الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الثقافية بالمغرب..بين سوء التدبير و غياب الاٍستراتيجية

أحمد الخنبوبي

2009 / 6 / 27
التربية والتعليم والبحث العلمي


وزيرة ثقافة دون مستوى علمي ولا تكوين ثقافي ولا تجربة سياسية تؤهلها لتبوء مكانة "وزير"، مستشارون ومدراء بوزارة الثقافة من الوجوه الثقافية المستهلكة بالمغرب و التي حرقت كل أوراقها، وكذا ومن المعارف الخاصة ومن الأقرباء،هيئات نقابية و جمعوية ثقافية وفنية تكسوها طفيليات همها الأساسي الارتزاق على حساب الفن والثقافة، نقابات فنية يعتلي زعاماتها أناس مريضون نفسانيا ومهووسون بالظهور في وسائل الإعلام وحضور مهرجانات الخمسة نجوم رفقة عائلاتهم، أوصياء على الثقافة والفن بوسائل الإعلام -خصوصا العمومية- يتقنون فنون الرشوة والمحسوبية والزبونية، ويفسحون المجال ويضخمون أشباه الفنانين والمثقفين بينما يهمشون الفنانين و المثقفين الحقيقيين الذي يحبون أصلا الابتعاد عن الأضواء الزائفة ،ابتعاد المثقفين والفنانين الحقيقيين عن الساحة الثقافية والفنية تعبيرا عن امتعاضهم من الظروف المزرية التي وصلها الفن والثقافة بالبلاد، هزالة نسب القراءة والمطالعة وتدهور البحث الثقافي والإبداع
الفني.

هذا باختصار شديد وضع الفن والثقافة بالمغرب. ويتبين من خلا هذه الوضعية الكارثية أنه لتحقيق انطلاقة ثقافية حقيقية بالمغرب، يقتضي الأمر ابتعاد المتطفلين الذين يدعون تمثيل الفنانين والمثقفين عن الساحة وفسح المجال التمثيلي لمبادئ الديمقراطية والتنافسية الشريفة، لأن هؤلاء المتطفلون والسماسرة هم المساهمون بشكل كبير في الفساد والفوضى التي يعرفها القطاع.ثم اٍن إصلاح الوضع الذي أفسده هؤلاء المفسدون السالفو الذكر و غيرهم، يقتضي فك ارتباط الثقافة والفن المغربيين بالشرق الأوسط،وتصنيف الثقافة المغربية من طرف مسئولينا الثقافيين ضمن الثقافة العربية كما يجب فك الارتباط الثقافي مع الغرب وأوربا،حيث يحاول بعض الأوصياء على المجال الإعلامي خصوصا المرئي منه، وعلى وجه التحديد القناة التلفزيونية الثانية التي يمولها الشعب المغربي من جيوبه وتغزوها في البكرة والأصيل برامج أقل ما يمكن القول عنها أنها برامج للمسخ الثقافي والفني لا غير.

مما سلف توجد اليوم ضرورة ملحة إلى إعادة الروح إلى الثقافة والفن المغربيين الغنيين بتنوعهما، بتنوع مناطق وجهات المغرب المختلفة،لا أن يتم تقزيم الثقافة المغربية في مدينتي الرباط والدار البيضاء. فالمغرب أعمق وأكبر من هاتين المدينتين, كما أن الوقت قد حان لرفع وصف الفلكلور على التراث الثقافي والفني المغربيين العريقين (الزجل, العيطة, أحيدوس, أحواش, الطقطوقة, الكدرة........) .كما حان الوقت ليتم القطع مع التصنيف العنصري الذي يقسم الثقافة والفن المغربيين إلى ثقافة شعبية وثقافة عصرية، كما ينبغي ضرورة رفع الحصار على التمثيلية الخارجية للثقافة المغربية في المحافل الدولية من طرف وزارة الثقافة ،التي تحتكر هذا التمثيل الخارجي وتتحكم فيه وتعتبره امتيازا يمنح لمن تشاء من الفنانين والمثقفين المقربين من الوزارة والمتملقين لها.

كما أن إعادة الاعتبار للثقافة المغربية يقتضي الرفع من ميزانية الدولة المخصصة لقطاعي الثقافة والفن،لأن ما يخصص الآن لهذين القطاعين يعد هزيلا، مقارنة بالدور المهم الذي تلعبه الثقافة والفن في تقدم وتحضر المجتمعات البشرية. كما أن تطوير الثقافة يتطلب العمل الجاد والمسؤول على توسيع البنيات التحتية الثقافية في جميع مناطق المغرب، وكذا التدبير الجيد والاٍحترافي للمؤسسات الثقافية الموجودة كالمسارح والمعاهد الموسيقية ودور الثقافة والمهرجانات المسؤولة المنتظمة . كما أن أمر النهوض بالثقافة الوطنية يقتضي بشكل ملح قطع العلاقة مع الثقافة الرسمية للدولة التي تروجها مؤسساتها المتسمة بكونها ثقافة نخبوية وفئوية،بعيدة عن ثقافة أبناء الوطن حيث ينبغي التطبيع مع الموجات الجديدة للموسيقى( الراب, الهيب هوب،الهارد روك ...) ،و مع ما يسمى بالفنون الشعبية المنتشرة في مختلف مناطق المغرب والتي تلقى اليوم إقبالا من طرف الشباب من أجل إحيائها والنهوض بها.

إن المسؤولين على الثقافة بالمغرب عليهم فك تمركز الأنشطة الثقافية المنظمة من جيوب المواطنين المغاربة في محور الدار البيضاء-الرباط ،كما يلزمهم الحد من تهميش المراكز الثقافية الحضارية والتاريخية بالمغرب فكم حز في نفسي وأنا أقرأ حوارا لمدير مسرح محمد الخامس و المسمى عبدو المسناوي في إحدى الجرائد الوطنية ، وهو يحمل صفة يمثل بها مؤسسة ثقافية وطنية ،حيث وصف بعض المناطق بالنائية معددا من بينها مدينة تزنيت ،فهذا "المسؤول الثقافي" يجهل تماما تاريخ هذا المركز الحضاري في المغرب الذي يعود إلى آلاف السنين ومازال إشعاعه العلمي ينير المغرب وخارجه.

إن الدولة المغربية تشجع الإتكالية والاعتماد على الأخر وسياسة التطويع تجاه الفنانين والمثقفين ،بمنح بعضهم امتيازات عينية ومعنوية معينة(رخص النقل, الاستقبالات الرسمية, التكريمات...) مما يخلق عدا وات وصراعات بين الفنانين والمثقفين وما يجبرهم أيضا على التخلي عن مبادئهم وأفكارهم مقابل دريهمات الدولة. فللنهوض بأوضاع الفنانين و المثقفين ينبغي على السياسية الثقافية للدولة ،تشجيع الاستثمار في مجال الثقافة والفن أو ما يسمى حاليا بالصناعات الإبداعية بمنح تحفيزات ضريبية وتشجيعات للمقاولين في هذا المجال ( بناء دور السينما, المقاهي الأدبية, المكتبات, دور النشر والتوزيع...).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست