الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يكتاتورية الشكل الحيوي تضطهد البنيوية الحقة

عبد الرحمن كاظم زيارة

2009 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



في مقالة الاستاذ النقري "هل المنطق الحيوي يخالف البنيوية ؟ اثنا عشر اختلافا على الاقل" التي قارن فيها بين المنطق الحيوي والبنيوية وجدتها عبارة عن صرخة :" أنا وليلى واشطبوا اسمائكم ! " علما ان ليلى لاقيمة لها إن عدم الوجود ليلات أخرى ، وإلا كيف ستكون ليلى الخيار الافضل والحب الاوحد ، فلا نعرف لها حُسْنا نقارنه بحسن غيرها ولاشرف الارومة بالمقارنة مع ارومة غيرها ؟
واريد من وراء هذا التعقيب : " تعريف البنيوية الحقة" . أما صلتها بالشكل الحيوي وصلة الشكل الحيوي بها ، فلقد وضعته في المبحث الخامس " بنية الشكل الحيوي " ـ الفصل الثالث " تأملات على ضفاف الشكل الحيوي " الذي تجاهله النقري في مقاله المذكور مثلما تجاهل التقويمات التي ذكرتها في كتاب لم يطبع بعد " علم البنى " حول البنيوية وكيفيةالاشتغال بالمنهج البنيويةازاء أي شئ واي كائن .. وأنني لا اصنف نفسي كبنيوي بالمفهوم المشوه للبنيوية ، بل أنني اعتبر البنية والبنيوية علم كما عرفتها ووظفتها وكما درستها كمقرر من مقررات قسم الرياضيات في دراستي الجامعية الاولية . انما هذه موضوعات ندرسها أو نكتشفها ولا تسعبدنا ، ولن نلحق اسمائنا بها لانها من بناتنا ونحن ـ البشر ـ ابائها .

وسأمهد لذلك ببيانات ضرورية ..

(1) ان "البنية " مقولة علمية لا احد يملك دحضها :
البنية مقولة علمية وهي نظرية عملاقة في الرياضيات ولها تطبيقات في : اللغة ، علم النفس ، علم الاجتماع ، علم السياسة ، علم الاقتصاد ، الاعلام ، النقد الادبي ، الفيزياء ، الكيماء ، البايلوجيا ، الذرة ، انظمة القيم ، تصميم المركبات الفضائية ... وغيرها . وهي اساسا تدرس منذ زمن بعيد في اقسام الرياضيات والحاسبات واقسام علمية أخرى تحت اسم " البنى الجبرية " و " الجبر المجرد " .
ونظامها البديهي ينطلق من بديهية ان كل شئ وكائن قابل للتحليل الى وحداته هي عناصره ، ترتبط بعملية ثنائية معرفة . العملية الثنائية تستغرق كل العناصر فاذا اسفرت عن عنصر ما هو احد عناصر ذلك الشئ او الكائن فهي مغلقة ( = داخلية ) ، وتعبير "مغلقة" ليس ذو مضمون قيمي او سلوكي ، انه تعبير يفصح عن احتفاظ البنية بمحدودية عناصرها البنائية . والبنية بهذا المعنى ومع هذا الشرط فقط دائما تعيد انتاج نفسها طبقا لصيرورتها وكينونتها . واذا انتجت عنصرا آخر مخالف لعناصر الشئ او الكائن فالعملية الثنائية ليست مغلقة ، ليست داخلية . . وفي كلتا الحالتين : " البنية هي نظام " يعبر عنه تجريديا بزوج مرتب مؤلف من :" وحدات وعملية ثنائية" . وصفة الترتيب فيه تعني ان وجود الوحدات يسبق في الاكتشاف وجود العملية الثنائية . فلا علاقة دون وحدات متعالقة .
ان بنية الشئ او الكائن ونوع هذه البنية وخواصها أمر مرتبط بالتحليل فليس ثمة احكام قبلية ولا احكام تعسفية .. قد هذه البنية تجميعية وقد تكون تلك ليست تجميعية هذا على صعيد الخواص .. وقد تكون هذه البنية من نوع شبه زمرة او زمرة او حقل او حلقة .. وقد لاتكون مع ملاحظة ان هذه الكلمات هي اصطلاحات كل منها مفردة طويلة وعريضة في علم البنى الجبرية فالحقل شئ والحلقة شئ آخر .. والحقل قد يكون مثالي وقد لايكون .. ليس بمعنى الحسن والجمال انما بالمعنى الذي يشترط شروطه المحددة والموضحة في هذا العلم .
(3) العملية الثنائية تستغرق كل الوحدات وكل الصلات:
كل " العلاقات " و " الروابط " و " الصلات " و" العمليات " هي أما احادية كالنفي أو عمليات ثنائية وهي العملية التي لها طرفان ومهما كان عدد المتعالقين أو المترابطين أو المتصلين .. وسواء كانت العملية الثنائية تفيد معنى التضامن او التنافر اوالصراع او الاتحاد او التقاطع او الانتماء او الجمع او الطرح او القسمة او الحب او البغض او الرقي اوالتقهقر أو التقدم او الاثبات او التركيب او التآلف أو ...
مثلا عملية الجمع ثنائية ، عملية الاتحاد ثنائية ، عملية التصور ثنائية ، عملية الحب ثنائية ، عملية الحرب ثنائية ... مهما كان عدد " المتعاملين " .. ومهما كانت اتجاهاتهم متنافرة أو متآلفة فالعملية تحتفظ دائما بصفتها الثنائية . سأضرب مثلا : 1+1+1+1 هنا ثلاثة اطراف والعملية هنا هي الجمع ، فوجودها هو المحل الذي " يتوسط " طرفين .. بالطبع اننا نستطيع ان نكتب فورا يساوي 3 . هذا لأننا لدينا الخبرة الحسابية الكافية لجمع مثل هذا المقدار ولكن في الحقيقة ان عملية الجمع هنا هي عملية ثنائية بدلالة أن 1+1+1 = (1+1 ) +1 = 2+ 1 = 3 .. انها ليست فكرة بسيطة كما تبدو من المثال . وعلينا ان نؤكد هنا ان العملية ليست هي العلاقة ،العملية اوسع واشمل .
لنأخذ مثلا آخر : عملية الصراع الدولي ، هي عملية ثنائية . لنفترض ان اطراف الصراع هي : الولايات الامبريالية المتحدة ، الاتحاد الروسي ، الاتحاد الامبريالي الاوربي ، الدولة الصينية ، بلدان العالم الثالث ... فأي موقف صراعي بين أي طرفين أثنين ينشأ عنه موقف صراعي ثاني بين ما ينتجه الموقف الصراعي الاول وأي طرف ثالث آخر .. واذا كان معيار ناتج الصراع هو كسب الجولات في مضمار بناء القوة المسلحة " سباق التسلح " على سبيل المثال فأن تفوق طرف في موقف صراعي هو الناتج والذي سيصطرع مع طرف ثالث وينتج عنه تفوق احد الاطراف وهكذا دواليك وبما يبقي الاطراف نفسها في اللعبة، يتحكم فيها نظام الصراع ويبرر وجودها.
مثال آخر : تركيب الحروف في كلمة ما ، التركيب عملية ثنائية هنا ايضا من شأنها انتاج صور كتابية او صور صوتية اذاكانت ملفوظة هي احدى وحدات بنيةالكلمة سواء كانت صورة صوتية او صورة كتابية . كذلك عمليات الحب ، عمليات تكون القيم بما في ذلك العقائد ، عمليات الاتصال الانساني ..
التفاعلات الكيميائية التي تشمل عنصرين او ثلاثة أو اكثر .. هي عمليات ثنائية تتم بين كل عنصرين على سياق متسلسل ومتصل وفق الخاصة التجميعية التي " قد " تتصف بها العملية الثنائية أو غيرها من الخواص .. وقد تكون البنية فيها عمليتان لا عملية ثنائية واحدة ( راجع علم البنى ـ عبد الرحمن كاظم زيارة )

(3) انواع البنى :
واذا استطاع الباحث ان يكتشف نظام الشئ او الكائن بما يتفق مع الزوج المرتب ( عناصر ، عملية ثنائية ) فأنه يمكن ان ينطلق الى استطرادات البنية بالكشف عن المزيد من وقائعها فلربما يكتشف ان هذه البنية " زمرة " اذا ما رأى ان شروط الزمرة متحققة وهي ان العملية الثنائية " تجميعية " و " وجود عنصر نظير لكل عنصر فيها " و " وجود عنصر محايد " هو وحيد في الزمرة .. واذا رأى تاليا ان العملية الثنائية " إبدالية " فأن الزمرة هي إبدالية . ثم ينتقل الى اكتشاف ما هو اضافي عندما تكون في البنية زمرة تنطوي على عملية ثنائية وأردفت بعملية ثنائية أخرى فهي قد تكون " حقلا " وفق شروط مقننة ، أو تكون " حلقة " وفق شروط مقننة أخرى . وفي الصلات الداخلية للبنية قد تكون " متشاكلة " طبعا وفق شروط معينةومحددة جدا ، وفي صلة البنية مع بنى خارجية قد تكون " متماثلة " ايضا وفق شروط أخرى . وفي كل الاحوال الشروط المقصودة هنا مصاغة صياغة رياضياتية لاتقبل الخطأ او الاجتهاد او التكييف او التفلسف او التعقلن . ثم .. اذا وجد الباحث في الكشف عن المزيد من الوقائع فلربما يستطيع ان يثبت بأن " البنية من نوع الزمرة " هي زمرة دائرية بمولد محدد يولدها . وهكذا يتصاعد البناء النظري لنظرية البنى الى ما هو اعقد ، اعقد بمعنى اضافة خواص عبر الاكتشاف لا الاصطناع . فالذي يريد التحدث عن " البنية " و" البنيوية " . عليه أولا ان يلم الماما كافيا على الاقل بهذه المفاهيم الاولية وان يدرس ولو مقررا اوليا في الجبر المجرد . و " علم البنى " غير مسؤول عن دراسات او بحوث او مقالات لاتتقيد بمفاهيمه وقواعده وقوانينه وخواصه . فلاينعكس الامر على معولية علم البنى بل هو موضوع يخضع للتقويم العلمي .

(4) البنيوية والاعمال البنيوية :
ان " البنيوية " كعنوان ضم اعمال سوسور وليفي شتراوس ورولان باث وكريماص ولاكان وغيرهم .. هي محاولات لاسقاط مفهوم البنية المتقدم على موضوعات بحثهم ، وكانت في معظمها تشتغل عند العتبة الاولى من هذا العلم .. عند المعطى الاولي للبنية كما أرصنت في الرياضيات . وأقصد عند ابتداء الكشف عن بنى الاشياء والكائنات بالكشف عن " نظامها " على هيئة ( عناصر ، عملية ثنائية ) والتمدد صوب بعض خواص العملية الثنائية ، نحو : الابدالية ،التجميعية ، التوزيعية ، ... التماثل ، التشا كل ، ..
وكانت معظم هذه الاعمال اعمال جادة ادخلت منهجية في البحث ما كانت معهودة من قبل في مجال اهتماماتهم .. في الوقت الذي كان يعمل فيه علماء الرياضيات والطبيعة والمنطق في ابحاث بنيوية في مجال تخصصهم .
تلقف المثقفون العرب البنيوية عبر ظاهرة الوسيط ثقافي ، دون الرجوع الى المصادر الاصيلة لعلم البنى كما أرصنت في الرياضيات فوقعوا ضحية تزييف الوسيط الثقافي وضحية سوء الترجمة وضحية التعامل مع الاصطلاحات البنيوية كتعاملهم مع أي مفردةلغوية أخرى قابلة للابدال والتعويض بما يردفها فاشتبك عندهم الحابل بالنابل .. واستطيع ان اجزم ان من القلائل من المثقفين العرب الذين اجادوا توظيف المنهج البنيوي في دراساتهم هم : محمد البكري ، وكمال ابو ديب ، ومطاع صفدي وآخرون .. وبالنسبة الى الدكتور كمال ابو ديب فلقد اخضعت دراسة بنيوية له بعنوان " البنية المولدة في الشعر الجاهلي " الى التقريض والنقد في كتابي " علم البنى ـ فصل البنية الزمرية " ورددت كل مفاهيمه الى مفاهيم واصطلاحات وادوات نظرية البنى الجبرية ووجدت ان استعارته لهذه المفاهيم استعارة فيها من الامانة قدرا كبيرا نفتقدها في دراسات أخرى لاتعرف لها رأس ولاتعرف لها ذيل .
ان الكثير من " الاتجاهات " و " العناوين " التي ادرجت تحت اسم " البنيوية " والتي سميت باسماء مؤلفين ادعوا اكتشافها هي في حقيقة الامر مستلة من نظرية البنى الجبرية . وبالمناسبة ان نظرية البنى الجبرية كما هي في المقررات الجامعية هي اقدم من زوبعة " الدراسات البنيوية " .. فهي تعود الى القرن الثامن عشر .
فلنعطي بعض الامثلة : " توليدية جومسكي " ما هي الا تطبيق لمفهوم " الزمرة الدائرية " كما وردت في نظرية البنى الجبرية . وهي اقدم من جومسكي وابو جومسكي .
" توزيعية بلومفيد " ماهي الا تطبيق لخاصة من خواص العملية الثنائية والتي عرفت بنفس اللفظ " الخاصة التوزيعية " في نظريتي المجموعات والبنى الجبرية . وهي ايضا مستلة .
" حقل التداعي " كما الح عليه رولان بارث ، في علم الادلة ، ما هو الا استلال من خاصة أخرى من خواص العملية الثنائية وهي الخاصة التجميعية او تسمى الدمج او التداعي كما جاءت في نظرية المجوعات ونظرية البنى الجبرية ايضا .
" البنية الدورية " لكمال ابو ديب ما هي الا استلال مماثل لموضوع " البنية الدائرية " كما هي في الجبر المجرد ـ البنى الجبرية .
" بنيوية سوسور " ما هي الا سلسلة من التوافقات بين موضوع " علم اللغة " ومبضع مفاهيم وخواص " البنى الجبرية " عند عتبتها الاولى .
" بنيوية شتراوس " مثله .
كل هؤلاء وغيرهم أو لنقل معظمهم نسبوا هذه العناوين الى انفسهم زورا وهي اصلا تطبيقات في معظمها ليست دقيقة وليست امينة تماما لمفاهيم ومبرهنات وقواعد وخواص موضوع " البنى الجبرية " ..
(5) البنية الزمرية لـ " عبد الرحمن زيارة "
لم يطلق احد من البنيويين على احد انواع البنى لفظة " زمرة " برغم اشتغالهم ببعض مفاهيمها بالاختيار الانتقائي .. وكتبت انا بحثا موسعا تحت عنوان " البنية الزمرية " منشورا في موقع فلسفة وموقع الحوار المتمدن وهو فصل من كتاب لم يطبع بعد ، ولكنني لم ازعم القول بـ " زمرية عبد الرحمن زيارة " إلا في هذا المقال !!!. على سياق توليدية جومسكي وتوزيعية بلومفيد وبنيوية سوسور .. واذا اردت الحق وقياسا بهذه الالحاقات ومسوغاتها فاني ارى من المشروع ان ازعم مثل ما يزعمون.فلماذا لم ازعم كزعمهم : ليس لأن مغنية الحي لاتطرب ، بل لأني رياضياتي وأعرف ان قبلي من اجتهد واصاب وانتج وما كان عملي سوى اسقاط ما اجتهدوا فيه على الوقائع الحية والمعاشة . اسقاط امين لايجنح الى تكييف المفاهيم وخيانتها بل يجهد عقله في عقلنة الظاهرة والاشياء والكائنات ونمذجتها رياضياتيا . والى هذه القدرة تنسب كل الانجازات التقنية والتكنولوجيا في العصر الحديث .. والى هذه القدرة تنسب معولية النظريات الرصينة في العلوم الاجتماعية كما لايخفى . " وعذرا للقارئ من تضخم الانا غير المقصود ".

وتأسيسا على ما تقدم بيانه ، فليس ثمة مبرر علمي واحد للمقارنة بين المنطق الحيوي والبنيوية الحقة .. البنيوية كما أرصنت في الرياضيات وبعض الاعمال الممتازة التي جاءت تطبيقا لها . ذلك ان المنطق الحيوي لم يكتمل بناءه المنطقي الرياضياتي بعد فكيف يمكن مقارنته بنظرية علمية عملاقة كنظرية البنى . ثم ان المنطق الحيوي لم يسجل حضورا في التقنيات والتكنولوجيات والفيزياء والكيمياء وعلم الذرة وعلم اللغة .. كما دخلت وحضرت نظرية البنى في هذه القطائع . والمقارنة لهذا السبب غير ممكنة حتى على صعيد الاشتغال بالنص او بالاتصال . فالمنطق التوحيدي مازال محدود الاشتغال " بقرائن المضمون " بينما نظرية البنى تتناول اضافة الى المضمون بوصفه بنية ، الى الابنية والهيكلة وعلاقاتها الداخلية والخارجية ، وهي تهتم بالمضمون أيضا وحضورها تام فيها من منطلق ان المضمون كما الشكل قابل للتحليل الى وحداته والكشف عن عمليته الثنائية ، سواء كانت داخلية او ليست داخلية " تشاكل أم تماثل " .
المنطق الحيوي ما زال عند مستوى طرح مقاييس هي الاخرى ما زالت خلافية وهي معايير للقيم الانسانية فقط.. وهو لم ينفلت كلية عن المنطق الارسطي لاعتماده المقدمات ، بينما نظرية البنى تتحوى المعيارية القيمية كوقائع لايتدخل الباحث في تقويمها واسباغ التأييد او الرفض ازائها ، فهذه مهمة تالية على الاشتغال البنيوي الحق .
لذلك فأني لا اتفق مع الصديق العزيز رائق النقري في عقد المقارنة المتحيزة وغير المبررةبين المنطق الحيوي والبنيوية . وهو يعرف ـ أو افترض انه يعرف ـ رأيي في الدراسات البنيوية فلقد زودته بنسخة من " علم البنى ـ التأصيل الرياضياتي للبنيوية " . فيجد ـ أو سيجد ان لم يقرأه بعدـ فيه تقويما علميا لهذه الدراسات واضافات تطبيقية بدت لي اليوم هامة جدا وقابلة للتداول المعرفي. واني لا اعرف لماذا تجاهل هذا الكتاب في مطالعته قيد المناقشة . ولماذا تجاهل الاصل الرياضياتي للبنيوية .

ثم وهذا ما اثار حفيظتي.. اننا بصدد مناقشة الفصل الثالث من مشروع " تأملات على ضفاف الشكل الحيوي " الذي ورد فيه مبحثا مثيرا وهاما جدا بعنوان " بنية الشكل الحيوي " وهو مناقشة جادة لدفع موضوع الشكل الحيوي نحو الامام باتجاه تقعيده منطقيا ورياضياتيا .. فهل ان مقالة النقري هي استحضار لنسف المبحث المذكور ؟ ربما .
كنت أأمل ان يقوم الصديق النقري بجهد في قراءة ما توصلت اليه من نتائج اعتبرها مفيدة وهامة في هندسة الشكل الحيوي وهي اثباتنا بأن الشكل الحيوي يمثل " بنية زمرية " وأن الشكل الحيوي يمثل " فضاءا تبولوجيا " .. فلماذا اذن نلعن البنيوية وهي " تعقلن " الشكل الحيوي وتأخذ به الى مجالات رياضياتية رصينة .
اذا رفض النقري " زمرية " و" تبولوجية " الشكل الحيوي لاسباب أخرى ، فهذا ليس مانعا لنا بالاستمرار بمشروعنا الذي نريد ان نحقق فيه انتقالة علمية للمنطق الحيوي التوحيدي .. ان المعالجة البنيوية للشكل الحيوي .. لاتقلل من تفرد الشكل الحيوي بل توفر له برهان صلاحيته حقا وعلما .. كما ان دراسة " الشكل الحيوي " للبنية أمر غير ممكن الآن لعد اكتمال الاول علميا . وطبقا لتعريف البنية كما هي في الرياضيات واستطراداتها الاخرى أسأل الصديق النقري : ما هو الشكل الحيوي للبنية ؟ ما هي تحوياته ؟ ما هي علاقته ؟ بمعنى آخر : ما هي وقائع اسقاط مفهوم الشكل الحيوي على مفهوم البنية ؟ . البنية كما أرصنت في الرياضيات وليس كما هي في الدراسات البنيوية اللغوية والادبية .
كما آمل من الصديق النقري ان ينشر المبحث الخامس من " تأملات على ضفاف الشكل الحيوي " الى جانب هذه المقالة .
وفي التحية سلام .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في