لعام 1995. وقد تهاون هذا التحالف مع المطبعين، وفي الدفاع عن أطباء الامتياز، وحقوق أطباء القطاع العام، وحمايتهم من الاعتداءات المتكررة، أو في التصدي للخصخصة، أو لحل مشكلة التأمينات... ومارس الترويج المنهجي للمساءلة الطبية خارج إطار قانون النقابة لفتح مجال جديد للبزنس الطبي، وتراخى في التصدي لشركات الدواء، إن لم يروج لها، التي تقوم بترتيب الرحلات السياحية للأطباء على حساب فاتورة دواء المواطن.

الوضع الراهن يتطلب من الزملاء تحمل مسؤولياتهم، والابتعاد عن اللامبالاة، والإقبال على الاقتراع يوم الجمعة القادم، الموافق 10 نيسان. فصوتكم هو الكفيل بوقف التدهور الحاصل، وهو أداة التغيير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا يبين خطأ التحالف مع الرجعية في أي وقت من الأوقات
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 4 / 8 - 13:54 )
شكراً للدكتور عمر شاهين على الكشف المهم للقوى المتخلفة والانتهازية التي تختطف عدداً من نقابات العمال الأردنية.. القوى الثلاث المذكورة في المقال لم تنحز في يوم من الأيام إلى المصالح الحقيقية العمال لتتولى الإشراف على النقابات،، بل هي كما اتضح من وصفك الدقيق لنشأتها وصعودها كانت لها أجنداتها الخاصة التي كانت دائماً على النقيض من مصالح العمال والناس

حري باليسار الأردني إذاً ألا يقف موقف الحائر بعد ذلك من أي قضية تخص مصيصة الحكومة أو همج الإسلمجية أو وكلاء لصوص فتح في الأردن ... وإذا وجد يساري نفسه في أي لحظة غير ممانع للتوافق أو التفاهم مع تلك الفئات فليتهم نفسه

شكراً

اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس