الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب المؤدب!!

فوزية الحُميْد

2009 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب أوباما الأول الموجه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة أستطيع تسميته بالخطاب المؤدَب وهو الخطاب الأمريكي الأكثر تسامحا في العصر الحديث ! وعندما ينطلق أوباما في خطابه من القاهرة قلب العالم العربي والإسلامي معا,بعد زيارته للعاصمة السعودية الرياض فهذا يعني الثقل السياسي للبلدين ,فالرياض صاحبة المبادرة العربية لعملية السلام ,والرياض صاحبة السياسات العاقلة , والقاهرة بالنسبة للغرب صاحبة التوازنات في اللعبة السياسية !! تحدث أوباما عن التوترات في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .و تناول الخطاب لأول مرة على مستوى الخطاب الأمريكي الإشارة لفلسطين ككيان مستقل في مطالبته بحقوقه المشروعة من عناء التشرد للستين عاما!! وقد جاء في الخطاب(( على الإسرائيليين أن يقروا بحق الفلسطينيين في العيش. أمريكا لن تقبل بسياسة الاستيطان الإسرائيلية.)) وهذه أيضا نقطة مهمة وجديدة في الخطاب الأمريكي الحديث! وهنا لا أراني مضطرة للخوض في مبررات تغيير هذا الخطاب لكوني أحترم حسن النوايا ولأن ديننا يحثنا على ذلك!
جاء في الخطاب أيضا (( الفلسطينيون يجب أن ينبذوا العنف الذي لن يوصلنا إلى أي حلول))، وهنا مازالت المشكلة ! مادام أن هناك تعديات آثمة للعدو فلن نستبعد العنف وعدم الاستقرار في المنطقة!! والعنف المقصود هو المقاومة وأرى في خطابه التمييز بين المقاومة والإرهاب !! في استخدامه لمفردة العنف !! بخلاف الخطاب الامريكي السابق. وهذه رؤية واقعية من الرئيس الامريكي حيث عبَر عن ذلك بالعنف وهنا الفرق.
- و يذهب في خطابه إلى العمق الديني في مواجهة التراكمات بين( الإسلام والغرب ) حيث يفتتح خطابه بتحية الإسلام (السلام عليكم ) وحيث نأمل السلام جميعا ! في عالمنا الإسلامي الأكثر انتهاكاً وحروباَ. بدءاً من تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وأحداث العراق وما يحدث في أفغانستان ولعنة القاعدة . وما يحدث لحقوق الأقليات في العالم الثالث , ونقول لأوباما بوافر التقدير نتطلع مثل شعوبكم إلى الآمان والاستقرار ياسيادة الرئيس, ونأمل في مستقبل أكثر ازدهارا وإنسانية ومحبة ,نأمل الخير والسلام جميعا هذا ماعلمنا ديننا الإسلامي, وما ترمي إليه الإنسانية جمعاء! وما يلفت حقا في خطابه التمييز بين الخطاب الإسلامي المتطرف المتمثل في الإرهاب وبين الإسلام (يقول علينا ألا نتسامح مع المتطرفين الذين قتلوا الأبرياء، فالقرآن الكريم يقول لنا إن من يقتل بريئا كمن قتل كافة الناس.) وهي رؤية متجلية وبعيدة عن خلط الأمور!!كما هو معتاد في أدبيات الغرب و حيث التعبير ( الإسلام والغرب) مع أن (الإسلام ديانة لا شعب) كما يعبر المفكر الكبير محمد أركون!!! وهو الخلط المتأزم الذي وضع( الإسلام والإرهاب والعرب ) في سلة واحدة من وجهة النظر الغربية وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001!!
على أية حال يمتليء الخطاب بالرؤى ويؤجل فعل السياسة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وقفة
عابرة سبيل ( 2009 / 6 / 13 - 22:05 )
حقاً نظرة صائبة وقراءة متعمقة لخطاب اوباما 0 واكرر العبارة
التي وردت في نهاية المقال وهي الاكثر اختصاراً( والاعمق قراءة ) على أية حال يمتليء الخطاب بالرؤى ويؤجل فعل السياسة

اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان