الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغدادُ العَفةُ في روحكِ والكُلُّ يُريدُكِ

خالد يونس خالد

2009 / 6 / 14
الادب والفن



(1)
بغداد في القلب مُحَبة تئِّنُ بينَ الأهوار
تُلاحقها أساطيل الاستعمار
مِن حُدود البَحر إلى سُجون محاطةٍ بالأسوار
يَحتلُها شُيطان يَحكُم بالنّار
والمُشَردُ ضائعٌ يَبحَثُ عن الدار

(2)
بغدادُ ياشمس الحب في رَفض الاستعباد
غُرباءٌ جاؤوا إليكِ من عَصر الإنحِطاطِ والأَحقاد
ولا زلتِ كما أنتِ قُبلةَ الحَضارة والأمْجاد
تُقاوم الإحتلال وتَدكُُّ حُصون الإرهابِ والأوغاد
وحُبي لكِ لا يَعرف حُدود البلاد

(3)
بغدادُ حبي لإسمكِ
عشقي للحبيبة من حُبكِّ
أنتِ المرضعة للكَرامةِ عُشًّا لي في ذِكركِ
العُش في الروح أُغنية في لَحنكِ
أين أنا اليوم في بُعدكِ؟

(4)
بغدادُ أنتِ كما أنتِ أعْطَر مِن عَطرِ العفيفات
عروسةُ الأمْسِ أمومَة اليوم في قلوب الأمَّهات
قُدسُ العراق وقُبلةُ المَجدِ ونَقاء مِياه الفُرات
ودجلة تَبقى نقية كَعفافِ العراقياتِ
تَنشُد الأملَ للأحفاد والأبناءِ والبناتِ

(5)
بغداد يا أماه أين أنتِ في أَسركِ؟
الحُبُّ مِن اسمك والجَمال في ثيابك
العَفَّةُ في روحكِ والكُل يُريدُكِ
أَفديكِ يا بغداد روحي فأنا لاشيء بدونكِ
فلا اسم لي في بُعدكِ أبحَثُ عن قبر في أرضكِ

(6)
بغدادُ بُركانٌ في جَوارح العَساكرِ
وجَحافلُ العُدوان تَحرقُ البَراءة في الخَواطرِ
والإحتلالُ يَهتك الأرضَ في البَصائرِ
تَغسلها طَهارة دِجلة في الضَمائر
والأم الثكلى تَبحَثُ عن أشلاءِ الأحبة بين المَقابرِ

(7)
بغدادُ أنا ظَمآن لقَطرةٍ مِن مائكِ
الأطفالُ مَرضى يبحثون عنِ الأمومة في أحضانِكِ
فلا دواء للمَرض إلاّ قَطرةُ حَليب مِن ثديك
نَقاءُ غَيثٍ من السَّماءِ تُروي ظَمئي بين أضلاعِك
جَداولُ مِن دُموعي تَسير في أعماقك

(8)
بغدادُ! يئِنُّ العِراقيُّ في غُربَته بَين البلدان
يَبحثُ عنكِ في مِحنتِه ولايعرفُ حدود الزمان
يراكِ في القلب حُباً والحُبُّ لا ينبت في كل مكان
أنتِ الدماء التي تُروي عُروق الإنسانِ
حَبيبتي في الذاكرة أنتِ دَوما على اللسانِ

ستوكهولم 29 مايو 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن اي بغداد تتحدث؟؟؟
سلام ( 2009 / 6 / 14 - 09:44 )
صدق الدكتور علي الوردي عندما اشار الى ان شعرنا هو احد اسباب تخلفنا فها انت ياسيدي الكريم تتغزل في بغداد وانت تعيش خارجها ... وانا الذي اعيش داخلها اتعجب مما اقرا لك ولمن يتغزل بهذه المدينة ... انا الان جالس وسط هذه المدينة الان ودرجة الحرارة تتجاوز الخمسين والغبار المترب يملا الجو بشكل خانق والكهرباء تاتي دقائق وتنطفي ساعات وزحمة المرور تقول لك ان الجحيم افضل
لدي اقتراح مادمت تحب بغداد الى هذه الدرجة وانا احب استوكهولم فتعالى نتبادل الامكنة تاتي انت الى بغداد واذهب انا الى هناك واعتقد اني انصفتك


2 - حب الوطن أجمل من الغربة
د. خالد يونس خالد ( 2009 / 6 / 14 - 14:06 )
أخي سلام
أستغرب أنك تفضل الغربة في ستوكهولم على الوطن

مهما كان الوطن، فهو أجمل بلاد الدنيا. أما عندما تكون رابطة المواطنة ضعيفة، والمشكلة من الحكام، يفكر البعض بخيالات لم يعايشها

كيف تحب ستوكهولم وأنت لم تراها؟ عجيب أمرك

بغداد مدينتي وعشت فيها سنينا، ودرست في جامعتها وشربت من مائها الزلال، وعشقتها، وأنا أعيش في الغربة، هنا في السويد، منذ أكثر من ثلاثين عاما بعيدا عن الوطن. درست في الجامعات السويدية والبريطانية، وشوق بغداد لا يبارحني، لذلك تراني أتغزل بالوطن، وأحبه من قريب ومن بعيد

ما أدراك أني لا أريد الرجوع إلى الوطن، إذا حصلت على عمل أكاديمي في تخصصي، بدلا من العيش في الغربة المؤلمة؟

أنا لا أسكن في مدينة ستوكهولم، بل أعيش في قرية صغيرة بعيدة عنها. ولكني أعمل أستاذا في ستوكهولم، والمسافة حوالي ثلاثماءة كلومتر يوميا بين قريتي وبين ستوكهولم. فأنا لا أحب المدن الكبيرة، لذلك لا أرغب العيش فيها

أخي إذا كنت متعبا من حرارة الشمس في مدينتك التي ولدتَ فيها، فسافر إلى مدينة عراقية أخرى في وطنك، ولا تفكر بالغربة

نحن نعايش مرارة الغربة، ونشتاق إلى الشمس في بلد يقع في القطب الشمالي القارص. درجة الحرارة اليوم في قريتي التي تقع في الشمال حوال

اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار