الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المالكي رجل دولة أم رجل دعاية
سليم محسن نجم العبوده
2009 / 5 / 20مواضيع وابحاث سياسية
ليس تجنيا على السيد جواد نوري المالكي رئيس وزراء العراق فانا من المعجبين به الا ان الإعجاب لا يحول بين التساؤل والنقد البناء خصوصا وانه قد اظهر صلابة يحبها العراقيين في رجالات الحكم فهم لم يعتادوا منذ بداية النشأة للدولة العراقية عام 1921م حيث كانت ملكية والى حد 2003 سقوط نظام البعث رجلا متميعا بل ان كل من عرفوهم كانوا من أولي العزم والصلابة بغض النظر كون ذلك العزم او تلك الصلابة كانت موجهة بإطارها و اتجاهها الصحيح او لا ولذلك أصبح الشعب العراقي مع مرور الزمن معتادا على الحكم الرجولي الشمولي الذي يعتمد على قوة الشخصية والهيمنة على باقي رجالات الدولة . و خلا الفترة ما بعد 2003 وحتى انتخاب الحكومة الدائمة 2005م تعاقب على العرش العراق عددا لا يستهان به من القادة العراقيين بعضهم أراد ان يظهر نفسه بمنظار النقيض لحكم صدام حسين الذي استباح كل شئ فكان جديرا بلقب الدكتاتور فظهر مسالما وديعا بل خانعا متملقا وخبيثا مساوما وصوليا ومرائيا وهذا يشمل الروئساء الدوريين لمجلس الحكم و الحكومة الانتقالية التي كان رئيس وزرائها الدكتور إبراهيم الجعفري في حين ظهر البعض الأخر بلباس صدام القوي المهيمن ذو السطوة والسلطة مثل الدكتور أياد علاوي والذي أرسى دعائم الدولة التي حلها خلفه الجعفري الا ان رئيس الوزراء نوري المالكي والذي يعد أول رئيس وزراء لحكومة عراقية عملت بالدستور الدائم كان يجمع صفات وشمائل ربما تكون هي الأفضل و التي اكتسبها نتيجة حصاد تجارب السابقين وكون ان الصراع حول رئاسة الوزراء كان محصورا بين أياد علاوي والجعفري و عادل عبد المهدي وغيرهم ظهر المالكي على حين غرة من الائتلاف العراقي الموحد وكان الاختيار واقعا علية لكنة كان يعي الرهانات التي تدور حوله في أمكانية النجاح في مهمته .
استلم المنصب وعمل بكد وتعب واجتهاد حتى غير الخارطة الأمنية فبسط القانون ورفع شعار عام 2008م عام الأعمار والخدمات الا ان انخفاض أسعار النفط ومشكلة الميزانية وتعطيل وتأجيل كثير من المشاريع الحيوية قوضت طموحه في مبتغاه ولا يعني ان الفساد الإداري قد اجتث بل انه لا يزال مستشريا الا ان الدولة العراقية أخذت تتعافى على يديه في نواحي عديدة .
الا ان الانتخابات الأخير "انتخابات مجالس المحافظات" أظهرت المالكي بشكل أخر لم يكن يتعامل مع العملية الانتخابية بحياد كونه ممثل لكل الانتماءات فهوا يمثل العراق ولم يعد ممثلا لحزب الدعوة او غيرها فنجدة قد عمل دعاية انتخابية مباشرة لقائمته "ائتلاف دولة القانون" بل انه عزف لأجل ذلك على العديد من الأوتار أهمها تمليك المتجاوزين في محافظة البصرة " الحواسم" فكان رجل دعاية حينها أكثر من كونه رجل دولة وعلى الرغم من ادعائه الوقوف على مسافة واحد من جميع الأحزاب الا انه لم يستطيع النجاح في أقناع الشارع بذلك .
لكن ما هي الدعاية التي سوف يستخدمها في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي سوف تكون نهاية العام الحالي او في مستهل عام 2010م كي يحافظ على النجاح الذي حققه في انتخابات مجالس المحافظات ربما يكون السيد رئيس الوزراء قد المح و لو بشكل مقتضب الى بعض الأمور التي من الممكن ان تكون دعاية انتخابية في هذه المرة بل انها سوف تكون دعاية انتخابية كاسحة فقد ذكر السيد المالكي في لقاء أجرته معه قناة "الحرة عراق" والصحافي سالم مشكور فقال المالكي اني قد اجتمعت بالسيد مسئول النزاهة وطلبت منه قائمة بأسماء جميع الذين ثبت عليهم الفساد كي نلقي عليهم القبض مرة واحدة و انا شخصيا اعتقد ان هذه العملية سوف تكون الدعاية الانتخابية التي سوف يقوم بها رئيس الوزراء العراقي قبيل الانتخابات النيابية المقبلة و اذا ما حصل ذلك و تحقق يتأكد ان السيد نوري المالكي هوا رجل دعاية وليس رجل دولة ذلك كونه يؤخر ما يجب ان يتخذ من قرارات لأغراض شخصية وحزبية و كذلك فانه يجامل لصلح حزبه على أساس المصلحة العامة فيما لو انه ملك المتجاوزين وضرب المفسدين قبيل الانتخابات النيابية المقبلة . و فيما لو ان أي من الأمرين لم يتحققا وان رئيس الوزراء لم يحرك السواكن بدواعي انتخابية فانه سوف يعطي درسا حقيقيا لمن غلبوا مصالحهم الشخصية والفئوية على مصلحة الوطن .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا