الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية تجميل للمخبرالسري

غالب الدعمي

2009 / 6 / 11
كتابات ساخرة


المخبر السري في ثقافتنا العامة هو ليس اقل من مصاص دماء او معتوه او حاقد او متأمر او شخص غير سوي تدفعه الحالة النفسية وحب الانتقام لأرتكاب حماقات بحق الاخرين من اجل انهاء مسيرة حياتهم او خلق متاعب معينة وهو بذلك يكون في غاية السعادة ويصل الذروة من اللذة النفسية مقابل ان يرى ضحاياه يعانون .
وفي دول العالم ومنها الولايات المتحدة ينظر الشعب الى المخبر السري بأحترام وتقدير باعتباره يقدم معلومات مهمة جدا تخدم امن الحكومة والمصلحة العامة وفي غالبها معلومات مهمة .
وعلى اثرها يشمل المخبر السري ( بأمتيازات برنامج حماية الشهود) على منافع مادية اوسكن وراتب وغيرها .
ولم يكتفي المشرع الامريكي بهذا المستوى بل ذهب الى مستوى تخفيف الحكم على المتهمين مقابل ادلائهم بمعلومات تفيد التحقيق . نقطة نظام .( العراق ليس بحاجة الى ذلك لان الفلقة تغني عن كل شيء) . انتهت نقطة النظام .
وصورة المخبر السري في العراق سيئة بسب كونها ظاهرة ليست وليدة التغيير بل لان جذورها التاريخة تعود الى سنوات طويلة مرت على الشعب العراقي وبسبها ذهب العشرات ضحية ( فاعل خير) بين شهيد وسجين ومشرد .
وبعد كل هذه السنوات من الجفاء بين المخبر السري والمواطنين هل نستطيع تحسين صورته في المجتمع ؟ واذا كان من الممكن ان نجمل هذا المخلوق او هذا المسمى فماهي السبل الى ذلك .وقبل الاجابة عن هذا التساؤل للننتقل الى طبيعة العلاقات الانسانية ، فليس صعبا ان نقول ان زيدا بدأ يتغير نحو الاحسن او نقول ان الطالب عمرو اصبح ذكيا ، ومن هذا يمكن للانسان ان ينتقل من صفة الى صفة ومن حال الى حال .ولعله يمكن لنا ان نجمل صورته(أي المخبر السري ) في المجتمع من خلال ان تكبيله بقيود تجعله انسانا وكيانا محترما ومحط احترام وتقدير الناس.
وتجرى الان دراسات لدى اصحاب القرار والمهتمين بتحسين صورة المخبر السري لخلق ( ثقافة تؤدي الى قبول هذا (المخلوق) في المجتمع ،وقد طرحت افكار مختلفة لدعم هذا البرنامج منها تهيئة سكن وراتب وفتح منافذ متعددة بغية تشجيعه على الادلاء بمعلومات تؤدي بالنتيجة الى حماية المجتمع والمال العام والمصلحة الوطنية .
وقد يذهب المشرع العراقي لاقرار حزمة من المكافأت لمصلحة تحسين صورة المخبر . وضمن البرنامج طرحت افكار ورؤى وبرامج تهدف الى تغير الصورة السابقة . بأتجاه صورة جميلة ناصعة وطنية مخلصة وجعله محط احترام وتقدير المواطنين كما هو حال المخبر الان في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة واوربا , ومن بين هذه الافكار والطروحات برزت احدى تلك الافكارمن ان افضل وسيلة لتحسين صورة المخبر السري هواعداد حزمة من العقوبات الرادعة اضافة الى حزمة المكافأت للمخبر السري لتحقيق توازن في حال تقديمه أي معلومات كاذبة واخضاع كل الاخبارات الى تحري دقيق وعدم التعامل معها للوهلة الاولى بأعتبارها صادقة ومؤكدة لخلق مخبر سري شريف ووطني بنظر المواطنين وليس بنظر الحكومة فهناك فرق كبير بين ان يكون المخبر محط اهتمام وتقدير الناس وبين ان يكون محط سخطهم وغضبهم.
فمن أجل ان نجعله شريفاٌ علينا ان نحدد له اطار وعمل واضحين فحين يقدم معلومة دقيقة غير مسيسة يكافأ، أويخفق في ذلك فينال العقوبة جراء محاولته استخدام القانون لفائدته الشخصية وارضاء بعض النفوس المريضة والتي تحاول جاهدة الانتقام من الاخرين بمختلف الوسائل .
أن ترك المخبر السري يعمل على عواهنه دون قيود هو الخطا الاكبر ويعتبر من الحوافز التي تجعل البعض من هولاء المخبرين يوضفون هذه القضية لمصالحهم .
وبشكل عام لاتوجد شخصية معينة يمكن ان نقول عنها انها تمثل المخبر السري فمن الممكن ان يكون مواطن بسيط او ضابط شرطة او استاذ جامعي او امرأة او شيخ عشيرة ، وقد يكون الدافع الوطني وحب المصلحة العامة حافزهم للادلاء بالمعلومات او قد يكون هناك حافز اخر لتقديم معلومات غير صحيحة وامامنا شواهد كثيرة جدا سواء كان الامر قبل التغير او كان بعد التغير .
ويبقى ان نسأل هل نستطيع ان نجمل من صورة المخبر السري -وهو مازال- يفتك بضحاياه دون رقيب.او وازع من ضمير او قانون واضح يحدد عمل المخبر السري .
ملاحظة . كاتب المقال هو احد ضحايا المخبر السري ، وهو الان مكلف في اعداد برامج لأعادة ثقة المواطن العراقي بالمخبر السري ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللهم لاترحم المخبر السري
مظلوم من نظام صدام ( 2009 / 6 / 11 - 00:51 )
اخي استاذ غالب الدعمي لقد كنت من ضحايا المخبر السري ولكن بقيت كما انت وتجاوزت المحنة بنجاح منقطع النظير وكنت أحسدك لان مخبرك السري لم يمنعك من الكتابة والتعبير عن رأيك ولكن انا بسبب المخبر الشمولي الدكتاتوري في النظام البائد قد سجنني في زنزانة منفردة لاشهرا طولية ثم اكملت سنوات اخرى من عمري في الخاصة ابو غريب وبعدها هربت الى سوريا وهناك التقيت مع اغلب القادة الحاليين وشكوت لهم حالي فقالوا سنسجن كل مواطن يكتب تقريرا على اخيه وسنحاسب كل اولئك .
ولكن نفس اولئك مصاصي الدماء قد استمعت لهم سلطاتنا الحالية وللاسف الشديد ان يعاود المخبر السري نشاطه من جديد في زمن رجل لطالمها صدحت حنجرته بحقوق المظلومين . وقد لااخفيك سرا اخي ان قلت لك لقد قلبت مواجعي من جديد وذكرتني بسياط الجلاد وهي تتلوى على جسدي الخائر - رجاءا اغلقوا ملف المخبر السري

اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما