الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل
حسام السراي
2009 / 4 / 20الادب والفن
يمكننا ان ننطلق في تحليل دوافع تدويننا لأفكارنا من خلال الكتابة،بمستوى واحد من العلاقة يتأرجح بين الذات والآخر،مكنونات الذات التي تريد ان تعبّر عن وجودها وذهنية الآخر المستهدفة من قبل الكاتب.
وبقدر تعلق فعل الكتابة بين حاجتين ذاتية وموضوعية،فإنه ليس شرطا ان يكون القاريء الجيد كاتبا ممتازاوالعكس صحيح أيضاًًًًًًًًًًً،إلا إن عددا من النظريات تناولت هذه الثنائية الكاتب /القاريء،وراح البعض يتحدث عن الكاتب الضمني المتكّفل بقارئه وأولهم الناقد الأميركي واين بوث،فكثيرا ما نعيد انتاج المعادلة التي نمر بها نحن حينما نقوم بدور المتلقي المـُساءل المستقصي عن بواطن النص وكوامنه،فنفترض قارئاً يماثلنا بالفعل، يحاكم نصوصنا ويدخل معها في علاقة غير منتهية متجددة حرة،يبعث في الكلمات الحياة عندما يقلب الصفحات ويتأمل السطور التي تحتويها.
(أي القراء نريد؟)
وهنا نبادر بالقول ...من يقتحم أسوار الآخر؟ الكاتب ام القاريء اولا؟،لتتعدد الإحتمالات...وقت مباغتة الكاتب لمن يتناول كتاباته بدلالات غير مألوفة،وعلى الجانب الآخر،بالقراءات والتأويلات المتجددة لمتلقي النص (القاريء)،والتي تفسر على إنها اعادة خلق ثانية لروح لابد أن تُفهم مراميها وماتنوي النطق به.
واذا ما أردنا تحديد نوعية القاريء الذي نفترضه لما نكتب،تظهر لدينا رغبة ملـحة في ان يكون بريئا،وليس نخبويّا ناقدا،نريده ان يتلاقف أبسط الأفكار في حيز مايتلقاه،لا أن ننشغل بدرجة تحسسه لإكتناز نصوصنا أو اعتلالها وفقا لما أتت به،فمرحلة التقييم النقديّ ومن منطلقات ذاتية،نتمناها لأنفسنا فيما بعد.
(للكتّابة شيطانها)
بين مايذكره ماركيز في كتابه (عشت لأروي) ومايشير اليه جورج أوريل ،ثمّة اقتراب في الطرح،يمكنه ان يرد كشهادة واضحة على مثاليّة الكاتب ودوافعه الفطريّة التي هي في الغالب صادقة،وان تغيرت نواياها في مراحل أخرى من الحياة ،فيتحدث الرأي الأوّل عن تقديم المرء حياته كاملة،مقابل الهام الكتابة الغامض،ودون انتظار شيء،وربما لم يقصد في هذا الجزء أن يكون (الشيء):جدوى التأثير على صعيد جمهور من القراء والمتابعين،وانما على شاكلة الفائدة الماديّة والمكانة المرموقة بين أقرانه وصفوته.
وفي الإيراد الثاني يكون الإقدام على الكتابة، لدى أوريل، "بمثابة المعركة أو كنوبة طويلة من الحمى لمرض مؤلم ....أي فردٍ عليه ألا يروح لهذا،إلا إذا كان مبحرا على كف عفريت لايقاوم،كلنا يعرف ان هذا الشيطان "شيطان الكتابة" هو كالغريزة التي تدفع الوليد للصراخ للفت انتباه من حوله".
(لحظات انتشاء وخفوت)
بخلق الكاتب لمضمون مادته بنفسه،فإنه بالنتيجة سيعيد قراءة الماضي والمستقبل، لتكون قواما من أفكار وكلمات متاحة لغيره،ويعد بإشتغاله هذا وظيفة للخطاب،بسلطة تمثلها اللّغة ،تلك التي يحددها ميشيل فوكوفي مايسميه تعريفا ومفهوما ب"العصر الحديث"،وهو في ذلك يذوّب نفسه في النص الذي يكتبه،كي تنشأ بينهما صلة عميقة تفهم أكثر كلّما ازدادت القراءات وكثر مجال النقل المبدع عنها أو الإستعارة التي تتسرب الينا احياناً دون أن ننتبه إننا نعيد انتاج ماقرأناه قبل ساعة وربما يوم واحد او سنة.
ان لحظات الإنتشاء عند الإنتهاء من كتابة مقال او نص او قصيدة،لابد لها من نقيض،تخفت فيه ذواتنا الى الحد الذي نشعر فيه بإننا نخون ادراكنا،وتخذلنا الكلمات التي نريد الإمساك بها وإدراجها في السياق الذي نبغيه.
وبما تتطلبه عملية الكتابة من جهد وحراك ذهني،فإنها بحاجة الى عقل يتحلى بذاك التوفيق بين ممكناته وامكانات تلقيه بالشكل الامثل...قناعات صاحبه وتداعيات المجتمع الذي تنوجد فيه ...اهداء الحلول والتناغم مع الحياة ومن ثم التأثير فيها.
لذا فان الكتابة كمهمة انسانية واخلاقية، تضع مجموعة من الأفكار بين أيدي القراء، تفسح المجال أمام الحوار مع الأنا،والتي من الممكن أن نحسبها شخصا آخر،وتسمح لأي منا بالإقتراب من الكاتب أكثر،عبر الأسئلة والمراجعة ونقد تجاربنا حينما نرى أخطاءنا في ملامح المكتوب الذي سيحل محل المرآة في هذه الحالة،وهي (أي الكتابة) ،علاقة تأثر وتاثير،جزء من كل،فرد ومجتمع،انتماء للمجتمع وانصهارفي جوهر مشكلاته الأساسيّة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح