الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المثقفون والعقلية الحزبية
منير العبيدي
2009 / 4 / 12مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد ما يمكن اعتباره "رأي الحزب " في شعر شاعر ما . اللجان القيادية في حزب ما و منها الاحزاب اليسارية و الأحزاب التي حكمت في البلدان الإشتراكية مثل اللجنة المركزية أو المكتب السياسي لا تعقد اجتماعا من اجل مناقشة الموقف من شاعر و من شعره ، الذي يحصل ان تستمع هذه اللجان الى رأي متخصصين في مجالات الادب و الفن ، و هؤلاء المتخصصون هم " ادباء" و "فنانون " لديهم في الغالب مواهب متواضعة و مراكز حزبية مرموقة يستعملونها لتأويل القصائد و اللوحات و النتاجات الابداعية تأويلا سياسيا عقائديا و ليس من النادر بل من الغالب ان يكون لهؤلاء " القضاة " دوافع اخرى لتأويل العمل الابداعي منها الحسد و الغيرة و محاولة اسقاط الآخرين و العديد من الأمراض العصابية المرتبط بالفشل الإبداعي .
استمعت بعض الأحزاب لآراء هؤلاء "الخبراء" ممن جروا هذه الأحزاب الى علاقة متوترة مع الوسط الثقافي و كانت هذه أحد مسببات الركود الفكري في الدول الاشتراكية و في مقدمة العديد من العوامل التي قادت إلى السقوط. نتناول هنا مثالين من الدول الاشتراكية .
ميلان كونديرا و سولجنستين
" بدا وجهها مقطبا ، و مغلقا و عجوزا إلى حد مدهش . وحين سألها عن السبب الذي جعلها شديدة الصمت ، أخبرته أنها لم تكن راضية عن الطريقة التي تحابا بها . و صارحته بأنه راح يمارس الحب كأي مثقف . "
" و الحق أن كلمة مثقف كانت تعادل آنذاك في الرطانة السياسية المتداولة شتيمة خالصة . إذ تعني الكلمة رجلاً لا يدرك كنه الحياة بتاتا و كائنا منعزلا عن الشعب " .
هذا المقتبس المحصور بين قويسات هو من رواية " الضحك و النسيان " للكاتب الجيكي الحائز على جائزة نوبل ميلان كونديرا .
عدا محتوى المقطع المقتبس الذي يعكس الموقف العام في الدول الاشتراكية من المثقف بفعل المدرسة الستالينية التي تربى عليها اغلب قادة هذه الدول ، كما هم العديد من كوادر اليسار العراقي ، فإن كونديرا اختلف عدة مرات مع الحزب الحاكم في جيكوسلوفاكيا و فصل من عمله بعد دخول القوات السوفييتية عام 1968إليها لأنه كان من المؤيدين لحركة التحديث فيما عرف بربيع براغ ، بعدها ترك كونديرا جيكوسلوفكيا بعد أن مُنعت كتبه من التداول و انتقل إلى فرنسا ثم أسقطت عنه الجنسية الجيكية بسبب كتابه آنف الذكر " الضحك و النسيان " عام 1978.
حين تكون الكتب التي يكتبها كاتبٌ ما موضعَ رضا السلطات و مسموحٌ لها بالتداول فان المنع سوف يشملها بأثر رجعي اذا ما كتب نفس الكاتب لاحقا شيئا يغضب السلطات لأنها سوف تعمل على إزالة اسمه من ذاكرة القراء و لن تكون معنية بمحتوى الكتاب فقط .
لم يكن مثال ميلان كونديرا أو السياب مثالا منعزلا في العلاقة الإشكالية بين المثقفين البارزين و الساسة عموما و بينهم وبين احزاب اليسار الماركسي خصوصا سواء على الصعيد العالمي أو العربي والعراقي و قد سلطنا الضوء على ذلك في عدة مقالات و لكن الملاحظ أن هناك كتاب يجدون أن اللوم في هذه العلاقة المتوترة و الإشكالية يقع دائما على المثقف بالكامل .
فسولجنستين على سبيل المثال لم يكن محرفا مرتدا أو منشقا كما نُعِت من قبل يساريين لم يقرأ أغلبهم أيا من كتبه ، بل كان ببساطة ناقدا .
و لكن المثقف لا يمكن إلا أن يكون ناقدا طالما كان مخلصا لنفسه و للحقيقة ، فليس مهمة الثقافة تدبيج المديح على طريقة الشعراء الجالسين عند قدم الخليفة ، بل مهمة المثقف ممارسة النقد كوسيلة للارتقاء ، فكلُ واقعٍ ينبغي أن يكون بالنسبة للمثقف غيرَ مرضٍ ، حتى لو جاء إلى السلطة الحزب الذي يمثله ، هذا إن كان ثمة حزب يمكن ان يمثل المثقف بشكل واف شامل ، لأن من الممكن دائما الوصول الى واقع أفضل و هذا متوائم مع الجدلية الماركسية أكثر مما يتواءم معها العمل على إضفاء الخلود على أفكار و أنظمة وقادة رُفعوا الى درجة القدسية.
يُنتظر من الحزب والدولة أن يحققا آلية استيعاب النقد و ليس آلية المحاربة و التشهير كما فعلت السلطة السوفيتية مع سولجنستين حين قامت ، على غرار ما فعلت السلطات الجيكية مع كونديرا و آخرين ، بتجريده من الجنسية و منعت كتبه من التداول في كامل أراضي الاتحاد السوفييتي و لم تُعد الجنسية له إلا بمجيء غورباتشوف الى السلطة .
و حين نقول ان سولجنستين كان ناقدا لكل شكل من أشكال الواقع القائم سنرى أنه بعد انتقاله الى الولايات المتحدة للإقامة هناك وجه نقدا لاذعا لما سماه بالمجتمع الأمريكي السطحي ، و بعد عودته إلى روسيا لم يتوقف عن مهمته النقدية فكشف عن وحشية الرأسمالية الناشئة هناك و هيمنة المافيات على الحياة الاقتصادية و خيبة أمله بروسيا " الجديدة " .
طبعا لم نناقش نحن الشيوعيين و اليساريين حينها ( أغلبنا لم يفعل هذا حتى اليوم ) لماذا جرد سولجنستين و كونديرا و العشرات من الكتاب من الجنسية بل أيدنا في الواقع صراحة أو ضمنا مثل هذا الفعل و شاركنا في تسميتهم مرتدين أو منشقين أو صمتنا على الإجراءات التعسفية ضدهم في أحسن الأحوال ، كما إننا لم نسأل : " هل جنسية شخص ما هي من هبات الحكومة أو الحزب ام إنها حق ثابت مكتسب لا تمتلك أية حكومة حق المساس به ؟ " كما إننا لم نلاحظ مثلا أن هذا التجريد من الجنسية حصل لأن هؤلاء الكتاب سطروا شيئا ما على الورق و إنهم لم يرفعوا سلاحا ضد احد .
كيساريين رفعنا احتجاجنا على السلطات الأمريكية و مشروع مكارثي سيء الصيت في تجريد المواطن الامريكي من جنسيته استنادا الى قناعته السياسية و رفعنا صوتنا بالاحتجاج على ما فعلته سلطات العهد الملكي مثلا بنزع الجنسية عن العراقيين المبعدين مثل الراحل كامل قزانجي و لكننا صمتنا عن نزع الجنسية عن العديد من الكتاب من الاتحاد السوفييتي السابق و الدول الاشتراكية .
اليسار و نقد الذات
الثقافة المسيحية تتضمن الاعتراف . لا نعرف أن كان الاعتراف من أصول المسيحية أم انه ممارسة ألحقت بها بعد تطور المجتمع المدني ، و بغض النظر عن الجذر الآركيولوجي فإن الاعتراف هو الخطوة الأولى نحو إصلاح الذات ، و على العكس مما يقوله بعض كتاب اليسار ، فقد كان اليساريون أو لنقل اليسار الرسمي آخر من يعترف بالأخطاء و أن نقد الذات لم يمارس بشكل جدي ، و تاريخ العراق مليء بعلامات الاستفهام التي ما تزال بدون إجابات أو تلك التي تمت الإجابة عليها بتحميل المسؤولية دائما لطرف ما غير الذات ( الظروف الموضوعية ، النظام السابق ، الإمبريالية ، العولمة .. ألخ ) .
و لكن مشاكل اليسار اغلبها داخلي ، ولم تكن العوامل الخارجية سوى عوامل مساعدة كما ينص على ذلك منهج ماركس نفسه ، و كانت اغلب تلك المشاكل ناشئة عن رفض التحديث و الاستماع للأصوات الناقدة .
التحديث ليس موقفا يُمارَس مرة واحدة فيُصبحَ ختما غيرَ قابل للإزالة يَسِمُ المُسمّى و يلازمه أبد الآبدين ! بل هو صيرورة مستمرة ينبغي أن لا تتوقف . لا يكفي أن نكون حداثيين في يوم ما لكي نكون حداثيين إلى الأبد ، ينبغي أن نكون حداثيين دائما و دائما و بإصرار ، الحداثة تحتاج إلى مراجعة دائبة للمستجدات كما تتطلب التحلي بالشجاعة لنبذ القديم و تبني الجديد و التغلب على مقاومة الأوساط المحافظة التي تفرّخ باستمرار أو تعيد إنتاج نفسها بانتقال حداثيين إلى مواقع محافظة بحكم التقدم في السن أو الوصول إلى السلطة أو تولي مسئولية من المسئوليات أو عدم التحلي بالمرونة الكافية .. الخ .
لا يمكن إدامة عملية التحديث المستمرة و المحافظة عليها كصيرورة الا بالمراجعة ، و لا توجد مراجعة جدية بدون حوار و بدون تعددية المنابر التي هي التعبير الملموس عن الديمقراطية الداخلية .
شهد الحزب الشيوعي العراقي عملية تحديث في أعقاب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفييتي و تسنم القيادةَ فيه شبابٌ يمتلكون انفتاحا نسبيا على التيارات الفكرية الانسانية ماركسية او غير ماركسية و أشكال من الابداع متنوعة فتحول إلى حزب جماهيري و لكن العملية لم تستمر طويلا فقد سقط الحزب الشيوعي السوفييتي بعد تنحية خروشوف في مرحلة من الركود لم تنته إلا بسقوط الاتحاد السوفييتي و كان لهذا طبعا انعكاساتها لدينا أيضا .
و لم يكن الموقف من التحديث مختلفا لدى الاحزاب الشيوعية الحاكمة في الدول الإشتراكية قبل سقوط الاتحاد السوفييتي .
فعمليات التحديث التي طالب بها في الخمسينات من القرن الماضي شيوعيون لا غبار على نزاهتهم في هنغاريا قد قمعت بالدبابات و أعدم على إثرها إمري ناج و دخلت القوات السوفييتية و قوات حلف وارشو إلى جيكوسلوفاكيا على اثر تصاعد عمليات المطالبة بالإصلاح .
و تم فيما بعد التشهير بالشيوعية الأوربية ( الاورو كومونزم ) إذ تصدى لها الستالينيون الجدد . و كانت أحزاب شيوعية في أوربا الغربية قد وجدت بأن الطريقة القديمة للشيوعية لم تعد تلائم المتغيرات فدعت إلى العمل بالتعددية و المزيد من الديمقراطية قبل فوات الأوان و لكن الدعوات هذه لم تلق آذانا صاغية و استمر الاصرار على النهج الخطئ حتى السقوط في الهاوية ، ففي موسكو قال زغلادين مرشح اللجنة المركزية للدارسين في المعاهد الحزبية في موسكو لممثلي الأحزاب الشيوعية في أوربا الغربية من الذين اللذين اقترحوا التعددية طريقا للتحديث : " لقد حصلنا على الحكم بآلاف الشهداء ، لن نعطي لأي شكل من أشكال المعارضة سنتمترا واحدا " .
لم يكن هذا سوى نفس منطق الانقلابيين العرب الذي احتكروا السلطة لعقود : " وصلنا بالقوة و لن نخرج إلا بالقوة " و كأن السلطة غنيمة .
علميات التحديث
و في عقد الثمانينات كان من المتوقع ان يقود الشيوعيون المقيمون في اوربا عمليات تحديث و ( دمقرطة ) داخلية و موقفا منفتحا على عمليات الحداثة الأوربية ، بحكم احتكاكهم بأنظمة ديمقراطية ـ ليبرالية و تعددية و لكن العكس هو الذي حصل فقد ادت عمليات القمع التي وجهها النظام الديكتاتوري و تشريد ألوف الشيوعيين التي تزامنت في ما بعد مع سقوط الاتحاد السوفييتي إلى نتائج عديدة لم تكن بالحسبان أهمها فقدان البوصلة لدى أوساط واسعة و تغليب الهويات الفرعية ثم ، و هذا هو الأكثر ظهورا ، العيش على ذكريات الماضي بما يشبه النوستالجيا و التمسك بكل ما يذكر بأيام الازدهار حتى لو لم يعد ذلك يتماشى مع التطورات الجديد و بقي الخطاب الأيديولوجي و ليس السياسي هو المهيمن ، و لم يكن الموقف من الثقافة أفضل .
لم يكن هناك أي اندماج بالنسيج السياسي و الاجتماعي للدول المضيفة لم تكن هناك أي نية لدراسة واسعة لجوهر المجتمع المدني الراسخ في مجتمعات اوربا الغربية أو آليات التعددية الفكرية و السياسية . كان تبني التغيير قد تم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي فقط و ليس اعتمادا على استشراف حتمية التغيير استنادا الى الأزمات المتلاحقة الملازمة لحكومات الحزب الواحد التي استعارتها منا أنظمة الطغيان التي حاربتنا بسلاحنا كما لم يكن التغيير سوى شعار ولم يدخل ابدا حيز التنفيذ الملموس في الممارسة ، بل باتت اساليب العمل اكثر سرية و تمويها و كان ثمة افتقار واضح للشفافية و الى المكاشفة امام الجماهير كأسلوب عمل لينيني .
الأحزاب المختلفة بما في ذلك حزب اليسار في المانيا تعقد مؤتمراتها بشكل علني و منقول على الهواء و يجري النقاش و الصراع الفكري أمام الجميع ، لا يوجد ما يجب إخفاؤه .
إن ما تقوم به الأحزاب في المانيا و في دول اروبا الغربية الأخرى ليس بدعة ليبرالية ، لقد كان لينين يناقش رفاقه علنا ، يدعوهم امام العمال لكي يطرحوا آراءهم في المعامل و الاجتماعات العامة ثم يطرح رأيه و يطالب العمال ان يعبروا عن وجهة نظرهم بما قيل وسُمع و كانت كل حواراته الفكرية الحاسمة مع اعضاء اللجنة المركزية و المكتب السياسي تنشر في البرافدا : الرأي و الرأي المخالف جنبا إلى جنب رغم كونه زعيما شعبيا لا ينافس و إن الجماهير ستتبعه و تثق به و لكنه لم يتخل ابدا عن اعطاء الفرصة لخصومه الفكريين للتعبير عن آراءهم .
لم تتم اية بادرة لدراسة متطلبات الإصلاح و إنما نُعت اغلب الداعين الى الإصلاح بالارتداد والخيانة ، وحين جاء غورباتشوف كان الأوان قد فات و تراكمت عوامل الهدم التي لم تكن بفعل الإمبريالية و العدو الخارجي إنما كانت قبل كل شيء بفعل عناصر الهدم الداخلية والفساد و البيروقراطية و عدم الكفاءة الاقتصادية و كلها بسبب عدم السماح بالنقد و عدم و جود تداولية .
و لو أن المثقفين الناقدين لم يقمعوا ، لو ان حرية و تعددية الصحافة كانت مكفولة ، لو أن نداءات النقد و الإصلاح قد استمع لها بجدية لما وصلنا الى الكارثة التي أدت الى سقوط منظومة كاملة من الأنظمة و إفلاس العشرات من الأحزاب و ضياع دماء مئات الألوف من الشهداء من الذين كانوا يحلمون بمستقبل زاهر .
إننا جزء من اليسار العالمي و قد تربينا على الثقافة اليسارية التي أنجزت أصولها في الغرب و في الدول الاشتراكية فيما بعد و من غير الصحيح فصل ما جرى لدينا و خصوصا في مجال الموقف من الثقافة عن الموقف منها من قبل أحزاب اليسار الماركسي في الغرب و في الدول الاشتراكية و الادعاء بأننا غير مسؤولين عما جرى هناك و إنما يقع ضمن مسؤوليتنا نقد موقف عموم اليسار العالمي من الفكر و من الثقافة و من المثقفين و إعادة تقييم الموقف في كامل التاريخ الذي غطى هذه الفترة.
و بدلا من ذلك فقد سلطت النار على المثقف لأنه ناقد و شكاك و متسائل و تحولت الإشكالية بين المثقفين و أحزاب اليسار الى أزمة و انفضاض واسعين ، و بدلا من أن نقوم كيساريين نرغب أن نرى الأحزاب التي تمثلنا تنجح و تجدد تقييم علاقاتها مع المثقفين نلجأ الى لوم الطرف الآخر دائما . فهناك دائما طرف مخطئ مقابل طرف هو دائما على صواب ، الطرف المخطيء طبعا هو دائما المثقف و الطرف المصيب هو و أيضا دائما الحزب أو بالأحرى البيروقراطية الحزبية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الموقف من السياب ؟
عدنان عاكف
(
2009 / 4 / 12 - 01:08
)
يثير الأستاذ العبيدي موضوعا قديما - جديدا، يتعلق باشكالية العلاقة بين المثقف المبدع والسياسة، وخاصة مع قوى وأحزاب اليسار. وهو موضوع مثير للجدل بالنظر لأهميته لجميع الأطراف : المشاركة في النشاط الثقافي - السياسي: المثقف والسياسي والقارئ. ويحضرني بهذا الشأن الكتاب القيم الذي صدر في العام الماضي للكاتب المعروف رضا الظاهر - موضوعات نقدية في الماركسية والثقافية -.. برأيي ان نقطة الضعف في تناول السيد العبيدي لهذا الموضوع تكمن في انه ركز على المسئولية التي يتحملها السياسي، وأغفل وجهة نظر السياسي الذي يتعامل مع المثقف والثقافة
أشار الكاتب الى اسم السياب، بكونه مثال في العلاقة الإشكالية بين المثقفين البارزين و الساسة عموما و بينهم وبين احزاب اليسار الماركسي خصوصا سواء على الصعيد العالمي أو العربي والعراقي. وبالفعل يعتبر السياب المثل الأكثر حضورا عندما يدور الحديث حول الموضوع. لكني لم استطع ان أعثر حتى الآن على مثال واقعي واحد يمكن ان يكشف عن علاقة الحزب السلبية من السياب وشعره ، مع العلم ان الجميع يتحدث عن تلك العلاقة. وسأكون ممتنا للكاتب لو ساعدني بالوقوف على مثل واحد.
2 - المثقف والبهرزي
يعقوب
(
2009 / 4 / 12 - 06:46
)
عزّ علي يا بهرزي أن تضلّ وراء العبيدي الحاقد على الحزب الشيوعي العراقي لأنه فشل في اغتنام مركز رفيع . في التحليل الماركسي أن جميع المثقفين أي من يمتهنون الثقافة هم خونة وذلك لأن إنتناجهم ليس من أسباب الحياة ومع ذلك يطالبون دائماً في أن يكون ميزان العدل الإجتماعي في أيديهم . أيُّهذا البهرزي الذكي اللماح فكر بهذه الحقيقة واكتب مرة أخرى
العبيدي يتحدث عن الركود الثقافي في البلدان الاشتراكية والحقيقة تقول العكس تماماً . العلوم والثقافة السوفياتية غطت العالم بعد الإنهيار . الجدب الثقافي بدا جلياً في البلدان الرأسمالية الأكثر تقدماً
3 - عن الموقف من السياب مرة أخرى
عدنان عاكف
(
2009 / 4 / 12 - 06:49
)
الأستاذ ابراهيم البهرزي
أشرت في تعقيبي أعلاه حبذا لو ان السيد العبيدي يتكرم بمساعدتي بتقديم أمثلة ملموسة عن التعامل الحزبي البيروقراطي السيء للحزب الشيوعي من الشاعر السياب. لقد تابعت ما كتب عن علاقة السياب بالحزب منذ منتصف الثمانينات، وقرأت عشرات المقالات عن الموضوع. وبالرغم من ان الغالبية يتحدث بثقة عن هذا الموقف لكن لم يستطع أي من الكتاب ان يتوقف عند دليل ملموس أو واقعة معينة. ولن أبالغ لو قلت ان أفضل من كتب عن تلك العلاقة هما د. احسان عباس والأستاذ علوش، أي ما كتب قبل أربعين سنة تقريبا. وكل ما كتب لاحقا كان في معظمه تكرارلما سبق ان قيل.
ومن أجل ان نسد الطريق امام محاولة أي - أمي حزبي - وأي - مثقف ضحل الابداع - ينبغي ان يكون موقفنا معتمدا على حجج قوية مستمدة من الواقع وليس من جمل بلاغية. سأكون شاكر لكم لو تكرمتم بتقديم المعلومات المتعلقة بمحاولات تشويه سمعة السياب من قبل الجهة التي وجهتم اليها سهام نقدكم
مرة أخرى أسمح لنفسي ان أشير الى الكتاب القيم - موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة - للأستاذ رضا الظاهر، الذي صدر قبل فترة. وتأتي أهمية هذا الكتاب ليس فقط من محتواه، بل لأن مؤلفه ليس - أمي حزبي - وليس -مثقف ضحل الإبداع - بل انه الكاتب والسياسي المبدع في كلا المجالين. إ
4 - جميع المثقفين خونة !
منير العبيدي
(
2009 / 4 / 12 - 07:56
)
جميع المثقفين أي من يمتهنون الثقافة هم خونة لأن انتاجهم ليس من اسباب الحياة - هذا ماكتبه السيد يعقوب و وجدته في بريدي صباحا لكي اوافق على نشره ففعلت ، و ليس هذا التعليق من شخص امي بل شخص - مثقف - يعرف ماذا يكتب و لغته العربية سليمة و عالية الدقة المشكلة هنا في الفكر و ليس في ادواة الثقافة .
و بالرغم من انني اوافق على نشر كل اشكال التعليقات بدون قيد الا انني وافقت على تعليق السيد يعقوب بحماس للكشف عن نمط التفكير السائد عند اوساط ليست بالهينة ، وهذا من ايجابيات الحوار المتمدن و نظام التعليقات و من ايجابيات امكانية النشر بأسماء مستعارة لان هذا يسمح للجميع بأن يقولوا ما يشاءون و بدون حرج .
اني اجد هذا التعليق رائعا .
اما بخصوص السيد عاكف الذي اكن له كل الاحترام فأقول انني لست بصدد تقديم برهان على العلاقة مع البيروقراطية الحزبية لان هذا ما عاشها و يعيشها العشرات و المئات من المثقفين لان هذا هو حياتنا اليومية التي نعيشها في كل يوم و لحظة في علاقتنا مع المؤسسات الثقافية التي هي تحت سيطرة افراد لا علاقة لهم بالثقافة الحقيقية ، ونرى كيف أن سياسة الاقصاء التي لم تتوقف لحظة واحدة و هي شغالة اكثر من اية مؤسسة من مؤسسات الدولة .
نحن سيدي نسير في طريق واحد هو الحرص على حركة اليسار
5 - الموضوع عن مسائل قديمة على الرغم من أهميته .
سيف عبد اللطيف
(
2009 / 4 / 12 - 10:40
)
أخي حضرة الكاتب ، تحية ، أن موضوعك يحتوي على تحليلات سليمة في أغلبها لكنه قديم وسبق وأن طرحت عدة مواضيع مشابهه له بعيد إستلام غورباتشوف قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي أواسط الثمانينات وظهور مصطلحات العلنية والتي تسمى الغلاسنوست والبيرسترويكا أي إعادة البناء وإنبرت الأقلام في تلك الفترة بتكثيف الكتابة عن كل هذه الأمور ومنها أيضاً العلاقة بين السياسي والمثقف والديمقراطية وغيرها من الأمور التي سلطت الأضواء على كيفية إدارة دفة الحكم من قبل الأحزاب الشمولية التي عملت على عسكرة المجتمع..الخ من المسائل والتي أصبحت من الماضي السحيق ولكن جرت الإستفادة منها من قبل الحزب الشيوعي العراقي في تعزيز الديمقراطية داخل تنظيماته الحزبية وخاصة منذ المؤتمر الحزبي الخامس المنعقد في كردستان عام 1993 والذي جرى من خلاله إنتخاب لجنة مركزية أغلب أعضاءها من الرفاق الجدد أي الذين لم يكونوا سابقاً أعضاء فيها وجرى إنتخاب حميد موسى سكرتير أول لها وإستمر الحزب الشيوعي ولا زال في إتباع النهج الديمقراطي في عمله التنظيمي والأعلامي والسياسي ويستطيع الآن أي عضو أن يعبر عن رأيه بكل حرية بسياسة الحزب أو أن ينتقد أي قيادي من رفاقه وله الحق في أن يرشح نفسه لأية هيئة قيادية عليا أما حول علاقة الحزب بالسياب فأنا أشاطر الكاتب
6 - مفارقات
محمد علي محيي الدين
(
2009 / 4 / 12 - 13:32
)
قرأت مقالة الكاتب الكريم وردود الأخوة وكل يدافع عن وجهة نظره بما يمتلك من أدلية عقلية ونقلية رغم أن الأخ العزيز البهرزي كما هي عادته حاول أن يرسل قوارص كلامه بما يشفي غليله مرددا ومكررا لأقواله التي قالها أكثر من مرة.
المثقف ليس مجبرا على الأنتماء لحزب أو وجهة وليس من واجبه أن يكون واجهة لهذه الجهة أو تلك وله أن يبقى مستقلا لا رأي له فيما يجري حوله من أحداث ولكن أن أراد الخوض قي غمار السياسة فسيكتوي بنارها ويلحقها شرارها ولا يسلم مما فيها من أوضار والسياب كان شيوعيا مندفعا بهمة الشباب وطلب الشهرة وأن يأخذ مكانه بين الشعراء بابتكاره لهذا اللون من الشعر الذي يسمى حرا فكان أن احتضنه الشيوعيون فكانت نفسه تواقة الى أضواء أكثر ترضي طموحاته التي لا يستطيع توفيرها الحزب فادعى الشعور القومي وتمكن البعث من أجتذابه والعود على أكتافه فسقط سياسيا ولكنه ظل هو هو الشاعر دون أن يؤثر على فنيته وشاعريته تذبذبه
لذلك على الاديب اما ان يكون سياسيا ملتزما بما يؤمن به أو مستقلا له أن يطوف بين الورود يستنشق ما شاء من طيب
وظاهرة استبعاد واستعباد الشعراءوجودة عبر تاريخهم فهم اما مع الخلفاء والسلاطين أو يكونوا مجهولين لن يذكرهم ذاكر لذلك نراهم يتهافتون على التغني بهذا او ذاك طلبا لشهرة او املا في ج
7 - الموضوع لا يتعلق بالسياب
منير العبيدي
(
2009 / 4 / 12 - 15:20
)
موضوعي حاول ان يتطرق الى ضرورة تأسيس علاقة جيدة مع المثقفين وموضوع السياب ذكر هنا عرضا ، كتب الموضوع بروحية المراجعة خصوصا واننا نسمع الكثير من الدعوات الى اليها .
ما كتبه السيد سيف عبد اللطيف كان تعليقا هادئا و متزنا و لكن الحقيقة التي تواجهنا اليوم في العلاقة مع المثقفين لا تدعو الى الاعتقاد ان مهمة المراجعة و التصحيح قد انجزت و نحن متصلون وعلى علاقة بالوسط الثقافي و نعرف ما يدور كما اننا نرسل مقالاتنا الى العديد من الجهات التي ترفض نشرها لمجرد ان فيها رأيا مختلفا ، ان احترام الرأي المخالف غير موجود للاسف بل هناك اشكال كثيرة من المحاربة و الاقصاء حتى لو كان هناك الكثير من روح الحرص. اثبتت السنوات الاخيرة ان ليس هناك الكثير الذي تغير و ان المهمة امام الراغبين بالتجديد الحقيقي لا تزال كبيرة و جسيمة.
اما ما كتبه السيد محمد علي محي الدين فقد اشار فيه الى ما معناه ان الذي يرغب ان يبقى مستقلا لا رأي له في الاحداث و هذا امر ملفت للنظر فالمستقلون معنيون بمصير الوضع السياسي و عناصره الفاعلة أي الاحزاب و المؤسسات السياسية بنفس القدر الذي يعني الحزبي .
و انا من جهتي كما هو العديد من الزملاء و الاصدقاء والرفاق السابقون معنيون بما يؤول الحزب اليه من نجاح و اخفاق و النهوض بالحزب و
8 - الاستاذ عاكف والاستاذ محييي الدين
ابراهيم البهرزي
(
2009 / 4 / 12 - 17:29
)
استاذي الكريم عدنان عاكف المحترم
لم تكن قضية السياب والتي حصل (حوار مستفيض ) بينك وبين الاستاذ منير استنادا على قراءتك لرؤية (القاعود ) اليمينية المتشفية من (حالة ) السياب ازاء الحزب الشيوعي ..هي مدار تعليقي اعلاه ..
بل ان ما كتبت ينبع من تجربة شخصية (ربما ساسرد مفاصلها ذات موضوع ان اتيحت لنا الحياة ) فعلى سبيل المثال كاد في زمن جبهة عزيز-صدام عام 73 ان يتسبب ديوان (الريل وحمد ) للنواب في مشكلة حزبية بالنسبة لكاتب هذه السطور ..وحتى نهاية (العقد الزوجي ) عام 78 كان الكثير من المتشددين ينظرون للنواب بهذه النظرة ...واتحدى مثقف من تلك الحقبة ان يجد ذكرا ولو بالاسم للنواب في صحافة الحزب الثقافية الرئيسية ..
ناهيك عن ان قراءة سارتر او كولن ولسن (مثلا) كان من مثيرات الاشمئزاز ...اما قراءة -الدكتور زيفاكو -لباسترناك فكان هو الردة بعينها ...
استاذي العزيز ربما لم تكن داخل البلاد ابان عراق الجبهة ..ولكنها وقائع ورفاقي (ايامذاك ) لازال الكثير منهم حيا ويتذكرها ....
ولي من التاكيد الواقعي المعاش على ما ذكره الاخ منير (تنظيرا ) الكثير الذي -كما قلت -اتمنى كتابته بموضوع منفصل ...ولك محبتي
........
الاستاذ العزيز ابا زاهد ...اتمنى ان تكون قد وصلتك تحياتي على لسان استا
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة