الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب أوباما: دعوة للتصالح على قاعدة المصالح الأمريكية – الإسرائيلية

عمر شاهين

2009 / 6 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


مثل أي زعيم ميكيافيلي، يجيد الخطابة، استخدم أوباما افتتاحية وخاتمة دينية لخطابه، تماما كما يفعل الإسلام السياسي، لتغليف أهدافه السياسية ، بجعل الشرق الأوسط لقمة سائغة يسهل بلعه، بعدما فشل سلفه في تكسير عظامه وقهر شعوبه.

لقد عرض أهدافه بسبعة محاور وهي: التطرف العنيف بكافة أشكاله، الصراع العربي الإسرائيلي، الأسلحة النووية، الديمقراطية، الحرية الدينية، حقوق المرأة، والتنمية الاقتصادية.

المحوران الأول والثاني يتداخلان. لا شك بوجود تغيير كبير في المصطلحات السياسية بين بوش وأوباما ، كاستخدام كلمة العنف بدل الإرهاب. إلا أن السبب يعود لمناكفات الحزبين خلال الحملة الانتخابية. ويبدو أن المسألة هي العودة للخطاب السياسي للديمقراطيين، الذي يشبه الخطاب الاشتراكي لأحزاب الأممية الثانية، والذي أهمل كثيرا نضال الشعوب المستعمرة، وحقها في مقاومة الاحتلال، واعتبره هامشيا بالنسبة للتطور العالمي الذي يحركه التفاعلات الكبرى في المراكز.

من الضروري وقف استهداف المدنيين من كافة الأطراف، أما حق الشعوب في استخدام كافة أشكال وأساليب النضال ضد الاحتلال فهذا الأمر تسمح به كافة الشرائع والقوانين، وأشكال النضال ترتهن بالظروف التاريخية. إلا أن السيد أوباما، وخلفه إسرائيل، الذي صرح ب "إننا لا نستطيع أن نفرض السلام"، وهو لا يستطيع وضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي، ولن يمارس الضغوط على إسرائيل، وسيضمن تفوقها... وحكومته والأوروبيون ومعظم العرب معه يمارسون سياسة الحرمان والتجويع على الشعب الفلسطيني... يريدان فرض شكل ناعم لمقاومة الاحتلال، للتخفيف من الخسائر، وعدم استعجاله للرحيل.

الحديث عن الأسلحة النووية، المحور الثالث، مضلل للغاية. المسألة هي منع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن، وهذا كان شعار أوباما في الانتخابات، وإبقاء إسرائيل محتكرة له وإقناعنا بذلك بكلمة "السلام عليكم". وهو لم يطرح شعار منطقة خالية من الأسلحة النووية. ومن الناحية الإستراتيجية، فهذا هو هدف الزيارة الأول! والضغط على إيران يتطلب تخفيفه على الفلسطينيين ببعض التنازلات من جانب إسرائيل، وعلى حساب الأردن وإقامة وطن بديل، ومصادرة حق العودة. إلا أن المسألة معقدة بوجود نتانياهو وهو مماطل من الدرجة الأولى.

ورابعا، حول الديمقراطية صرح بقوله: "لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي على أية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى". وهذا المبدأ يتعارض مع ما يجرى في العراق. وإذا تم إخلاء طرفه وتحميل المسؤولية للجمهوريين، فإن ما يجري في أفغانستان هو مسؤولية الإدارة الحالية. ولا أحد يريد من أمريكا زرع الديمقراطية، ولكنها تغض الطرف عن الخروقات الفظة للزعماء العرب المتعاونين معها ومع إسرائيل. وفي النهاية ففي القول استرضاء للزعماء العرب مقابل موقفهم المناهض لإيران.

وخامسا وسادسا وسابعا، تحدث الرئيس أوباما عن الحرية الدينية والتسامح، وحقوق المرآة، والتنمية الاقتصادية، وهي أمور لا تقل أهمية عما طرحه في خطابه، إلا أن الجماهير لم تر خطوة واحدة إيجابية من الولايات المتحدة خلال أكثر من قرنين من تاريخ وجودها.

ليس كل ما يلمع ذهبا، فقد تحدث الرجل من وحي مصالح أمته وأجاد لتمريرها. وأعتقد بأنه سيكون رئيسا لامعا فيما يتعلق في حل مشاكل الوضع الداخلي لبلده. ويتعين أن لا ننتظر منه أن يعيد لنا ما فرط به الزعماء العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال