الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة مهندس عراقي كفوء وشريف اسمه قاسم العريبي

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2009 / 6 / 5
سيرة ذاتية


( اعترض نائب في البرلمان الاردني هو السيد صلاح الزعبي عضو كتلة الاخاء البرلمانية على عدم استجابة رئيس الحكومة الاردنية نادر الذهبي لطلب تقدم به لمعالجة وزير النفط العراقي الاسبق قاسم العريبي على نفقة الحكومة الاردنية )
هذا الخبر مر بشكل عابر على المتابعين ، رغم انه يحمل في طياته أدانة بالغة لحكومة العراق ،قبل ان يحمل عتابا لحكومة الذهبي التي لم تستجب لطلب النائب الاردني ...
ولمن لايعرف السيد قاسم العريبي ( اعانه الله على محنته) اقول أن هذا الرجل يعد نموذجا للكفاءة العراقية التي استهين بها وحوربت وشردت من العراق في سنوات مابعد الاحتلال ، مهندس شريف افنى زهرة شبابه في خدمة الدولة العراقية ، تدرج بوظائفها ولم يصبح وزيرا لمركزه الحزبي المتقدم وانما لكفاءته ومقدرته الفنية ، بدأ حياته الوظيفية مهندسا في شركة السمنت العراقية في الستينات وقد عرفته عن قرب متفانيا في اداء الواجبات التي كانت تفرضها عليه وظيفته ، وبفضل خبرته وكفاءته اصبح مديرا للدائرة النوعية للصناعات الانشائية في المؤسسة العامة للصناعة وتم هذا قبل وصول حزب البعث للسلطة في العراق ويشهد له كل من عمل معه بكفاءته وعطاءه الوظيفي المتميز ، وحين صدر القانون رقم 90 لسنة 1970 وتشكلت المؤسسات النوعية اصبح رئيسا للمؤسسة العامة للصناعات الانشائية وبذل جهده في تلك المرحلة للنهوض بواقع الصناعات الانشائية القائمة واقامة صناعات جديدة جمع حوله عدد من المستقلين في مفاصل مهمة في المؤسسة وكان هاجسه الاول جمع الكفاءآت للنهوض بعمله وحققت المؤسسة تحت قيادته تطورا يعرفه كل من عاصر تلك المرحلة بفضل متابعاته واختياره للكوادر العاملة معه، واشهد له شخصيا انه لم يكن يتحسس من التعامل مع غير البعثيين وكانت لي تجربة عمل معه في نقابة المهندسين ايام كنت اشرف على مجلتها الشهرية ( صوت المهندس ) وكان يعرف ومن خلال مناخ العمل الوظيفي انني شيوعيا ، انتقل العريبي بعدها للعمل وكيلا لوزارة الصناعة والمعادن لشوؤن المؤسسات وظل يعمل بنفس الحماسة والكفاءة معتمدا نفس المنهج بالاستعانة بالكفاءآت بعيدا عن الانتماء الحزبي رغم التزامه الحزبي القديم ، ثم اختير وزيرا للنفط وعمل بنفس الحماس والحيوية في القطاع الجديد وكنت التقيه حين متابعاته لمشاريع وزارته في المحافظات ابان عملي مديرا لاعلام وزارة الصناعات الخفيفة مع المرحوم طارق حمد العبدالله ورغم تقدم العمر والمسوؤليات كان يعمل بنفس الاندفاع الذي كان يعمل فيه ايام كان مهندسا في شركة السمنت العراقية..... قاسم العريبي نموذج للعراقي المبدع الشريف الذي يتعرض لازمة لايجد فيها (دولة) ترد له بعضا من عطائه في مجال اختصاصه لالشيء الا لانه كان في يوم ما ( بعثيا ) .... بعثيا شريفا لم يسرق مالا عاما وهو الرجل الذي وقع عشرات العقود مع شركات عالمية بملايين الدولارات .....نعم حمل فكرا سياسيا نختلف معه او نتفق ولكن ابداعه في مجال اختصاصه كان للعراق وليس للحزب ....هو واحد ممن اسهموا ببناء صناعة وطنية عراقية اصبحت من الماضي ، فكيف لاصحاب ( الفخامة) ان يتذكروا احد بناتها وهم يستوردون اليوم ( الالبان ) و(الكلينكس) و (المرطبات ) من الخارج ويعرضون مصانع السمنت التي اتعبتها سنوات الحصار واجهزت عليها سنوات الاحتلال للبيع لمن يدفع اكثر ولترتفع اسعار المنتجات بعدها وليذهب المستهلك محدود الدخل الى الجحيم فالمهم هو ( الديمقراطية )!!
الا لعنة الله على هذا الزمن الرديء الذي يجعلنا عاجزين عن مد يد العون لكفاءة عراقية اسمها قاسم العريبي..
واعانك الله يا(ابا بان) على محنتك التي هي محنة كل العراقيين الشرفاء
• رئيس تحرير جريدة ( البلاد) كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
مهندس بوزارة الصناعة ( 2009 / 6 / 4 - 21:48 )
الاخ والزميل ليث الحمداني
صدقت , لقد كان فعلا رجلا طيبا ونزيها ورجل علم , وكذلك هناط العديد من الزملاء النزيهين ورجال علم ومعرفة ضاعوا في هذه الضجة ولم يستفاد البلد من خبراتهم, اشعر الان ان وزارة الصناعة قد خلت من الكادر الاكاديمي و صارت بؤرة للمترتشين والمقاوليين ذات الخبرة المعدومة والذي همهم النهب الشريعي و نطالب من الحكومة ولجنة النزاهة ان تنتبه الى هذه الامور, اذا كانت هي جادة ونزيهه وحريصة على مصلحة البلد


2 - عائلة محترمه
nfsa ( 2009 / 6 / 5 - 00:49 )
عائلة العريبي من العوائل المحترمه والمعروفه في الموصل وهي عائله عريقه يشهد لها كل اهالي المحافظه من الناس الاصلاء وهي من العوائل الغنيه منذ القدم وليس في هذه الازمنه.لقد فوجئت بهذا الموضوع لان هذا الانسان شريف ولن اسمع يوما ان احد قد اشتكى منه او ذكر اسمه او اسم احد من العائله بكل سوء.سحقا للزمن الذي اصبحت فيه الاخلاق عمله نادره.


3 - هذا مصير الكفاءات العلمية
االدكتور محمد علي الطباطبائي الحكيم ( 2009 / 6 / 5 - 06:38 )
بالطبع اضم صوتي لزميلي ليث الحمداني حيث اني عملت في وزارة االصناعة منذ عام 1971 وفي الموسسة العامة للتصميم الصناعي وفي نقابة المهندسين ومنها ا في الرقابة الصناعية وووالخ لذا فقد التقيت بزميلي قاسم العريبي وفعلا عرفت به خصالة الكفاءة والاخلاص ومد العون لاي مهندس او موظف في الوزارة وعملت معه في النقابة ووجدت فيه الانسان الوطني المخلص وكان يتعامل مع الاخرين باحترام ولم اجد منه اي اساءة تذكر رغم اني كنت ااختلف معه في الاتجاه السياسي فكان الهدف خدمة الوطن وماذا اقول اتمنى له الصحة والشفاء واخيرا هناك العديد من الكفاءات الهندسية والعلمية تعاني وتعاني مع الاسف الشديد لقد عملنا الكثير اوطننا العراق ولم تكن بيننا آفة الطائفية -----


4 - ثروة للعراق
jasim ( 2009 / 6 / 5 - 07:42 )
استاذ ليث المحترم
من خلال صوتك هذا فان ماساة الاستاذ العريبي هى نموذج لماساة العقول العراقية في الخارج
كم من طبيب عراقي الان يعاني الم الغربة وكم من مهندس عراقي يعاني من دوامة البحث عن العمل وكم من استاذ جامعي وكم وكم
انا اعرف طبيب عراقي يعما في احدى دول الخليج براتب اقل من 100 دولار
هل تعلم ان هناك حوالي 7000 عراقي ومن خيرة العقول يعملون في احدى دول الخليج
لماذا هذا الهدر باعظم ثروة للعراق

اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش