الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الفيدرالي ام العراق الفيودالي

حاتم عبد الواحد

2009 / 4 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ العام 12 هجرية كانت الغلبة في ارض العراق لمن ينتسب للسلالة المقدسة نسبا مدعى او يوالي هذه السلالة ولاء ميكافيليا تبرر فيه الغاية الوسيلة ، ورغم سقوط دلائل القداسة عن ذلك النسب بما كان شائعا من زيجات لا تحتكم الى معايير حفظ السلالات فان المتشبثين بها لم يجدوا حرجا في استحداث فلسفات غيبية وغبية نبتت في عقول البدو الهائمين على وجوههم في صحارى الملح بحثا عن ضب او جرادة يقتاتون بها .
اما المغلوبون فكانوا دائما من العقلانيين الذين يملأنون الفجوة الضيقة بين قطب الله وقطب القيصر ، ولا فرق بين قيصر وقيصر الا بالنذالة ، ولان الامل هو اسلس الفخاخ واخطرها فتكا واعمقها هوة ، فان المتصفح لروايات التاريخ صحيحها ومزيفها يستطيع العثور على الاف المعاهدات والمواثيق والالتزامات التي تمت بين اطراف مختلفة القناعات ولكن غير متكافئة القوة ، فعندما نسمع بوجود اتفاق علينا اولا ان نقر بوجود غالب ومغلوب . فالاتفاقيات وما يشاكلها من مسميات ليست اكثر من آمال مدونة تنظم العلاقة بين المنتصر والمهزوم .
لقد مات علي بن ابي طالب ليلة مقتل عثمان ، ومات عثمان بن عفان ليلة مقتل مقتل عمر ، ومات عمر بن الخطاب ليلة وفاة ابي بكر ، ومات ابو بكر بن ابي قحافة ليلة ايعازة بشتل حديقة الموت برؤوس مخالفيه ، فما الذي قدمه الاسلام للعراق ليكون هذا البلد منتجعا وبقرة حلوبا لاطماع البدو المكفهرين ، ولماذا كل هذا التكالب الاسلامي على العراق منذ 1400 سنة ، ولماذا تسكت مدونات المبررين عن اخبارنا بالحكمة التي راودت علي بن ابي طالب ليجعل من الكوفة عاصمة للدولة الاسلامية بدل المدينة ، ولماذا مات سبعة من ائمة الشيعة الاثني عشرية فوق ارض العراق وهم مولودون بازمان مختلفة وظروف شتى في المدينة او في مكة ؟
يخبرنا اصحاب الهوى الفارسي ان العراق لم يكن عراقا وانما ضيعة من ضياع يزدجرد ، ويخبرنا اصحاب الهوى العثماني ان العراق لم يكن عراقا وانما ولاية من ولايات الاستانة ، ويصبح من حقنا ان نسأل عن نسب حمورابي واشور بانبيال وشبعاد وعشتروت ومردوخ الاله وانكيدو والزقورات والجنائن المعلقة وتل الصيوان وثيران نينوى المجنحة وعربات اسرحدون ونمروده ، اكل هذه المعالم المنقوشة على الحجر ليست عراقية ؟؟
بعد ثمانين عاما على احتلال العراق وفي العام 92 هجرية عبر شاب امازيغي ارض طنجة الى شبه الجزيرة الايبرية ، كان المبرر الذي تذكره كتب الرواة الاسلاميين هو نشر الدعوة الاسلامية ، وبعض هذه الكتب يروي مقال لعثمان بن عفان يقول فيه ان القسطنطينية لا تفتح الا عن طريق البحر ، والمقصود بالقسطنطينية هو اسطنبول الحالية ، ولكن اذا سلمنا برواية الفتح و حقيقة طارق بن زياد ومبررات الغزو الاسلامي لشبه الجزيرة الايبرية ، الا يحق لنا السؤال عن مغزى هذا العناء الحربي والاقتصادي اذا كانت الغاية منه هي نشر الاسلام وعلى مبعدة مضيق واحد في باب المندب كانت الحبشة المسيحية التي تتسلط عليها من الشمال مصر القبطية الداخلة في الاسلام عنوة وتحاددها من الشرق ارض النبوة ؟؟
وعندما سقطت دولة الامويين في العام 132 هجرية لم يجد الامير الاموي الشاب الهارب من سيوف العباسيين ملاذا اكثر امنا من اخواله الامازيغ في شمال افريقيا ، ولكن كتب التاريخ تابى الا ان تمجد طبقة المقدسين المزيفين فتطلق على عبد الرحمن بن معاوية لقب " صقر قريش " وليس صقر العرب او صقر الاسلام ، ولا اظنه كان مؤمنا بهذا اللقب والا لكان التجأ الى اعمامه قبل ان يفضل عليه نسبه الامومي .
يقول بول بريمر في مذكراته " لم نجد شخصية عراقية امينة ووطنية تحكم عراق ما بعد صدام حسين " فاذا علمنا ان اسماء فتية البيت الابيض الذين البوا العالم على تدمير العراق لم تزدد اسما واحدا فان الحكم بخيانتهم مبتوت به امريكيا اولا ، وبهذا التصور سيكون على الشعوب المظلومة ان تضع مفهوما موازيا للديمقراطية لا يقل قيمة تاريخية عن التدمير ، فاذا كان صدام حسين ظالما ومعتديا فلماذا يدفع العراق فاتورة ظلمه ؟ ولماذا يدفع ملايين العراقيين ثمن ما لم يقتنوه ؟ فالقانون الديني يقول " ولا تزر وازرة وزر اخرى " والقانون المدني يقول " العقوبة شخصية " ؟
لم ترد في القران مفردة الحرية ولو لمرة واحدة ، ودستور البلاد الذي كتبته رغبات طائفية ومذهبية لا يعدو ان يكون نكتة في مأتم ، وآمال يقطعها امراء الدين للجمهور الذمي ، وجعجعة التكتلات العرقية والمذهبية التي تسمى بالاحزاب ليست سوى ادوات لتعميق الجرح العراقي النازف منذ 14 قرنا ، فما قيمة الدولة التي التي لا تسطيع اصدار وثيقة ورقية لمواطنيها وتتفت مدنها بجدارن الفصل الاثني ؟ وما قيمة الدولة التي تعجز عن الايفاء بوعد خلاصته نصف كيلو من العدس للصائمين لوجه ربها الذي تدعي الانتساب لعدالته ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا