الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الاول من أيار... تعزيز لمطالب جماهير العمال الملحة

علي عبد السادة

2004 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004


يحتفظ الاول من أيار بثوبه الزاهي الذي طالما تبنى مطالب جماهيرية خرجت من أفواه العمال لسنوات طويلة، إلا ان شكل هذا اليوم وطبيعة تكوين أحداثه تباينت بمرور حقب زمنية مختلفة، فبالأمس همس في أذني أحد العمال ليقول: في زمن النظام كنا نحتفل سراً بـ (1 أيار) ونتحدث بمطاليبنا الملحة خفيةً، واليوم يقول لي آخر: سوف يحتفل هذا العام الآلاف من العاطلين عن العمل بعيد العمال.

وفي الوقت الذي يستعد فيه العمال العراقيون للاحتفال بعيدهم في الاول من أيار المقبل يفاجئهم "بول بريمر" وحركتهم النقابية بهدية على طريقته الخاصة عندما يقول: إن هذا الاتحاد لا يمثل الحركة النقابية في العراق.

عن هذا وما يعيشه العمال العراقيون من ظروف عصيبة توجهت "طريق الشعب" الى الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق لتحاور عدداً من اعضاء المكتب التنفيذي هناك:

السيد عبد محمد صخي جعل الحديث عن عيد العمال فرصة لتسليط الضوء على الواقع العمالي ويقول عنه ان الاحتفال بالاول من أيار يعني تبنّي مطالب جماهير العمال وفسح المجال أمام مشاكلهم لتفصح عن نفسها وأهم تلك المشاكل، البطالة، وهي الان موجودة وعلى شكلين الاول البطالة الواقعية والتي تعني الشباب غير القادرين على العمل، ويشكّل هؤلاء نسبة 48% الى 50% حسب إحصائية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والشكل الثاني، البطالة المقنعة وهي الفئة التي تمارس اعمالاً ثانوية لعدم وجود أعمال اساسية وهذه طاقات كبيرة يجب على البلد استغلالها واستثمارها وعلى أساس هذين الشكلين جاءت سياسة الاتحاد العام ضمن المرحلة لتكرس جهودها من أجل بناء صناعة وطنية لاستيعاب الايدي العاملة العراقية ولكننا نصطدم بسياسة الولايات المتحدة غير الواضحة في العراق والتي تتمثل في تأخير عملية إعادة البناء منذ سقوط النظام وحتى الان، فضلاً عن الوضع الامني السيئ الذي يحول دون دخول الشركات الى العراق، والجميع على علم بسلبيات هذا العدد الهائل من العاطلين في العراق والتي تنذر بشكل مباشر وغير مباشر بسوء الوضع الاجتماعي في ديارنا بسبب إنجرار هؤلاء لمنافذ مادية لا تصب في تحسين الوضع الامني، وهنا نقول ان الولايات المتحدة عليها ان تفهم ان الوضع الاقتصادي ومستواه يرتبط إرتبارطاً وثيقاً بحالة الملف الامني في العراق ولكننا متفائلون على الاقل بناءً على ما صرّح به الوزراء العراقيون في ضوء ورقة عملهم نهاية العام الحالي.

عندما نقرأ تاريخ الحركة النقابية في العراق نجدها منذ بداية تشكيلاتها الاولية في العشرينيات من القرن الماضي قد أخذت على عاتقها مهاماً وطنية ومطالب جماهيرية واضطلعت بنضال مرير من اجل تحقيقها، والسؤال الذي يطرح نفسه الان: ما المهمة الوطنية التي يتبناها الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق؟. وهنا يقول عبد محمد صخي: استكمالاً لمسيرتنا النقابية في ظل الظروف الراهنة علينا التركيز على مهمة وطنية، وهذا ما نعمل عليه الان، وهو توحيد الحركة العمالية فهناك تيارات عمالية كثيرة منها من تعمل من اجل العمال ومنها من يقتصر عملها على الشعارات وهي في الاصل بعيدة عن العمال واحوالهم، فالوحدة الحقيقية للحركة العمالية مهمة كبيرة تذهب بنا الى الحفاظ على شريحة الكادحين من التمزق وهنا نحتاج الى خلق وعي عمالي كبير من أجل تجاوز كل الطفيليات التي تطرأ على حركتنا العمالية.



الجماهير منحتنا الشرعية

الحديث عن عيد العمال لايمنعنا من الحديث عن مشاكل تمس مفاصل العمل في الحركات النقابية العمالية ونستذكر الان ماصرحت به الادارة المدنية للاحتلال قبل ايام بخصوص عدم تمثيل الاتحاد للحركة النقابية العمالية في العراق، فيقول هادي صالح سكرتير العلاقات الدولية في الاتحاد: عندما أعيد تشكيل الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق لم نستمد شرعيتنا من قوات الاحتلال، انما اكتسبناها من الجماهير العمالية العراقية ومناضليها الذين وقفوا الى جانب تشكيل نقابات عمالية جديدة تسعى الى الدفاع عن حقوق العمال النقابية، ومبنية على اساس الديمقراطية والطوعية في الانتماء، اما قوات الاحتلال فلن تزيد او تنقص من شرعيتنا الجماهيرية شيئا.

وثمة قضية مهمة نرى انها بعاتق عمل الاتحاد واي عمل نقابي، وهي تلك الازدواجية في السلطة وصناعة القرار، ويبدو ان الامر الاخير يوقع الحركة النقابية في اشكالية عمل كبيرة، وعن هذا يقول السيد هادي صالح: ازدواجية السلطة شكلت احد الاسباب التي تضاعف من اشكالية العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني وبين تعدد السلطات فوجود سلطة واحدة او حكومة وطنية واحدة بعيداً عن تأثير الاحتلال يعطي امكانية اكثر في صناعة علاقة حقيقية بين هذه المؤسسات والجماهير من جهة وبينها وبين الحكومة من جهة اخرى.

وعن رؤية الاتحاد لقرار النظام السابق الرقم 151 لسنة 1987 يقول هادي صالح انه قرار يسلخ العمال حقوقهم الثابتة عندما نص هذه القرار على تحويل العمال الى موظفين وبذلك تمت مصادرة حقوقهم النقابية ومن ثم حولت الشريحة الاكبر من العمال في القطاع العام الى موظفين وكان يسعى من خلاله الى تجميد الحجم الاكبر من القوى العاملة في العراق عن النضال السياسي.



أيار تعميق لمطالب العمال

نعود للحديث عن الاول من أيار نستذكر مع صبحي المشهداني عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد مآثر هذا اليوم فيقول: منذ التكوينات الاولية للطبقة العمالية في العراق اكتسبت هذه المناسبة خصوصية عالية بين صفوف هذه الطبقة ولعلنا نتذكر عيد العمال في عام 1959حيث احتفل العمال في ذلك اليوم من الصباح حتى الصباح في اليوم التالي ويمكن ان نطلق على مسيرات ذلك الاحتفال باسم"المليونية" وهذا العيد يعطي لنا مهمتين الاولى تعميق المطالب العمالية وبلورتها وتبنيها والمطالبة بتحقيقها والثانية تعزيز الصناعة الوطنية والاقتصاد الوطني، فكلما توسعت الحركة الصناعية زاد حجم الطبقة العاملة في العراق، اما عيد العمال القادم وهو الثاني بعد سقوط النظام فيمكن ان نستذكرها مستقبلا ونستعرض ما حققته وما ستحققه الحركة العمالية من خلال تشكيل الاتحاد والنقابات في معظم القطاع العام والمختلط والخاص مع انتخاب اللجان النقابية في هذه القطاعات وكذلك اصدار جريدة ناطقة باسم الاتحاد كما ساهم الاتحاد ايضا في تفعيل العلاقات مع اتحاد العمال الدولي ومنظمة العمل الدولية من خلال لقاءات قامت بها وفود من اتحادنا وعلى صعيد العمل بين الجماهير عملت لجانتا النقابية على توفير المكافآت للعمال العراقيين في العديد من المعامل مثل الشركة العامة للصناعات الخفيفة والشركة العامة للاصباغ والصناعات الكيمياوية وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران