الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهد بلا أخلاق ......

نهاد الزركاني

2009 / 7 / 11
الصحافة والاعلام


عندما يدور الحديث عن الشاهد يتبادر إلى الذهن ذلك الشخص الذي يقف أمام القاضي ، من اجل الإدلاء بأقواله على ما رأى أو سمع بشكل مباشر ولا تقبل شهادته ، آذ قال لقد سمعت من الناس ويوبخ إذ لم يكون دقيق ، بما يقول هذا أمام القاضي الذي سيقوم بحبسه على أقل تقدير ويأمر بطرده ولا تقبل منه أي شهادة في المستقبل ، ( من اجل إن نوسع مفهوم الشاهد ) من شخص عادي أمام قاضي إلى شخص يكتب ، بقضايا تخص المجتمع سوى كانت سياسة أو اقتصادية أو اجتماعية وغير ذلك .... في مجلة أو جريدة أو موقع الكتروني ، وقد اتسعت الدائرة في الآونة الأخيرة من شخص اعتباري إلى شخص معنوي ، مثل المؤسسات والفضائيات من خلال تضليل المجتمع فتكون المسؤولية اكبر أمام الله سبحانه وتعالى و التاريخ والناس ، من خلال الافتراءات والأكاذيب والبهتان من أصحاب هذه المؤسسة والفضائيات ،ومن باع قلمه وضميره إلى المستكبرين والمفسدين وهولاء أيضا يطلق عليهم شاهد ، ولكن من نوع أخر واخطر من الشاهد الذي يقف أمام القاضي لأنه افترى على شخص واحد فان تبعات القضية تقع على المفترى عليه.... ولكن تصل إلى مستوى تضليل مجتمع كامل وقلب الحقائق وعكس الصورة أمام الرأي العام ، وما أكثرهم في هذه الأيام ولا يحتاج إلى تشخيص أو مصداق في الخارج لان لا يستحقون أن يذكر اسمهاهم ،وديدن هؤلاء ؟؟السخرية من الأشخاص الذين يريدون أن يعمروا البلاد والعباد ... وأكيدا وراء هذا الافتراء والبهتان أجندة سياسية أو برنامج أو قلم مدفوع الثمن أو ضمير نام منذ زمان بعيد ....
وهذه المشكلة أزلية وليس وليدة اليوم أو الأمس ودائما يكون مصير هؤلاء في مزبلة التاريخ ولا يصح إلا الصحيح ..
وإذ تناولنا الموضوع من ناحية دينية أو مهنية أو اجتماعية ، سوف يظهر لنا مع أي نموذج نتعامل وكيف يشكل خطر على المجتمع ؟
أن الشاهد بلا أخلاق....... من الناحية الدينية إن الشيطان لا يرضى بعمله ! وهو (الشيطان) أذن التسافل الموجود عند هؤلاء ليس له مقياس !
قال الصادق (ع): (من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس؛ أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان).. حتى الشيطان يزهد في هذا الزبون الذليل، وهذا الإنسان الدنيئ؛ لأنه يحب أن يكون أتباعه على مستوى، وهذا الإنسان أخس من أن يكون من أتباعه.. يا لها من عاقبة؟!..
وعن الصادق عليه السلام قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تطلبوا عثرات المؤمنين ، فانه من تتبع عثرات المؤمنين تتبع الله عثراته ، ومن تتبع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته ))
هنا المقصود كل إنسان شريف ، وفي قلبه حب وطنه وشعبه ...
جاء ذلك من الأحاديث للرسول محمد(صلى الله عليه واله واصحابه المنتجبين ) قال ( حب الوطن من الأيمان )
أن المهنة لابد يكون له قانون وإلا تكون هناك فوضى ومع هذا القانون يرافقه أخلاقيات المهنة ..
ومن منظور (أنقلوساكسوني )، فان أخلاقيات المهنة الصحفية مستوطنة في القواعد المهنية ،لا يمكن الفصل بينهما فكل قاعدة مهنية للتحرير أو خبرية تتضمن قيما أخلاقية، فعلى سبيل المثال .. فان مصدر الخبر قاعدة وقيمة أخلاقية في نفس الوقت.
ويختلف السياق من منظور لاتيني ، فأخلاقيات المهنة الصحفية تنطلق من احترام حقوق الإنسان ، كمرجعية أولى تستند عليها فأولى القيم الأخلاقية ، هي الدفاع عن حرية التعبير أي الانطلاق من( مادة 19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن مع الحفاظ على كرامة الإنسان كاحترام الشخصية للفرد ،
ومع غياب أخلاقيات المهنة عند البعض يعطي المجال لتنامي ثقافة للتقسيط ، في أعين الناس تضرب في صميم روح المواطنة وعدم احترام العقد الاجتماعي ، ويغذي العنف والكراهية في العلاقات وبالتالي ، يؤدي إلى عدم احترام الناس بعضهم البعض وهنا المسؤولية لا تقع على الكاتب غير المهنية فقط ، بلا على من ينشر بدون إن يقرأ ؟! ما ينشر على صفحة أو موقعه الالكتروني ، وبدون إن يعلم ينشر ثقافة العنف والكراهية بدون إن يعلم من باب حرية التعبير بغير أخلاقيات المهنة ...
ومن ناحية اجتماعية
وعندما يتحرك أي شخص يحب أن يشار له بكل احترام وهذه الفطرة موجودة عند كل بني البشر، ولا يكسب هذا الاحترام ألا عندما يكون صادق بالحديث وأمين بالنقل وألا ، سوف تنعكس الصورة ويصبح هذا أو ذاك الشخص مذموم من قبل المجتمع ،ولا يتصور غير هذه الصورة في أذهان المجتمع حتى لو جاملوه في حضوره ؟ ولكن في غيابه سوف يطلق عليه صفات لا تليق بإنسان محترم ..
مشكلتنا ...
مع طرفان: الأول فاقد كل القيم الأخلاقية بحيث يشعر أو لا يشعر، أصبح بوق بيد المستكبرين و المفسدين، الذين يضربون في صميم روح المواطنة ويغذي العنف والكراهية في العلاقات ما بين أبناء المجتمع ، وعدم احترام حقوق الإنسان من اجل مصالحهم الشخصية ..
والطرف الثاني: يتحرك باسم حرية التعبير هم أصحاب بعض الفضائيات والمجلات والمواقع ، التي تنشر بدون وعي و أخلاقيات مهنية ولا يحمل المقالة أو الخبر الذي ينشر أو ينقل لا يحمل حقائق أو وثائق! تثبت وتسقط هنا دعواه النقد البناء ، وتصبح الكلمات بدون معنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح