الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السادة المسؤلين رجاءا أنا حتفهم ألج البيوت عليهم

صباح حسن عبد الامير

2009 / 6 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السلطة الرابعة ( الصحافة و الاعلام ) و الخامسة ( منظمات المجتمع المدني الغير حكومية ) ، سلطة مراقبة للسلطات الثلاث ومحاولة رصد و تقويم ما يزل منها عن الطريق ، و هما من دعائم الديمقراطية و قوتها و ثباتها في الاوطان ، لهذا تولي الدول المتقدمة لها العون و الخوف منها و هي تحاول ان تغير سياستها وفق ما تسمعه من ردود افعالها على هاتين السلطتين ، و في تجربتنا الجديدة في العراق فهم سياسيونا الجدد ان الديمقراطية هي الانتخابات و حصد الكراسي و الاستئثار بالحكم و تقريب المداحين ....وبس
ونشاهد ان الصحافة و الاعلام و منظمات المجتمع المدني حتى الان بدون قانون ينظم عملها و يحفظ حقوقها و يدفع بها نحو التطوير و تسهيل امورها ، قدمت الصحافة شهداء كثر و تعرض قسم كبير منهم للاعتداء و المحاربة وصلت الى تقديمهم كمجرمين الى المحاكم كما حصل للمراسلة الحرة في كربلاء ( أيمان بلال )و لجريدة المشرق و معرض الكاريكاتير سلمان عبد و موقع كتابات لاحقا
يظن الحاكمون انهم بهذا يلجموا الافواه و يصادروا الكلمة و يسيطرون على الحقيقة( قبل كشفها ) من كل اطرافها ، و زادوا في هذا فأنشؤا صحافة و اعلام و منظمات لمكاتب الحكومة تكيل المدح و تنثر الورود وتصور لنا الدنيا ربيع و الجو بديع والخير قادم و اننا سنصدر الكهرباء و الطماطة خلال ايام بعد ان زادت علينا و فاضت !!!!
و أحب ان أذكر، من يفكروا بهذه السذاجة في العب على مشاعر الناس و احوالهم ، أن الصحافة لها رجالها الاشداء الثابتين وفي العراق أمثالا كثر حبزبوز و الشاعر الكرخي و ابو سعيد و شمران الياسري و منهم مبدعنا و شاعرنا الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) في قصيدة كتبها عام1949 في حفل تكريم الدكتور هاشم الوتري حينما طلبت منه نقابة الاطباء قصيدة بالمناسبة و لمعرفته باوضاع البلد و واجبه في الكشف عن مفاسد النظام و خوفه من المقادير كتب قصيدته هذه و قام ببيع مطبعته ليضمن لعائلته مبلغ من المال ضمانا لعلئلته تحسبا لما يحدث فيما بعد حيث كانت عائلته تشتري الخبز و الحليب بالدين .... وفي يوم األقاء القصيدة - المقالة لبس بدلة جديدة استعدادا لهذا اليوم، و يتحدث الجواهري عن ذلك اليوم (( كان المكان يغص بالجمهور و قد أحتشد الشباب فيه أحتشادا ، غير أن أحدا من لم يستعد بيتا واحدا من فرط الرهبة .. أما الوتري فكان يلتفت حوله مستغربا أو كالمستغرب خائفا أو كالخائف .. متنصلا أو كالمتنصل ... و ما أن أمضيت في الألقاء حتى النهاية .. و بعد أن أكملت مزقت أوراقي و ذريتها أمام الجمهور ، ثم غادرت المكان سيرا على الاقدام و مضيت الى المطبعة... و مر يومان و ثالث , لم يأخذني أحد .. و في صباح اليوم الرابع جائوني ففتشوا المطبعة بحثا عن القصيدة فلم يجدوها ثم أعتقلوني و مكثت في الاعتقال شهرا واحدا .. و أطلق سراحي بمناسبة العيد ))

أنقل لكم مقاطع من هذه القصيدة ليعلم الخائفون و المتوجلون ان اللسان الحر و القلم سياط تلهب ظهور المتهالكين على السلطة و المتسكعين على امال الشعوب

يتساءلون أيسنزلون بلادهم ؟ أم يقطعون فدافدا و سباسبا
إن يعصر المتحكمون دمائهم أو يغتدوا صفر الوجوه شواحبا
فالارض تشهد أنها خضبت دما مني ، وكان أخو النعيم الخاضبا
ماذا يضر الجوع ؟ مجد شامخ أني أضل مع الرعية لاغبا
أني أضل مع الرعية مرهقا أني أضل مع الرعية لاغبا
يتحججون بأن موجا طاغيا سدوا عليه منافذا و مساربا
كذبوا فملء فم الزمان قصائدي أبدا تجوب مشارقا و مغاربا
تستل من أظفارهم وتحط من أقدارهم ، و تثل مجدا كاذبا
أنا حتفهم ألج البيوت عليهم أغري الوليد بشتمهم و الحاجبا
خسئوا : فلم تزل ال ارجولة حرة تأبى لها غير الأماثل خاطبا
و الامثلون هم السواد فديتهم بالارذلين من الشراة مناصبا
بمملكين الاجنبي نفوسهم و مصعدين على الجموع مناكبا
أنا ذا أمامك ماثلا متجبرا أطأ الطغاة بشسع نعلي عازبا
وأمط من شفتي هزءاً أن أرى عفر الجباه على الحياة تكالبا
أرثي لحال مزخرفين حمائلا في حين هم متهكمون مضاربا
لله در أب يراني شاخصا للهاجرات ، لحر وجهي ناصبا
* * *
لابد هاشم و الزمان كما ترى يجري مع الصفو الزلال شوائبا
و الفجر ينصر لا محالة ديكة و يطير من ليل غراب ا ناعبا
و الارض تعمر بالشعوب، فلن ترى بوما مشوما يستطيب خرائبا
و الحالمون سيفقهون أذا أنجلت هذي الطيوف خوادعا و كواذبا
لابد عائدة الى عشاقها تلك العهود وأن حسبن ذواهبا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
الغالبي رحيم ( 2009 / 6 / 5 - 21:39 )
رائع و واقعي
دليل ثقافتك و وعيك الوطني الصادق

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران