الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايا الطاكسي الأبيض---- الزوجة المعذبة ---

هشام اعبابو

2009 / 5 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في كل مرة أستخدم فيها وسيلة النقل " الطاكسي لكبير أو الأبيض" للذهاب لمشاويري هنالك في معظم الأحيان هنالك حاكي أو حاكية ينفس عن ما بداخله عن طرق سرد حكاية أو هم شخصي له للسائق و للركاب إن كان ذلك يهمهم
شخصيا كل حكاية تروى داخل جدران الطاكسي الابيض تهمني و تثير غرائزي , حكايات من المعاش و من الواقع المغربيين حكايات أبطالها أنا و أنت و هي و هو و نحن , حكايات جعلتني أحصل على معلومات و تجارب دون أن أعيشها استفدت منها , ,حكايات جعلتني أخصص لها سلسلة مقالات الصحفية فكرت في كتابتها حتى أقتسم الإستفادة منها ليعم النفع بها على الجميع,حكاية حلقة اليوم ابتدأت بصعود سيدة تكاد تكون في عقدها الرابع,بمجرد أن ركبت سيارة الأجرة الكبيرة أو الطاكسي لبيض كما يحبد البيضاويون تسميته,طلب منها سائق الطاكسي إغلاق الباب جيدا لأنها لم تحكم إغلاقه,فسارعت إلى فتح الباب لإعادة إغلاقه,وهي تقوم بذلك أوقعت محفظتها الصغيرة النسائية أو ما يطلق عليه المغاربة "البزطام" وهي حقيبة صغيرة اعتادت النسوة خاصة في القدم حمله حيث يضعن فيه نقودهن المعدنية بالإضافة لبعض الأوراق المالية,أوقعت السيدة" بزطامها" مما اضطر سائق الطاكسي للتوقف,شعرت السيدة بالخجل لأنها تسببت في تاخير الركاب عن الوصول لاماكن عملهم و قالت لنا و للسائق اعذروني فوالله إني أشعر بنفسي "ضايخة" أي أنها تشعر بدوار في راسها كأنها ثملة, فأجابها السائق "ما كاين باس أللا الله يحسن لعوان" أي لا بأس و كان الله في عون العباد,جواب السائق كان بمثابة جملة سحرية قالت لفؤاد السيدة إفتح يا سمسم لتبدأ السيدة في البكاء و هي تقول "اهلا يوريك أسيدي أشدايز علي"أي آه لو تدري يا سيدي ما أعانيه هذه الأيام, فرد عليها السائق "ياك لباس أللا؟" أي ماذا حصل لك سيدتي؟
الكل في الخلف خلف السائق مشدوه الكل آذان صاغية يموتون رغبة في معرفة ما ستنطق به السيدة,زوجي يا سيدي لا يمر يوم دون أن يسيء معاملتي كل يوم يشنف أسماعي بما لا لذ و طاب من الكلام المنحط و من الشتائم كل يوم علي أن أصحو باكرا للعمل كخادمة عند سيدة ميسورة لأنه هو لا يعمل بسبب إقفال معمل كان يعمل فيه بسبب المنافسة الشرسة و الغير الشريفة الصينية, منذ أن تم تسريحه و أنا أقاسي الأمرين ضيق الحال من جهة بسبب فقدان زوجي لمصدر قوتنا الوحيد و جحيم الأضطرابات النفسية و المزاجية لزوجي فبمجرد عودتي للبيت و بعد يوم طويل من الشقاء و الخدمة أجده واقفا بباب المنزل سائلا إياي: كاينش شي فلوس؟ أي هل همالك من نقود؟ كل مرة أعطيه ما جادت به مشغلتي علي,فيخرج لشراء علبة سجائر السجائر و التي لم يكن يستحمل في السابق دخانها أصبحت الآن ملاده الوحيد,ليذهب بعذ ذلك للعب اتيارسي" أي الميسر و الياناصيب فأضل بلا نقود و لا أجد حتى ما أشتري به أدنى ضورات الحياة اليومية من خبز و حليب, في مرة من المرات و أنا عائدة للبيت وجدته ينتظرني حتى يأخد مني شقاء يومي,طلب مني إعطاءه النقود فرفضت بحجة أننا في حاجة لها للتبضع لأجده يخرج عايناه و يصرخ في وجهي "كفاش؟ واش انت تسطيتي و لا مالك ونا ما نكميش هي بغتيني ننتحر.." أي ماذا هل جننتي تريدينني أن أبقى بدون سجائر تريدينني أن أنتحر إذن؟
فوضع يده في جيبي يبحث عن النقود و أنا أصرخ" لا لا بعد مني هادو فلوسي فلوس الخبز و الحليب نهار كامل وانا امطيح صحتي عليهم.." أي لا لا إبتعد عني إنها نقودي نقود أريد اقتناء الخبز و الحليب بها نقود أفنيت صحتي للحصول عليها..
لم يبالي بقولي و لا بصراخي فزاد على ذلك بضربي و شتمي و أخد النقود و تركني مرمية على الأرض أبكي حظي و تعاستي..
السائق لم يهدء لسانه من قول لا حول و لا قوة إلا بالله أحد الركاب بجانبي نطق قائلا هذا حيوان هذا مجرم عليك تقديم دعوة ضده حتى يسجن ..أما أنا فسقطت الدموع من عيناي كسقوط الماء من الشلال..
فجأة تطلب السيدة و هي تجفف دموعها "بركة أسيدي غير هنا عفاك" أي أنزلنا هنا سيدي من فظلك,وأخدت تفتح "بزطامها" لتعطي السائق ثمن الرحلة,لنجد السائق يرفض أن يأخد ثمن نقلها و قال لها سيري أللا الله يكون معاك و الله يغلب على داك الراجل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شحاذة على طريقة عادل امام
الان ( 2009 / 5 / 26 - 00:49 )
والله يااستاذ مان ان وصلت الى العبارة - بجانبي نطق قائلا هذا حيوان هذا مجرم - حتى تذكرت نكتة , وتكملتها : بان المرأة اسشاطت غضبا ووجهت المسبات الى الرجل قائلة : ويش دخلك انت حتى تسب زوجي ...
ولكن لى اية حال اعتقد بان المراة تسرد هكذا قصة لكي لاتدفع اجرة الطاكسي , وهو نوع من الفهلوة والشطارة عند الشحاذين لى ذمة الفنان المصري عادل امام . ولله في خلقه شؤوون


2 - لا و الله يا أستاذ...
هشام اعبابو ( 2009 / 5 / 26 - 11:16 )
اشكرك على قراءة مقالي هذا و على التعليق العادل إمامي :)
صحيح أن المتسولين يلجؤون لحيل مبتكرة للتأثير في الناس
لكن ما أظن السيدة التي هي شخصية المقال إحدى هم و أنا واثق أشد الوثوق أستاذي في ذلك لأنني و بكل بساطة أنا من ابتكر هذه الحكاية من وحي خيالي و الذي سبق لي أن غذيته بالواقع المغربي والعربي ..
سررت بتعليقك أستاذي الفاضل و بالمصري - ياريت ماتكونش دي أول و آخر مرة :) لك مني فائق التقدير و المودة
هشام اعبابو ...

اخر الافلام

.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي


.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال




.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام